أشعر بالاطمئنان كغيري من الآلاف من أبناء الجنوب على سير عملية التحضير لانعقاد المؤتمر الجامع بل وأجزم بأنه سيحظى بدعم وحضور غير مسبوق لكافة الوان الطيف الجنوبي باعتباره آخر فرصة لنا كجنوبيين لحشد الطاقات وتوحيد الصفوف وما يميز عمل اللجنة التحضيرية ولجنة التواصل المنبثقة عنها حرصها على مسابقة الزمن لضمان حق المشاركة للجميع على امتداد أرض الجنوب العربي وقيامها بإعداد (مسودات الوثائق) ووضعها في متناول كل القوى المشاركة بهدف الاطلاع وإثراءها بالملاحظات ومناقشتها وتصويبها أثناء المؤتمر على قاعدة التحرير والاستقلال وبناء جنوب جديد والحيلولة دون العودة إلى ما قبل 1967م والبحث عن قواسم مشتركة لمسيرة نضال شعب الجنوب بعيداً عن المناكفات والمزايدات والشعارات والعمل كفريق واحد تجنباً للتفرد بالقرار من قبل أي مكون أو حزب أو فئة أو أكثرية أو وجاهة مهما كانت مكانتها أو إمكانياتها وعلى الجميع أن يضعوا نصب أعينهم استخلاص العبر والدروس من أخطاء وثقافة الماضي ولاسيما عدم القبول بالآخر وممارسة سياسة التخوين والمناطقية الأمر الذي أوصلنا إلى مانحن عليه اليوم . حيث ضاع الجنوب ونهبت ثرواته وتوزعت أراضيه بين ديناصورات الفيد التي عاثت في البلاد فساداً وتضرر منها البشر والحجر والشجر وأدى ذلك إلى أتساع نطاق الفقر وارتفاع نسبة البطالة وتفشي عادات وتقاليد غريبة لم يألفها الجنوب من قبل أدت إلى انحدار القيم إلى الدرك الأسفل من الحضيض وغاب النظام والقانون وانتشرت الرشوة والمخدرات والسموم القاتلة بشكل ممنهج باستهداف الشباب والطلاب لهدم أركان الأسرة والمدرسة والمجتمع وضياع أحلام الجنوبيين ومستقبل أجيالهم القادمة !!! الا يكفي هذا حتى تصحوا قياداتنا أن وجدت فعلاً ؟؟؟ من سباتها العميق وتواكب نضالات وتضحيات شعبها وتنطلق من حيثيات الواقع والمعطيات الموجودة على الأرض بدلاً عن التباكي والاجتماعات في الغرف المغلقة والرحلات المكوكية التي تبحث عن سراب لا يوجد إلا في مخيلاتهم ونقولها بالفم المليان إلى هنا وكفى !! فإرادة وأحلام الشعوب لا تموت والتاريخ لا يرحم وواجبكم الديني والوطني والأخلاقي يحتم عليكم التعاضد والتكاتف وتوحيد الصفوف وتجسيد روح الشراكة والمصير الواحد والعمل سوياً بروح الفريق المتماسك المؤمن بعدالة قضيته والتصميم وبإرادة صلبه وعزائم الرجال الأقوياء المخلصين لوطنهم لإنجاح هذا العمل الوطني الكبير المتمثل في المؤتمر الجنوبي الجامع واستثمار الفرصة المتاحة في هذه المرحلة التاريخية والظروف الاستثنائية التي ربما لن تتكرر للتوافق على خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف وتحت راية واحدة وقيادة توافقية موحدة كحامل سياسي وممثل وحيد للقضية الجنوبية في المحافل الإقليمية والدولية ! حفظ الله جنوبنا الحبيب وشعبة وأرضة ،،، الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لكل الجرحى والحرية لكل المعتقلين وإنها لثورة حتى النصر .