الخيانة العظمى في تعريفها السياسي توجه هذه التهمة إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده يقاتل مع طرف آخر ضد بلاده او يخطط لقتل رأس الدولة او يتخابر مع دول أخرى ويسرب لها أسرارها هي بضعة أمثلة شائعة لما يمكن اعتباره خيانة عظمى وتكون العقوبة العادية على هذه الخيانة هي الإعدام او السجن المؤبد. فاليمن يمر بمرحلة الخيانة العظمى من قبل قيادات سياسية وعسكرية وشخصيات مجتمعية ومكونات سياسية لم يشهد التاريخ السياسي اليمني لها مثيل. الدول التي يطبق فيها قانون عقوبات الخيانة الوطنية تجد مصير خونة الأوطان فيها المحاكمة العادلة. اما في اليمن العجيب ان ترى من يخون وطنه مسؤول دولة او قائد عسكري او رئيس لمكون سياسي او شيخ مجتمعي ويبقى في منصبه او مسؤوليته وحزبه دون محاسبة حتى وان عزل يتم منحه شهادة تقدير على خدمة الوطن ! بحسب قولهم !. أجهزة التجسس الأجنبية تتواجد في اليمن في اختراق سافر لقيم السيادة الوطنية وهيبة الدولة ! ومنظمات أجنبية بعدد كبير جداً تعمل بلا تصريح ومخالفة للدستور وتؤدي أدوار مشبوه ترسل شباب اليمن الى خارج الوطن و يتم غسل ادمغتهم لتنفيذ مشاريع قادمة غير وطنية مخطط لها تتنافى مع هوية الوطن ودستوره. ما يحدث في اليمن هو تفريط في الأمن القومي اليمني والأمن القومي العربي بخيانة وطنية عظمى . لقد تحول اليمن ذو التاريخ الحضاري العظيم للهوية العربية الى وطن محتل بلا سيادة وطنية وأصبح الساسة فيه صورة اخرى من خدعة الفوتوشوب! وبسبب غياب الوعي الوطني تجد البعض من الشعب مجند نفسه لقراصنة المجتمع وأمراء الحرب ومشاريع الموت! وتم استغلالهم يرفعون لهم الشعارات ليتقمصون دور الوطنية الزائفة يروج لها الأقلام والألسن المأجورة بمال الخيانة للوطن. وصل الوطن الى أزمة في الهوية الوطنية والشعب تم تخديره تحت مسميات وهمية حتى أصبح البعض يبحث عن هوية دولته ومستقبله من أبواب الخيانة الوطنية وعلى أيدي عملاء الوطن وفاسدي الإدارة وقراصنة المجتمع! الساسة في قيادة الدولة وقيادات المكونات السياسية جزء من هذه الخيانة الوطنية بعضهم مشارك فيها وبعضهم يعلم بها لكنه صامت وقلة من الوطنيين الشرفاء من يعملون للمبادئ الوطنية . اما الشباب اليمني منهم خائر العزيمة وانهزامي النفس ومنهم من تم تدمير طاقاتهم في جميع الوسائل الغير مشروعة ومنهم من اصابه اليأس من الوضع السياسي حين سرق أحلامهم قيادات الدولة وزعماء الأحزاب ومنهم من اشغلته ظروف المعيشة الصعبة وتخلى عنه وطنه ورفاقه. ومنهم ثوريين في أحزابهم لكن تجدهم في شوارع السلاح موالين ومجندين مع العنف ومنهم قوميين في أحزابهم وتجدهم شاركوا في الولاء لمن تآمر على الأمن القومي اليمني والعربي ومنهم منغلقي الفكر للجماعة ومنهم من جند نفسه للإرهاب والعنف ومنهم متعصبين للطائفية والمذهب ومنهم مجند مع قراصنة المجتمع! يبقى الأمل في الشباب الوطني الواعي في إنقاذ اليمن وبناء الدولة الحديثة رغم إن المؤامرة كبيرة وفي مسالك الطريق صعاب والجبناء يتربصون والوطن معتقل كبير وفي الأرض متفجرات وعلى الزناد رصاصه وفي أيدينا قلم والوطن في صراع بين حبر القلم ولون الدم حتى يتغلب القلم على لغة السلاح والعنف والإرهاب.