تتابعت الأحداث بمؤسسة الثورة للصحافة على نحو دراماتيكي كبير .. وتابعت الأوساط الإعلامية الرسمية والأهلية بل وكل المهتمين والمتابعين وما أكثرهم .... ما يجري في أول وأكبر صحيفة رسمية ... يبدوا أنها تعرضت لإهمال وعدم اكتراث متعمد من خلال تسليم قيادتها لأشخاص غير مؤهلين إداريا وقياديا ..ويبدوا أن هدف تحطيم هذه المؤسسة كان مرسوما ومخططا له مسبقا ابتدأ بإبعاد الأخ الرعوي دون مبرر .. وتم تفسير ذلك بأهمية التغيير والتدوير الوظيفي, وجاء الأخ والزميل بجاش ما لبث أن حيكت عليه مؤامرة إبعاد غير عادلة وغير مبررة باعتباره إبناء للمؤسسة الصحفية العتيدة . وصحيفة الثورة هي في حقيقتها عنوان للثورة اليمنية منذ العام 1962م حيث كانت إحدى ثمارها ومكاسبها الوطنية وظلت تمثل لسان حال اليمن واليمنيين باعتبارها الصحيفة الرسمية والشعبية الأولى على الإطلاق والتي تحظى باحترام كل اليمنيين , ومرآة صادقة تعكس الواقع اليمني على حقيقته وتصنع الرأي العام اليمني والمعبرة عن إرادته بما تحظى به من المصداقية . الفساد والإهمال الذي طال المؤسسة فاحت رائحته مبكرا من قبل عامين على وجه التحديد وظل العاملون بها ومنتسبوها يتوقون إلى نظرة رسمية تعيد الأمور إلى نصابها وظلوا يصارعون عصابة الفساد التي كانت كما يبدوا تحتمي بفريق من الفاسدين الداعمين والمدافعين .. والمشكلة انها لم تقف عند حدها ولم تعر اهتماما للفضيحة المدوية وكأنها فعلا مظلومة ومتهمة زورا وبهتانا .. انا شخصيا كنت أشك في ضوء الصمت المريب تجاه كل الشكاوى وكنت أتصور أنها مكايدة من النوع إياها التي شهدناها طيلة الثلاث السنوات الماضية في كل اتجاه , وظللت وكثير من الزملاء الإعلاميين والصحفيين نضع التخمينات تلو التخمينات فتارة نبرأ القائمين على المؤسسة باعتبار أن كل التقارير والبيانات المقدمة لهيئات الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد لم تقم بأي فعل أو لم تتخذ قرارا تجاه ما قدم إليها من وثائق وشهادات وقلنا إنها ربما فعلا اكتشفت أنها بعيدة عن الواقع وأنها غير صحيحة .. لكن الأحداث بمتوالياتها أثبتت بما لا يدع مجالا للتشكيك ومنها ما حدث مع احد الصحفيين أثناء الزيارة الأولى لوزيرة الإعلام للمؤسسة وكيف تم إسكاته وإبعاده بصورة فجة لا تقبلها الرجولة – تم التغطية والتعمية عليها - وثبت أن هناك فسادا غير عادي يعبث بمقدرات المؤسسة وحقوق العاملين فيها , ويسلبها أساس مواصلتها لعملها وأدائها لواجبها الوطني اليومي الذي ينتظره اليمنيون كل صباح ..كما ظهر بوضوح الاستغلال الرخيص لمواقع المسئولية يعبر عن سبق إصرار وترصد للتلاعب بالمال العام, غير عابئين بمصير المؤسسة الصحفية الأولى للبلاد , لقد فهم هؤلاء العابثون الأوضاع على حقيقتها فقرروا اغتنام فرصة الصراع والتجاذب السياسي وبشكل رخيص أيضا ليؤمنوا لأنفسهم ثراء غير مشروع , واستهتارا بحقوق الآخرين من حولهم وممارسة الإرهاب الوظيفي إزاء كل من يحاول الإشارة إليهم بمجرد الإشارة .. وأنت تستمع لأولئك العاملين الأحرار- أحرار صحيفة الثورة – الذين استطاعوا أن يثبتوا للقاصي والداني أنهم أبناء بررة للمؤسسة وأنهم أوفياء لبلدهم في عدم إيقاف صحيفة اليمن الأولى من الصدور وصمموا على إصدارها وتواصلها بنجاح كبير يستأهلون عليها ألف ألف تحية لهذا التصميم والإرادة الحرة المعبرة عن إخلاص وتفان لعملهم وواجبهم قل أن نراه في كثير من مؤسساتنا العامة هذه الأيام ..