تناولت المواقع الالكترونية وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي بكثير من الاهتمام تعيين المحافظ الجديد الدكتور عادل باحميد ، وقد كتب المفسبكون وجهات نظرهم المتباينة ، مع مزيد من التحليلات غير المتسقة مع بعضها ، منهم القائل بأن المحافظ الجديد يحمل معه عصا سحرية سينهي كل الملفات الشائكة خلال فترة ولايته ، وهذا هو المتفائل ، وهناك القائل : بأن المحافظ الذي خلف سلفه ، سيفشل فشلاً ذريعاً ولن يقدم شيئاً يذكر بسبب الأوضاع الصعبة وتراكماتها المهولة ، ومنهم القائل بأن أي قرارات متسرعة تتجاوز إمكانيات المحافظ نفسه قد تؤدي به الى المهالك ،لأن من سيوجه إليهم تلك القرارات يمثلون القوة ومن ثم فإن تلك القرارات لن تنفذ ، وإن تم تنفيذ جزء منها سيبقى الجزء الآخر بمثابة مسمار جحا ، ومن خلال استطلاعات بعض الآراء المطروحة ، يستشف المتابع بأن المحافظ الجديد يملك مؤهلات بلاغية أكثر منها كاريزمية في القيادة ، لأن إدارة مؤسسة ليس كإدارة محافظة مترامية الأطراف ، وشتان بين هذا وذاك .. كما أن البعض بالغ كثيراً في قوله بأن رجل الأعمال السعودي الجنسية حضرمي الهوية الشيخ عبدالله بقشان وراء دعم تعيينه بالمنصب بحكم علاقاته الواسعة مع رموز عليا في السلطة المركزية ..ومثل هذا القول لا نستطيع نفيه أو تأكيده . وأرجعت بعض الكتابات انتماء الدكتور عادل باحميد لحزب الإصلاح اليمني أو أنه محسوب عليه ، ونعتقد بأن مثل هذه الكتابات جافة غير مؤثرة لكونها انطلقت من منطلقات ضيقة ، فلم تحرك قلباً ، ولم تهذب نفساً، ولم تقوم طبعاً ، بل كانت عبئا على كتابها وضيفاً ثقيلا على موائد القراء .. ونحن هنا لا يعنينا الانتماء الحزبي بقدر ما يعنينا ماذا سيفعله المحافظ الجديد ؟ وبالطبع قد كتب عنه كثيرون إنصافا وإجحافا وتعددت عنه الأحكام .. وبرأيي فإن المحافظ سوف يتلقى أحكامهم شاكراً لهم ومقدراً بغض النظر عن اتفاقه معهم أو اختلافه .. وقال البعض ممن كتبوا .. بأنهم يتعاطفون مع المحافظ الجديد لأنه من أبناء حضرموت ومن ثم سيكون حريصا على أهله وناسه ولن يدخل معهم في مواجهة بالاستعانة بالقوة العسكرية عليهم .. بينما عارضهم آخرون وأكدوا بأن الرجل سيدخل بقوة لفرض هيبته وهيبة الأمن العام والجيش ، باقتحام مواقع حصينة صعب اختراقها في السابق .كما أن ارتطامه بموقف الحراك الجنوبي السلمي الذي يطالب باستعادة دولته والذي لن يتنازل عن هدفه قيد أنمله ، وهذا أمر وارد . ربما لجأ المحافظ إلى التهدئة في البداية ومحاولة التواصل مع قيادات حراكية أو قيادة مكونات أخرى من أجل التوصل إلى صيغ تهدئة مشتركة تجنبه مجازفة الدخول في خصومة مبكرة ، هذا بالطبع يتوقف على مدى حنكته وتقبله الرأي الآخر المعارض بالكلية مع أجندته ، بل إن البعض يعده قائما بأعمال يخدم فيها ما يسمى ب ( سلطة الاحتلال ) وهنا جاز لنا السؤال : هل هذه السلطة حريصة على المحافظ في منحه صلاحيات كاملة يستطيع من خلالها تنفيذ قراراته الصعبة ؟ أو أن هذا يعد ضرباً من الخيال .. أسئلة كثيرة تعربد في رؤوسنا قد لا نجد لها إجابات الآن ، ولكن الأيام كفيلة بذلك . ولعل هاجس الأمن كان ومازال هو المؤرق الدائم ، ، لدى المواطن الذي يعيش المحبطات المتتالية ، التي أصبحت وكأنها ضربة على المجتمع بكل شرائحه، وذلك بسبب استمرار عمليات النهب والسرقة التي شهدتها مدينة المكلا ومدن أخرى وتزامنت مع وصول المحافظ الجديد .. كرسالة تبشره بأن القادم أسوأ . مثل هذا الأمر يدعو المحافظ بإلحاح للوقوف أمام هذه المعضلة ، وفتح ملف التقويم والمراجعة لتحديد مواطن الخلل و التقصير ، والاجتماع مع عقلاء القوم ، واستقطاب البطانة الصالحة في ذاتها التي تثير الاقتداء وتغري بالاتباع سلوكاً وعلاقة ، حتى يتم وضع المعالجات والحلول . ونحن هنا لن نستبق الأحداث ونصدر أحكاماً جاهزة قبل أن نرى ما سيفعله المحافظ الجديد ، كما أننا لن نفرط في التفاؤل بتحقيق المحافظ اختراقات كبيرة في غضون فترة وجيزة ، ولن نبالغ في التشاؤم ربما تحقق شيئا يفيد المواطن في الجانب الأمني ولو بنسبة ضئيلة جداً ، وهذا في حد ذاته إنجاز بغض النظر عن نسبته . نتمنى للمحافظ الجديد التوفيق والنجاح في عمله ، ونسأل الله أن يبارك في خطواته إن أراد إصلاحاً ، ويمنحه السداد في تنفيذ مهامه ..