العادة في المناسبات التي تسبق البطولات الدولية والقارية الكبرى أن تسيطر الاجتهادات، وأن تذهب الترشيحات صوب بعض الأسماء لأداء دور البطولة وتمنحهم الأولوية، مستندة الي الوقائع والحسابات النظرية المدعومة بالأرقام، وعلى الرغم من صدقية تلك الأرقام إلا أنها في حقيقة الأمر تعتبر بعيدة عن الواقع الحالي، كون جميع تلك الأرقام تندرج تحت بند الماضي، بينما الواقع الحالي مختلف وبالتالي فإن الاعتماد على التاريخ وعلى الأرقام السابقة مسألة غير موضوعية، ومن شأنها أن تضع الأمور في غير محلها، خصوصاً عند التعامل مع لعبة مثل كرة القدم التي لا تعترف بالمنطق، وترفض الحسابات والأحكام المسبقة. وأمام ذلك الواقع الذي يغلف الأجواء العامة على مستوى قارتي آسيا وأستراليا، والذي يسبق انطلاقة كأس الأمم الآسيوية، التي تقام لأول مرة في تاريخها بعيداً عن أراضيها وعلى أرض قارة أخرى لا تمت لها بصلة لا من قريب ولا من بعيد، لكنها الحقيقة، فنهائيات أمم آسيا تمردت على تاريخها، لتذهب ولأول مرة لمكان جديد عندما اختارت قارة أستراليا ومدنها التي ستستضيف نسخة 2015 من البطولة الأهم في كبرى قارات العالم، وسط اهتمام إعلامي غير مسبوق، وترشيحات بفوز صاحب الضيافة باللقب الآسيوي، وإن تحقق ذلك فإنها ستكون سابقة تاريخية، حيث لم يسبق أن فازت دولة ببطولة قارة أخرى. وبالتالي فإن الترشيحات عندما تذهب نحو أستراليا المضيفة واليابان وكوريا الجنوبية، وهي المنتخبات الأكثر ترشيحاً للفوز باللقب في الحقبة الأخيرة من الزمن، إلى جانب المنتخب الإيراني صاحب التصنيف الأعلى والبعيد عن أجواء اللقب، رغم وجوده في المنافسة الدائمة، كل تلك التكهنات تبقى على الورق وليست واقعية، طالما أننا نتعاطى مع لعبة اللامنطق التي لا تعترف لا بالأسماء ولا بالتاريخ ولا بالأرقام، بقدر اعترافها واحترامها وانحيازها لمن يستحق أن يتربع على عرش آسيا وأستراليا.