كانت مشاركة منتخب اليمن في خليجي الرياض 22 مختلفة عن سابقاتها الست، حيث تجاوز منتخبنا حاجز النقطة وتخلى عن لقب أبو نقطة ليصبح أبو نقطتين، ولأول مرة نغادر البطولة وشباكنا لم تستقبل سوى هدف سُجل في اللقاء الثالث حيث صمدت شباكنا في لقاءين سابقين وهذا أيضاً يحدث لأول مرة.. ورغم أننا عجزنا عن تحقيق أي فوز لكن كان هناك رضا عند عدد كبير من اليمنيين على المنتخب فالفريق قدم أداء وانضباطاً تكتيكياً رغم قلة الاستعدادات قياساً بالمنتخبات الخليجية التي استعدت لهذه البطولة منذ فترة، كونها ستشارك في كأس آسيا في يناير المقبل بأستراليا.. ولعل الأسباب التي أدت إلى ظهور منتخبنا بهذا الشكل الجيد هو خوض المنتخب لعدد من المباريات الودية قبل البطولة وأهمها الثلاث المباريات الخليجية مع العراق والكويت وتعادل فيهما 11 ومع عمان حيث خسر 0 2، فالمنتخب دخل البطولة وقد خاض مباريات مع فرق خليجية تلعب نفس الكرة التي لعبتها فرق مجموعتنا عكس ما كان يحصل في السابق حينما كان منتخبنا يعسكر في مصر ويلعب مع بعض فرقها الضعيفة استعداداً لكأس الخليج أو تصفيات آسيا! كما لا ننسى أن انطلاق الدوري مبكراً هذا العام في شهر أغسطس في مفاجأة ومعجزة كروية فجّرها اتحاد العيسي لهذا العام ويشكر عليها أحد أسباب تألق منتخبنا، فالدوري ساهم في جاهزية اللاعبين نوعاً ما ورفع لياقتهم وتمكن المدرب من مشاهدة عدد من المباريات استطاع من خلالها اختيار عدد من اللاعبين، وليس كما كان يحدث من قبل بأن يتسلم المدرب قائمة جاهزة بأسماء أعضاء المنتخب!!! ولا ننسى الدور الكبير للجمهور اليمني العظيم في المملكة والذي وقف إلى جوار منتخبنا وكان ملح البطولة ونجمها الأول بلا منازع. ماذا بعد خليجي 22؟ بعد أن تم التعاقد مع التشيكي سكوب حتى خليجي 23 أتمنى من الاتحاد أن يواصل مفاجآته السارة ويعطي للمدرب كافة الصلاحيات وألا يتدخل في عمله وأن يعطيه فرصة كافية ولنبدأ تجهيز المنتخب لتصفيات كأس العالم 2018 في روسيا ويجب على الاتحاد أن يضع نصب عينيه هدفا مهما جداً وهو محاولة التقدم في التصنيف الدولي وهذا لن يحدث إلا بخوض عدد من المباريات الودية الدولية. لماذا يجب علينا التقدم في التصنيف الدولي؟! لعل الكثير تابع في كأس العالم أن الفيفا اعتمد في توزيعه لرؤساء المجموعات في المونديال على آخر تصنيف شهري للفرق الثمانية الأولى ولم يعتمد على نتيجة آخر بطولة ولا على تاريخ المنتخبات لذا رأينا الأورجواي تزعمت مجموعة إيطاليا وإنجلترا وتزعمت كولومبيا مجموعة وبلجيكا مجموعة وعلى طريقة الاتحاد الدولي ستمضي كل الاتحادات القارية لاسيما الآسيوي وحسب ما أوردته صحيفة استاد الدوحة القطرية في عددها رقم 353 الصادر بتاريخ 30 أكتوبر فإن اتحاد آسيا قرر أن يشارك 12 منتخباً آسيوياً في الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم القادمة وكأس آسيا 2019 حيث ستكون تصفيات البطولتين مزدوجة لأول مرة كما حدد الاتحاد القاري يوم 11 يونيو 2015 موعداً لانطلاقة تلك التصفيات المزدوجة وبداية تلك التصفيات ستكون بخوض 12 منتخبا آسيويا الدور التمهيدي وتتأهل ست منتخبات إلى 34 فريقا آسيويا ليصبح المجموع أربعين فريقاً ستقسم إلى ثمان مجموعات تخوض غمار تصفيات كأس العالم وأمم آسيا مع بعض! من هي المنتخبات ال 12 التي ستخوض الدور التمهيدي؟!!! المنتخبات التي ستخوض الدور التمهيدي هي التي ستحصل على المراكز الاثني عشر الأخيرة في آسيا في آخر تصنيف سيصدره الفيفا في مايو القادم!!! حكايتنا مع الأدوار التمهيدية يجب على اتحاد العيسي بالذات أن يدرك أن المنتخب اليمني في عهده لم يشارك في دور المجموعات في تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم، فبسبب الأدوار التمهيدية خرج منتخبنا على يد تايلاند عام 2007 وقبل ثلاث سنوات من مونديال 2010 وخرج على يد العراق عام 2011 وقبل ثلاث سنوات من مونديال البرازيل 2014 وفشل منتخبنا من التأهل إلى دور المجموعات في المرتين!!! لذا يجب على اتحاد العيسي أن يجهز منتخبنا كما قلنا من الآن، ونعيدها هنا ونكرر أن تصفيات كأس العالم القادمة 2018 ستكون مشتركة مع تصفيات أمم آسيا 2019 وحيث سيتوزع الأربعون فريقا بعد الدور التمهيدي إلى ثمان مجموعات سيتأهل أوائل مجموعاتها بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حاصلة على المركز الثاني إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، حيث سيصبح العدد 12 توزع على مجموعتين بزيادة فريقين عن التصفيات السابقة، كما أن الاثني عشر فريقاً سيضمنون تأهلهم إلى كأس أمم آسيا 2019 فيما ستخوض المنتخبات الأربعة الحاصلة على المركز الثاني والتي لم تتأهل للأدوار النهائية لتصفيات المونديال بالإضافة إلى أصحاب المراكز الثالث والرابع في كل المجموعات الثمان بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حصلت على المركز الأخير في المجموعات الثمان ليصبح المجموع 24 فريقا ستوزع على ست مجموعات بواقع أربع فرق في كل مجموعة يتأهل منها فريقان إلى نهائيات أمم آسيا والتي ستضم 24 فريقا لأول مرة في تاريخ البطولة! فهل سيخفق منتخبنا كعادته في التأهل لدور المجموعات في كأس العالم، وهل سيفشل في الوصول لنهائيات أمم آسيا 2019 والتي ستضم 24 فريقا؟ وهذا يقوي فرصنا إذا ما خططنا صح من الآن أم أن طموح منتخبنا هذه المرة سيكون التأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم والتي ستضم 12 فريقا آسيويا هذا إن تجاوزنا مجموعتنا بعد الدور التمهيدي ولن نبالغ ونقول للتأهل إلى نهائيات كأس العالم! خلاصة الخلاصة ستة أشهر تفصلنا عن موعد الأدوار التمهيدية وهي فترة قصيرة ولكنها كافية لمنتخبنا إذا ما أضفنا الفترة التي قضاها مع التشيكي سكوب، وأتمنى من الاتحاد بجميع أعضائه ألا ينخدعوا بالنقطتين اللتين عدنا بهما من الرياض ويصوروا للشيخ أحمد العيسي أنه قد جاء بما لم تستطعه الأوائل في خليجي 22، وأتمنى أن نتواصل مع عدد من الاتحادات الكروية وخصوصا من لها تصنيف كروي أفضل منا ويجب أن نتجاوز الدور التمهيدي في يونيو القادم مهما كلفنا الثمن وذلك بطريقتين إما أن نتقدم في التصنيف ولا نكون ضمن آخر 12 فريقا في القارة الصفراء، والطريقة الثانية هي القبول بالأمر الواقع وخوض الدور التمهيدي ومحاولة تجاوزه.. وكلتا الطريقتين لن نتجاوزهما إلا إذا أعددنا أنفسنا صح. كما على الاتحاد أن يكون مطلعاً على قوانين وشروط الاتحاد الآسيوي والتي تحدد المتأهلين وطرق التأهل ويطلع عليها المدرب واللاعبون سواء اعتمد الاتحاد الآسيوي فارق الأهداف أو فارق المواجهات، فالاتحاد الآسيوي اتحاد متخبط بحاجة لمتابعة مستمرة لقراراته وقوانينه!!! وأخشى أن الاتحاد لا يعلم حتى الآن عن موعد الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم وشروط الفرق التي ستخوضه!!! وبالمقابل ومادام حديثنا عن الاتحاد اليمني فبقدر ما هاجمناه فقد شكرناه على التحسن الذي طرأ عليه، أما إذا فشلنا في التأهل لدور المجموعات في كأس العالم في يونيو القادم فأنا أرى أن يترك الفرصة لغيره.. لن نستبق الأحداث وهاهي بوادر أمل وإن كانت ضعيفة تلوح في الأفق ما لم يجد جديد ويتم الانقلاب على سكوب والمنتخب وتعود حليمة لعادتها الحميمة والقديمة! فرصتنا جيدة مع المنتخب والمدرب الذي مثّلنا في الرياض ولم يتبقَّ إلا همة الاتحاد لنرى منتخبا يمنيا متطورا وجديدا وقويا تهابه كل الفرق وتعمل له ألف حساب.. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد