قد يظن البعض انني مناطقي او جهوي و اقف مع الدكتور احمد كونه احد ابناء الجنوب الذي افتخر بهم كونني قد تعرفت عليه عن قرب ولمست فيه ذاك الانسان النظيف الذي لا يحمل في قلبه ذره حقد ولا انانية ولا رغم كل محاولات التشويه التي حاول البعض الصاق التهم فيه وفي كل مرة يخرج منها صلب قوي العزيمة فقد اعتبرته رمزاً من الرموز الجنوبية الشابة التي قل وجودها في فترات التحيز والاصطفاف والتمترس خلف الجهويات او الحزبيات والمصالح الضيقة فكان بحق رمز نفتخر به ومن منا لا يشهد لهذا الانسان الذي استطاع ان يقود وينظم مؤتمر الحوار فكان اقرب الى قائد فرقة موسيقية يبلغ عددها المئات من العزفين . لا يكادون يفقهون السلم الموسيقي فاستطاع ان يعلم اولئك البشر طريقة الانتظام والعزف الدقيقة ليطلقوا افضل سمفوية عرفها التاريخ اليمني الحديث الا وهي مؤتمر الحوار ومخرجاته التي باتت محل اعجاب محلي واقليمي ودولي حتى باتت تلك المعزوفة الدقيقة والمتناهية التنظيم انشودة سيتغنى بها الاجيال ابد الدهر ان شخص مثل الدكتور احمد عوض مبارك ضرب اروع الأمثلة لابن الجنوب الواعي والمتنور والمثقف نظيف الصفحة فلم يتلطخ ماضي اسود ولم يتلوث بحاضر متناقض حتى استحق لقب رجل المهمات الصعبة . فليس من الغريب على هذا الانسان ان يستحق منا كل الاعجاب والانبهار بما قدمه ومن ابرز مواقفه التي اشهد له فيها زهده بالمنصب وعدم تمترسه خلف جماعة او فئه ما حدث عندما تم تعيينه في رئاسة الوزراء وما تلاها من محاولات اسقاطه ظناً من البعض بانه قد يتمسك ويضحي بالبلد في سبيل ارضاء ذاته فقد كان رده اروع رد لإنسان لم يمتلك من الدنيا غير كرامةً يملكها وشهامةً هو اهل لها فاطلق اروع عبارات الاعتذار ليجسد فيها روحه الوطنية العالية وتغليب مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية وابتعد عن كل ما يثير النزعة الانتقامية التدميرية التي ظن البعض انها سوف تكون في داخله واليوم نتفاجأ بخبر اختطافه من قبل مجموعة مسلحة تتبع طرف من الاطراف التي اعتادت التمنطق بمبدأ قد عفى عنه الزمن وحال دونه الحول واصبح مبدأ لا يسمن ولا يغني من جوع املاً في تحقيق مكاسب او مأرب اخرى ظناً ان مثل تلك الامور سوف تخدم اجنداتها الخاصة في تحقيق المزيد من المكاسب التي باتت لا تخدمها قبل غيرها فنقول لهم هيهات ان تنجحوا وهيهات منه الذلة فمن كان يتملك تلك الصفات لا يمكنه الخضوع ولا يمكنه الخنوع فهو جنوبي الاصل والمنشاء .