كتبت عن ثانوية لطفي جعفر أمان النموذجية للبنين , أكثر من مرة .. وها أنا أكتب اليوم أيضاً .. أكرر القول عن مكانة هذه الثانوية العريقة , فهي الثانوية الوحيدة للأولاد في مديرية صيرة التي تعتبر العاصمة لمحافظة عدن ومع ذلك فهي تقبع في سحق قاع الإهمال ولا يخفى على أحد ما عاناه الطلاب والمعلمون والإدارة فيها من التشريد والتنقل من مبنى إلى آخر , دون أي رعاية أو اهتمام , ومع كل أنواع اللامبالاة والتقصير .. ومع أننا قد عدنا إلى مبنى الثانوية في مطلع هذا العام , إلا أننا ما زلنا نتقاسم المبنى مع ما تبقى من بقايا النازحين , بحيواناتهم , وما ألحقوه من بنايات .. وكل ما هو من أبسط مقومات أي مبنى يصلح أن يطلق عليه ثانوية يكاد يكون معدوماً تماماً فيها .. لا فصول تستوعب العدد الكبير من الطلاب , لا مختبرات , لا مكتبة , لا وسائل تعليمية , لا حمامات صالحة للاستخدام .. بل إن غرفة واحد يتقاسمها المدير , وثلاثة وكلاء , والأخصائيين الاجتماعيين , وشؤن الطلاب , وأكثر من " 60 " معلم .. كلهم في هذه الغرفة التي لا تتجاوز مساحتها 6 × 10 متر .. إن الوضع في هذه الثانوية أصبح لا يطاق , وهو ما يؤثر سلباً على العملية التربوية والتعليمية .. وعليه فإني أرجو من إدارة الثانوية , وطاقم المعلمين , وأولياء أمور الطلاب , والطلاب , إلى اتخاذ موقف حقيقي وصادق , يتم التعبير عنه بوقفة جادة من الجميع , يعلن فيها عن عدم استمرار الوضع هكذا في الفصل الثاني لهذا العام.. فلا بد من إخراج النازحين من الثانوية بشكل نهائي , وكذا تحسين الأوضاع والاهتمام بهذه الثانوية من كافة الجوانب ..