كانت بداية حياتي مشابهه لحياه اي شخص عادي يعيش في بلدي نشئ في اطار عائله مصغره تجمع الأخوة والاخوات والام وادى الاب دور القائد لهذه الأسرة والامر الناهي في امور الحياه اليومية يوحدنا ونتوحد خلفه فيما تحملت الام وبموافقته المسبقة اثناء طفولتنا مسئوليه اداره هذه المهام عند غيابه اضافه الى مهمتها اليومية المتعلقة بوضعها كام لكل العائلة والتي جعلها تتحمل العبء الاكبر من العمل اليومي حتى بلغ الذكور والاناث مرحله النضوج ليبذؤا في المشاركة بتخفيف العبء الذي تحمله والدهم وامهم دون تغيير في حق الاب والام بإدارة وتوجيه العائلة حتى فرضت الظروف دخول اعضاء جدد لعضويتها بزواج الذكور الذين كونوا عائلاتهم الخاصة ليستفلوا واحدا بعد الاخر ولكنهم جميعا استمروا رغم تباعدهم بتنفيذ التزامهم الرئيسي والاهم تجاه الأسرة والمتمثل بالحرص على بقاء السلطة الجامعة ممثله بالأب كمرجعيه لهم يحتكمون بما تقرره هذه السلطة لحل خلافاتهم وهو الامر الذي خفف من قساوة الحياه علينا جميعا نتيجة هذا الالتزام الاخلاقي والديني. وبحكم كوني احد افراد هذه الأسرة التي اصبح لكل منهم اسرته الخاصة فقد عملت كبقيه اخواني للتوفيق بين المحافظة على الانتماء للأسرة الكبيرة ورعاية اسرتي الخاصة [ موضوع هذا المقال ] وسعيت بقوه كما سعى والدي في المراحل الاولى لرعايتها وشملت الاناث معهم لحصولهم على وضع تعليمي افضل يمكن الأسرة من امتلاك مستوى معيشي افضل و وارتأيت ادخال الديمقراطية كمنهج لإدارة حياتنا اليومية نتفذ من خلال مجلس جامع للعائلة يخفف اعباء ولي امرها عبر مشاركتهم المتساوية في تحمل المسئولية وتنفيذها عن اقتناع وتقضي على تفرد الاب في ادارتها من خلال تحقيق التالي : 1- ادراك افراد الأسرة لحجم هامش الحرية التي يمكن لكل منهم التمتع بها وبما لا يتعارض مع المصالح العامة للأسرة واستمراريه وحدتها وتطبيقها من قبلهم ايضا عن وعي واقتناع. 2- تحديد الحقوق والواجبات بشكل لا يتعارض مع الحريات الفردية الخاصة والعامة والواجبات لكل فرد من الأسرة وبما لا يتعارض مح حقوق وحريات بقيه افراد الأسرة والمجتمع وطرح موارد العائلة وقرار اولويات انفاقها على الاحتياجات العامة والخاصة على طاوله الأسرة للوصول الى اتفاق جماعي لتوزيعها وفقا لأولويات الاحتياج والتزام الكل بهذا الاتفاق .
والحقيقة ان ما دفعنا لتطبيق فكره انشاء [[[مكون المؤتمر الجامع لتحرير اراده الأسرة وتوحيدها ]]] في منزلي هو متابعتي الدائمة لبرامج عديده متخصصه بالتعامل مع الابناء وتحديدا في مراحل البلوغ وكتابات أساتذة مسلمين متخصصين في علم النفس التربوي والاجتماعي الذي كنت اعتقد انهم يتكلمون عن خلاصات لتجارب علميه عن واقع اطفالنا العرب المسلمين بل والجنوب وعاصمته عدن تحديدا وساهم اولادي جميعا من اكبرهم الى اصغرهم الذي لم يبلغ سن الدخول للدراسة وعددا اخر من المثقفين من اصدقائي بتشجيعي على تبني تطبيق هذه الفكرة والغريب انه لم يعارضها سوى ام اولادي التي لم تكمل صفها الخامس التي شددت على خطورة هذا على وحده الأسرة ورضخت مكرهه لفكره ديمقراطية العائلة واعتبرنا رفضها ناتج عن جهلها وعدم ادراكها لأساليب العلم الحديث في تنشئه وتعليم الابناء التي تحفظ العائلة وتصنع منها القادة والعلماء.
وفي اول اجتماع تفاوضي استمر اكثر من اربع ساعات توصلنا جميعا لأول اتفاق شامل شارك فيه الكل واجمع عليه الكل وسار جميعنا عليه وتفاخرت امام زوجتي المعترضة عن حله بنجاح هذه التجربة العلمية الحديثة لإدارة الأسرة والقائمة على الاجماع والرقابة الذاتية على التنفيذ كما تفاخرت امام زملائي بأسلوبي الحديث لإدارة العائلة . ومع مرور عام فقط بلغ اصغر الاولاد سن دخول المدرسة كما دخل احد الاولاد الجامعة البعيدة عن موقع اقامتنا وانتقلت احدى البنات الى مدرسه ثانويه بعيده وانهى احدهم الجامعة ليدخل قائمه الانتظار للتوظيف فيما استكمل احدهم الثانوية العامة ليدخل قائمه الانتظار للجامعة ولم اتفاجأ بدعوتهم لاجتماع الأسرة لإعادة مناقشه قواعد الاتفاق السابق مع توفر العدد اللازم من الافراد ليس فقط لطلب اجتماع عاجل وفقا لنظام الأسرة بل وكافي لنقض القرارات السابقة وطرح مواضيعها على بساط البحث لتعديلها من جديد.
وحينما بدا الاجتماع طرح كل منهم المتغيرات الجديدة بحياته والنفقات الضرورية اللازمة لمواجهتها كما طرح الذكور المتوقفين عن الدراسة رغبتهم بحريه اوسع خارج المنزل لقضاء فراغهم بعد استكمال دراستهم وبحدود لا تتوافق مع قدره العائلة على القيام بالرقابة على ابنائهم خلال سن المراهقة وبرزت مطالب جديده اخرى ادخلت العائلة في متاهات لم تكن موجوده بل وغير متوقعه قبل البدء بتطبيق هذا النظام انتجت خلافات متعددة واصبح لكل منهم مطالبه الخاصة وصوته الفاعل لإقرارها بما فيهم طالب الصف الاول المتساوي مع صوتي وصوت والدته والذي لا يتجاوز تفكيره مع بقيه اخوانه حدود المحافظة على ما اكتسبه من منافع والبحث عن زيادتها من الموارد الثابتة دون التفكير بما تلحقه من ضرر على اي من افراد اسرته ومصالح الأسرة بشكل عام ومع مواصلة التأجيل للاجتماعات الفاشلة من يوم الى اخر واسبوع الى اخر ومن شهر الى اخر قدم الاب والام مبادرتهما المؤلمة لمعالجه جزء من المشكلة على حسابهما على امل ان يحس الابناء بحجم التضحية وتدفعهم اخلاقهم الى تقديم تنازلات مقابله يمكن للأبناء تنفيذها دون ان تلحق اي ضرر حقيقي عليهم .
وتفاجئت مع امهما باستحسان الاولاد لهذا التنازل و اصرارهم وبقوه على مواصلة التمسك بالمكتسبات السابقة والمطالب الجديدة معا وسرعان ما تحولت دهشتهما الى صدمه قويه حين سمعنا مقترح اجمعوا فيه بالتخلي عن اهم الثوابت الرئيسية المنشئة لديمقراطية العائلة والمتمثلة والتنازل عن الاستحقاقات العامة للأسرة المتعلقة بالمتطلبات الرئيسية لحياتهم اليومية وموافقتهم على استقطاع اي نقص مالي لأي منهم من هذه النفقات التي تمثل قيمه احتياجات الأسرة المخصصة للغذاء والماء والكهرباء والتي تم خفضها لحدودها الدنيا في اتفاقنا الاول واجمعنا على اعتبارها ثوابت عامه تلزم الكل بعدم المساس بها باي حال من الاحوال والتزامنا الصريح بالعمل معا لزيادتها من اعتماد نفقاتهم عند توفر اول امكانيه لتخفيضها.
وعندما استفقنا من هول المفاجأة وفشل مساعينا لإبراز خطورة المساس بهذه الثوابت التي تهدد بقائنا كعائله عزيزه مكرمه تعرض امنها الغذائي وسمعتها ووحدتها للخطر الجدي وعدم مبالات اولادا لهذا الخطر واستمراريه استماتتهم للحفاض على المصالح الشخصية وتوجيه جهودهم لاكتساب المزيد على حساب كرامه ووحده ومستقبل عائلتهم ادركت خطورة الطريق الذي نسير عليه وطلبت منهم الخروج جميعا من الغرفة باستثناء والدنهم وخاطبها بقولي اننا كمن يعيش في مرحله نضال تحكمنا ثوابت واهداف واخلاقيات تفرض علينا الاستمرارية بالنضال وفقا لهذه الاهداف والمبادئ التي تضمن دون غيرها وصولنا الى هدفنا لإيصال عائلتنا الى بر الامان وبالتأكيد فأن استمرارنا باتباع هذا الطريق يعزز من توغلنا بهذا الخطاء الذي كنت انا السبب فيه ولم استمع نصيحتك كزوجه وام لمخاطر نتائجه وارجوا مساعدتي على معالجه هذا الخطاء.
فردت الزوجة قائله الحمدلله الذي وفقنا جميعا لأدراك هذا الخطاء قبل ان تضيع عائلتنا وتتفرق وتهان بسبب النوازع الأنانية الطائشة لمن وليتهم على اداره حياتنا ومستقبلنا حتى وان كانوا من اولادنا فمثل هذه المرحلة تتطلب وجود القائد الحقيقي الصادق والوفي والمؤثر بفعالية وقدره على التنفيذ للمحافظة على وحدتنا واعاده توجيهنا للطريق الصحيح لتامين مستقبلنا كعائله مصغره لا تختلف فيها وضعنا كشعب في مرحله الثورة تجمعنا مثلها صفه النضال والتضحية وليس السعي وراء المصالح الخاصة ولازال امامك كشخص تتوفر لديه مقومات اداره شئون الأسرة لوقف وانهاء هذه المهزلة الخطيرة ونستعيد امساكنا بزمام الامور وتولي توجيه اولادنا وتجاهل رد فعلهم مهما ارتفع صوتهم المعارض فهي لن تكون اكثر من ضجيج لا غير وسيدركون مستقبلا اخطار أنانيتهم تلك وسيقدرون حينها جهودنا العظيمة للمحافظة على عزتهم وكرامتهم ووحدتهم ومستقبلهم.
وفعلا اعلنت استعادتي لكل صلاحياتي الأبوية والغيت الحكم الديمقراطي العائلي ومشيت بقوه متجاهلا الضجيج الذي احدثه القرار بين الاولاد واعدت توزيع الحقوق بما رايته عدلا وحددت مساحه الحرية الشخصية لكل منهم ولم تمر ايام حتى استعدت دوري الابوي وكاملا الذي مكنني من ايصال الأسرة الى بر الامان . راجيا من مجلس الحراك الاعلى مراجعه تجربته ايضا الذي يبدوا انه يرتكب نفس الخطاء بحق شعب الجنوب والاسراع باستعادة دوره القيادي والسير بخطئ ثابته لإيصال الجنوب وثورته التحررية الى بر الامان قبل ان تضيع الجنوب وثورته وحراكه ودولته معا على يد عناصر ومكونات انانيه لا يهمها مصالح الجنوب وتضحيات شعبه بقدر همها لمنافعها الشخصية ولا تحقق سوى مزيدا من الفوضة والتشرذم ومزيدا من الانحراف عن اهداف ومبادئ ثورتنا التحررية .