إذا كنا في مكونات التحرير والاستقلال نمثل ثورة الجنوب الداعية إلى التحرير والاستقلال وبناء دوله الجنوب العربي الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على كامل الأرض الجنوبية ، فان نظام صنعاء هو نظام الاحتلال الذي نسعى للتحرر منه ، هناك مصالح مشتركه بين نظام الاحتلال وبين الجنوبيين في نظام الاحتلال الذين لن نسميهم ( نظام احتلال ). وبالتأكيد لن تستمر الشراكة إذا ارتبط بقائها بقبول الاهانة يحز في نفوسنا ما يتعرض له الجنوبيين في نظام صنعاء ولكن هل الصراع في صنعاء له علاقة بقضية الجنوب التي تحملها مكونات الثورة الجنوبية ؟ طبعا لا . إذن نحن لسنا طرف في هذا الصراع ، علينا التفريق بين عواطفنا تجاه إخوتنا في نظام صنعاء وبين الهدف الذي نحمله ... ما جرى ويجري في صنعاء يجعل إخوتنا الجنوبيين في نظام صنعاء يدركون ان لا كرامه ولا عزة لهم إلا بين أهلهم وشعبهم في الجنوب وبانحيازهم إلى الجنوب أرضا وشعبا سيجدون ما يفتقدونه في صنعاء ، لن نقول ان ما يجري في صنعاء لا يعنينا لكننا لن نكون طرف فيه .. ما جرى ويجري في صنعاء يبرهن استحالة إقامة الدولة في اليمن وهو ما يعزز مطالب شعبنا في الحرية والاستقلال وبناء دولته التي بقيامها تكون الضامن الوحيد لفرض الأمن والاستقرار في المنطقة ومحيطها الإقليمي . اما اليمن ( المملكة المتوكلية اوالجمهورية العربية اليمنية ) فيبدو ان الأمن والاستقرار والسكينة على المدى القريب أصبح أمر بعيد المنال ، بعد ان أخذ الصراع أبعاد مذهبيه ومناطقية وسلالية يجري تعميقها محليا وتعزيزها بتدخلات إقليمية تمارس في العلن وامام الجميع ، لذلك فمن أراد من الجنوبيين ان يكون طرفا من أطراف الصراع اليمني عليه ان يدخل بأسمه وبأسم مصالحه الشخصية وليس بأسم جنوبيته ، فشعب الجنوب العربي لا ناقة له ولا جمل في الصراع اليمني القائم ، لقد حان الفرز في مواقف من نسميهم قيادات جنوبيه بين من يقف مع الجنوب العربي ارض وشعب وهوية وبين من يقف في صف القوى المتنفذة اليمنية ويؤيد عقيدتها الاحتلالية الاستيطانية تجاه الجنوب باعتباره ( جنوبا يمنيا ارض وشعب وهوية ) لقد حان الوقت لتجاوز الخلافات والتباينات الجنوبية / جنوبيه ، والتوافق عبر مؤتمر جنوبي جامع على مشروع سياسي موحد لدولة الجنوب القادم وقيادة سياسيه موحدة تحمل مسؤولية تحويل المشروع السياسي إلى واقع ملموس على الأرض . وليعلم إخوتنا الجنوبيين في مؤسسات النظام القائم بأنهم سيكونوا نواة لقيام الدولة الجنوبية المستقلة التي تستوعب كل الكفاءات الجنوبية أينما وجدت سواء في الداخل أو الخارج وان الجنوب القادم سيكون لكل الجنوبيين دون استثناء ولا تمثل المشاركة في الثورة استحقاقا في إدارة الدولة القادمة ، بل سيكون جنوب تتقدم فيه الكفاءة على القرابة وتتحقق فيه الحياة الكريمة للجميع وتفتح الأبواب امام تحقيق تطلعات الأجيال الصاعدة في الجنوب العربي ، وينتهي فيه التفرّد بالسلطة وجمع الثّروة بقوة السلطة ، واليوم وقبل الوصول إلى بناء دولة الجنوب العربي نقول لإخواننا في نظام صنعاء غادروا إلى جنوبكم تجدون العزة في عدن بدلا من الصبر على المذلة في صنعاء .