من يوم ما سحب الشعب الشمالي ثقته من نظام المخلوع وأطاح به بثورة شبابية ، والشمال في أزمة سياسية واقتصادية يمولها النظام الذي حكم الشمال 33 عاما واحتل الجنوب في عام 1994م0النظام الذي انتهي عهده لم يهدأ الي يومنا هذا وهو يحاول العودة الي الحكم تحت شعار(أنا أو الدمار). ان ما حدث في 19 ، 20 من أول شهر من عام 2015م ( نسأل الله أن يجعل هذا العام عام خير وبركة ويستعيد الجنوب حقوقه الشرعية من أرض وهوية وممتلكات وثروات نهبت) من اشتباكات وهجوم للحوثيين علي قصر الرئاسة ما هو إلا مسلسل طويل بدأت حلقاته من بعد الاطاحة بالزعيم المخلوع والهدف منه هو من وجهة نظره العودة الي الحكم والانتقام من حزب الاصلاح وكذلك من الشعب الجنوبي. الجدير بالذكر أن النظام السابق حارب الحوثيين في محافظة صعدة الشمالية في ستة حروب ولم يستطع القضاء عليهم، لذلك وتبعا للمقولة ( عدو عدوك صديقك) وظروفه الحالية وللانتقام من كل من كان ضده وسببا لهزيمته . إن فترة ال33 سنة اكتسب خبرة سمحت له أن يعين قيادات الجيش والأمن شخصيات يثق فيهم لتنفيذ أوامره وتعليماته سواء كانوا من قبيلته أو من أعضاء حزبه اللذين يمولهم بالأموال والمناصب العالية. ان علاقة النظام السابق بالحوثيين والمبنية علي المصالح الحزبية والمذهبية ساعدت الأخير بالتحرك بجيشه وسلاحه من صعدة إلي صنعاء مرورا بعمران وبدون مقاومة تذكر، مع أن الألوية هناك (عمران) مسلحة بأسلحة ثقيلة ومتطورة. هذه الانتصارات المتتالية أجبرت عبدربه منصور هادي أن يوافق علي بنود اتفاق السلم والشراكة والذي يذكرنا بتوقيع اليابان علي وثيقة الاستسلام في الحرب العالمية الثانية بعد القاء أمريكا القنابل الذرية في مدن هيروشيما ونجزاكي . بعدما لاحظوا وتأكدوا أن أتباع هادي قليلون جدا وأن هناك مؤامرة علي نظامه وربما لأسباب مناطقية، اختطفوا مدير مكتبه الأخ أحمد عوض بن مبارك، وبعد ذلك بأيام قليلة استولوا علي قصر الرئاسة وبدون مقاومة تذكر أيضا ، مع أن الألوية الخاصة بحماية الرئاسة والدفاع عنها مسلحة تسليحا كاملا. بعد ذلك كله ، هناك أسئلة واستفسارات كثيرة تحتاج إلي توضيح :- 1- أين كانت الألوية القوية والمسلحة بالأسلحة الثقيلة والمدربة تدريبا عاليا؟ ولماذا لم تدافع عن قصر الرئاسة ؟ 2- من الذي أصدر لهم التعليمات والأوامر:- الرئيس المخلوع المتحالف مع الحوثيين أم من.....؟ 3- هل سلاح المهاجمين أقوي من سلاح القوة الشرعية في الشمال للدفاع عن الرئاسة؟ 4- لماذا تم قصف بيت الرئيس والذي قتل فيه بعض من حراسته، وحجزه مع رئيس الوزراء؟ ان هذا المسلسل لم ينته بعد ، وان دل علي شيء فإنما يدل علي أن وجود الجنوبيين في السلطة (الرئيس، رئيس الوزراء، وزير الدفاع وغيرهم من الوزراء) غير مرغوب ولا يرضي عنه النظام السابق ومن معه. اذن ما رأيكم أيها المسئولين المنتمين الي الجنوب العربي؟ كذلك هذا المسلسل ربما يكون مؤشرا إلي نية الحوثيين للزحف نحو الجنوب وهو خط أحمر بالنسبة للشعب الجنوبي الذي وحد صفوفه بالتصالح والتسامح من أجل استعادة أرضه وهويته وثرواته وممتلكاته التي نهبت قبل عشرين عاما. مهما كان الأمر، فإننا ننصح (إخواننا) الحوثيين أن يحترموا الحدود بين الشمال والجنوب وأن لا يتجاوزوها حقنا للدماء. الجنوب شعب مسالم يحب الحرية والاستقلال وكذلك الدفاع عن النفس والشرف والكرامة ، ونتمنى أن تفهم ذلك جميع الأطراف المشغولة بالمسلسل وكذلك الأطراف المتصارعة في الشمال بإذن الله.