بعد أفول نجم سهيل اليماني والسقوط المريع لأسطورة أزال على أيادي من لايدركون ماهيتها! تداخلت الأمور بعضها ببعض في المنطقة واتجهت الى المجهول يقودها في ذلك زعماء الحرب والدمار في صنعاء وما حولها. وفي أرض الجنوب اتجهت الأوضاع الى المضمار القريب من التوقعات الجنوبية المتواضعة، فما آلت وستؤول اليه الأوضاع في الجنوب بعد انتكاسة صنعاء يدعو الى الوقوف بجديه وحزم وكثير من المسؤولية لتجنب الوقوع في فخ الصراع الداخلي وكذلك الابتعاد بشكل كبير عن مرمى النيران الصديقة التي ستطلقها آلة حرب الاحتلال ضد الشرفاء من أبطال الجنوب الاحرار وفتح جبهات صراع داخليه يذكيها بعض المارقون من صنعاء وسيسعون الى فرض واقع مضطرب جديد على الساحة الجنوبية وتحويلها الى ساحة حرب ليتسنى لهم نقل الصراع السياسي والعسكري والمذهبي من أعماق الشمال الى الاراضي الجنوبية واستكمال مشاريعهم الاستيطانية في المنطقة . وتعتبر هذه المرحلة بالذات هي الاصعب عن سابقاتها بما تحمله من أحداث متسارعة لا تكاد تغطيها الصحف اليومية وما تحتويه تفاصيلها من معطيات متفاوتة على ارض الواقع لعل أهمها هو انهيار تام لمنظومة الحكم في اليمن وسقوط مدوي لهرم السلطة الرئاسية الشرعية في البلاد وسقوط كل مرافق وأجهزة الدولة بيد الحوثيين . وعقب تلك الانهيارات السياسية والأمنية المتتالية أصبحت البلاد تعيش فراغاً سياسياً دستورياً أمنياً اقتصاديا مريع لا يبقي ولا يذر وسيذهب الجميع من خلاله على قطار الانهيار نحو المجهول . تلك الاحداث المريعة انعكست سلباً وبشكل مباشر على الاوضاع في الجنوب العربي ووضعت الجميع في بوتقة الانتظار الممزوج بالحيرة والخوف من المستقبل ولذلك تعتبر الكره الان في ملعب الجنوبيين كافة وهم الوحيدون لا سواهم المعنيون باستثمار هذه المرحلة الحرجة والخروج بقضيتهم الى بر الامان . والمأمول المرتقب من النخب السياسية الجنوبية سواء في الداخل او الخارج أن تلعب دورها المنوط بها في هذه المرحلة الحساسة وخصوصاً بعد التحول الايجابي في الخطاب السياسي لدول الجوار الإقليمي والذي لمسناه من خلال بعض البيانات لسياسيين خليجيين خصوصاً في السعودية وقطر وتلويحهم بالسعي لفصل الجنوب عن الشمال وإقامة دولة الجنوب العربي في ظل العبث السياسي والانفلات الامني والسيطرة الحوثية على كافة اجهزة الدولة بما في ذلك دار الرئاسة في صنعاء . وتلك الفرصة الذهبية التي منحتها الاقدار للجنوب والجنوبيين ان لم يتم استثمارها بالشكل الصحيح وترجمتها الى خطوات فعليه على أرض الواقع والوصول بقضية الجنوب وشعبه الى بر الأمان ستذهب تلك الفرصة أدراج الرياح ولن تتكرر بل إنها ستكون الأخيرة وسيموت الأمل مجدداً في قلوب شعب الجنوب الاحرار التواقين الى الحرية والاستقلال. وما نرجوه من الله سبحانه وتعالى أن يشد على أيادي الشرفاء من أبناء الجنوب لتحقيق الحلم الجنوبي الذي طال انتظاره والمتمثل باستعادة الارض كاملة السيادة على تراب الجنوب الطاهر