الميلشيات الحوثية المسلحة لا تعترف بالتجمعات المدنية ؛ بسبب تخرجها من الكهوف وليس من المدارس، وكونها ليست مدنية ولا فيها مدنيين.. ، يجب علينا كشباب ومدنيين أن نفهم ذلك.. الثورة أفسدها اللقاء المشترك بتساهله مع جماعة العنف منذ البداية والآن مبادرة الترب هي الحل ؛ كونها هي من ستركعهم ، آزال لا يوجد به أي ثروات سيتضورون جوعا وستندم القبائل والعساكر وأصحاب المنازل التي سيخرج منها المستأجرين وستنهزم الميلشيا من داخلها .. عدن هي العاصمة التي لا حولها ذئاب بشرية ولا علب مغلفة جاهزة ولا جحافل صبيانية متبلدة ، ولا قتلة متمرسون على القتل ، ولا مزارع قات تنشط دورات القبح الشريرة .. ولا .. ولا .. ولا .. فالحوثيون هم من يعبثون بالبلد وهم من يتحركون من مرجع ديني طائفي سلالي فئوي .. الكل تضامن معهم عندما ظلموا ولم نقل يستحقوا ما لحق بهم في الحروب الستة.. كونهم شيعة ونحن سنة ؛ بل قلنا: ديننا وعقيدتنا وأخلاقنا ومبادئنا يدعوانا دوماً : أن نكون مع الحق وبجانب المظلوم .. وألا نكون دعاة فتنة وتحريض وتنكيل ولا طائفيين فالطائفية بغيظه وأبغض منها من يدعوا إليها.. ولهذا مُعظم القوى السياسية المدنية تنازلت كثيراً من أجل اليمن ، وقبلت بأشياء عجيبة وغريبة .. لم نكن نتوقع أن تقبلها ، ولكن منعها من رفضها خوفها على تشظي اليمن وتفتته وتناحر أهله وتشرذم ما بقى فيه نتيجة الحروب والصرعات المستمرة منذ زمن ليس بقريب . لكن للأسف الميلشيا الحوثية استغلت طيبة اليمنيين وكرمهم الزائد وحبهم للسلام والأمن والخير.. ورفضهم للعنف والطائفية والعنصرية ..؛ والتي تتمسك بها جماعة العنف الحوثية ، وتسيطر من خلالها على ما بقى من مؤسسات الدولة المهترئة .. ولهذا نقول الآن: يجب على القوى السياسية أن تكفر عن أخطائها الجسيمة ؛ بقبول عدن عاصمة لليمن الاتحادية وأيضاً تعديل الدستور بما يتوافق مع ما يطلبه الشعب الجنوبي العظيم ؛ عظم صبره القويم وأخلاقه العظيمة ونبل أهدافه وسعة علمه وتمسكه حتى اللحظات الأخيرة بالوحدة ومكتسباتها العظيمة ، رغم التنكيل والبطش ..الذي لاقاه من النظام الفاشي السابق ، وبأن يوجد صلاحيات كاملة في الدستور الجديد للأقاليم .. بمعنى أن يكون الاتحاد أقرب للكونفدرالية من الفيدرالية ؛ حتى تعرف الميلشيات قدرها وقيمتها في هذا البلد .. وأيضا عصابة علي صالح التي أفسدت البلد وغيبت مصالحه الاستراتيجية ؛ لتكوش وتسيطر وتستحوذ على كل شيء، ومازالت حتى الآن تعبث بأمن اليمن وتبث الرعب في الناس وتقلق السكينة العامة .. من خلال تمكين الميلشيات من بسط نفوذها على كل مؤسسات الدولة ولولا الدعم ألا محدود من علي صالح لما تمكنت الميلشيا الحوثية من بسط سيطرتها على معظم مناطق الشمال اليمني !! ولهذا على شعب الجنوب الأبي :أن يبقى متماسكاً وأن يرفض العنف وأن يتمسك بالحوار فيما بيننه وأن يقبل بالفيدرالية وأن يطالب بتعديل الدستور الجديد بحسب المستجدات الأخيرة بحيث يمكننا من حكم أنفسنا بأنفسنا لا مجال للمراوغة بعد اليوم .. كٌشفت الوجوه وتعرت أمام الجميع وعرف من هو الانفصالي الحقيقي لدى العالم كله . عندما نساوي بين الضحية والجلاد ؛؛هنا تكمن المشكلة ، وهنا يكون الخلل وأي خلل أكبر من هذا ؛ إنه الظلم بذاته وأي ظلم!! نحن في مرحلة تاريخية حرجة وصعبة تستدعي تمكين العقل وتغييب المشاعر المرهفة مؤقتاً ، وتغليب المصلحة العليا للبلد على كل المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية .. كم نحن بحاجة لكي نتصالح ،نتسامح ،نتغاضى .. عن أخطائنا السابقة ولم يعد لدينا مجال للتشاحن والتباغض .. نحن في زمن الفتن مظهر منها وما بطن .. نحن في زمن الغلبة للشر ودعاته الكثر ومنا صيره !! وذلك بسبب تقاعسنا في نصرة الحق وتشتتنا وتفتت نسيجنا الاجتماعي وسيطرة الجهلة المتخلفون على قرارنا السياسي .. دعونا أثابكم الله نغلق صفحة الماضي بكل مساوئه ونفتح صفحة جديدة بيضاء تسر الناظرين وتبغض الحاقدين والأعداء والأشرار والفجار والظٌلام .. هنا العلم يجب أن يتصدر المشهد ويسود بجماله وروعة أخلاقه .. كما تصدر هناك الجهل بقبحه وفداحة أعماله ومساوئه .. دعونا نقرأ الفاتحة على الماضي ونطلب الرضى والتوفيق والسداد في القادم المشرق الجميل .