1 اصبحت ممارسة الافعال العدائية ضد من يختلف معنا بالرأي ، موضة لهذا العصر! لايريد البعض ان يتعائش و يستوعب اننا خلقنا مختلفون ،ولا يوجد احد منا متكامل الخلق و الرأي السديد و انه دائما على صواب،قالكمال لله سبحانه و تعالى ،،،نحن بشر، خلقنا كذلك ناقصون، لنتعرض للاخطاء و المفاضلة في التمييز بين البشر هو الاحساس بارتكاب الذنوب و بالتالي التوبة عما نقترف!! اما الصفات العظيمة و الاخلاق الراجحة الى كل الخير فهي من صفات الانبياء،، و لاننا خطاءون كان امر الله ...ان نجعل امرنا شورى بيننا، و لا تبغي فئية على اخرىو غيرها من الارشادات التي التي ذُكرت في القران الكريم! فعيب و غير طبيعي ان نقوم بتسفيه الاخرين و التتشكيك بوطنينهم و نعتهم بصفات لا اخلاقية، مثل نعتهم بالخونة ،،و قد يمتد الامر الى الاذى الجسدي ، ننسى ان الله قد خلقنا مختلفون لنتكامل و ليس لنتخاصم ،،و نفرض ارأئنا بالقوة على الاخرين! فلو كانت الحياة الدنيا احادية التفكير و التوجه لما وجد التنوع و التطور و الحاجة لبعضنا البعض! خلقنا امم لنتعارف لا لنتقاتل، فذلك شئ مفروغ منه لمجرد استناده على كلام منزل من عزيز حكيم! بعد ان عانى جنوباليمن منذ الوحدة من الضيم و الاستبداد و الاضطهاد اشد المعأنات ،،و مورست في حق ابنائه الملاحقة و السجن و التشريد و التزفير و القتل و التنكيل! وكان الامر طبيعي ان يطفح الكيل و يفيض الامر عن سقف التحمل ز فتحول حب الوحدة الى كراهية تحت تأثير صدمة الوقائع التي افقدت ابناء الجنوب، الامل فيما كأن مأمول في مستقبل اجمل،، 2 و عندما تبخر كل شئ و اضمحلت بقايا كل الامآل، خرج ابناء الجنوب بصوت واحد ةقوي و مزلزل يطالب باستعادة الوطن المسلوب! و لان الشيطان لا ينام فكان رد الفعل ضرورة اختراق هذا الصوت القوي و تشتيته ! و بدأت المؤمرات تحاك لتفريق وحدته و محاولات عديدة لاسكاته .. وللاسف قد نجحت الدسائس بتفريق ابناء الجنوب بخلق مسميات عنصرية و طائفية و غيرها مثل حضرموت الكبرى و عدن للعدنين و ابناء الجنوب العربي و عرب 48 و عرب و 67 و هذا ضالعي و هذا يافعي و ذلك ابيني و غيرها من الفتن التي هدفت جميعها الى تمزيق لحمة و ترابط النسيج الجنوبي و صرف ابنائه عن هدفهم الرئيس و تشتيت توحدهم و انحراف مسار نضالهم و المبغى من انتفاضتهم،لاستعادة وطنهم المغدور! الحقيقة المدهشة هي ان ما يجري في اليمن شماله و جنوبه لامر يعجز عن تفسيره خبراء السياسة و دُهائيها ذوي العقول المتقدة بالقدرة على التحليلات و التوقعات التي غالبا ما تصيب ! ساعد فساد النظام المخلوع و لهثه المتضور جوعا والذي استمر على مدار حكمه خلف الثروات و تحقيق الثراء الفاحش ، دون الوصول الى درجة التشبع مما نهبوه... كل ذلك الفساد و الالتهاء بامور الاسرة الحاكمة الشخحصية و الفتات الذي يوزع لعناصر من خارج الاسرة و القبيلة بل و من ابناء محافظاتجنوبية افرزتهم حاجة النظام البائد، لغسيل اوساخهم و الظهور بثوب ديمقراطية زائف , ممثلون للتطبيل و التلميع و للعب ادوار الشريك في الحكم... تنوع تكوين الثروات و الاثراء الشخصي بالاضافة الى أبار نفط تنهب و ثروات سمكية و عائدات من السياحة ،،، 3 ولكن التجارة من خلال صفقات مشبوهة ، منها صفقات بيع اسلحة الدولة الى مشائخ بعض القبائل، شجع و ساعد القبائل على الاستحواذ على ترسانة اسلحة مكنتها في عدة مناسبات من تهديد الدولة و تقويضها! مؤمرات كثيرة ، خيانات على مستوى عال اقدم عليها قادة عسكريون بأوامر و توجيهات من النظام المخلوع... كل ذلك التأمر و الحقد الجنوني لافشال الدولة التي لم تتوفر لها الظروف الطبيعة للعمل، بغض النظر عن نيتها ! و الجهل لدى عامة الناس في الانجرار وراء دعوات تدغدغ مشاعرهم و تجعلهم وقود لتنفيذ مأرب تلك القوى فتارة دعوة الدفاع عن الوحدة اليمنية و اخرى ضد جرعات الدولة و اسقاط الحكومة و ما ان يتحقق ذلك حتى يصبح الواصل الى الحكم طاغوت جديد لتستمر جولة جديدة تختلف فيها المواقع و لكن الشعب يظل هو المساعد في تنفيذ اجندات القوى السياسية! و مع ان ابواب الشر فتحت على مصارعها للعبث بالبلاد و انتهاك حرمة الخيرين من العباد، لم يتبقى هناك شئ يقف امام الجريمة ! حتى و بعد ان غابت الدولة تماما حين استقال رئيس الحكومة و بعده بساعات رئيس الدولة!! ايام تتوالى و تمر على ذلك الوضع، الذي يسيل له لعاب المتربصين، من مجرمين و منحرفين و كل الاشرار !! و مع ان اقل من هذا الوضع في بلد اخر كفيل بان يخرج الاشرار من قماقمهم و البدء في ارتكاب الجرائم المروعة و المخيفة من قتل و سطو و اغتصاب و اختطاف!! مع هذا هنا في هذا البلد الذي وصفه ربنا الغفور، بالبلد الطيب ،،و وُصف ابنائه ب انهم ارق افئدة بلسان رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهواء ،صلوات الله و سلامه عليه و على آله و اصحابه ،،فان شئ من هذا و الحمد لله لا يحدث!! 4 نعم هناك احداث هنا و اخرى هناك،،، لكنها تحدث في ظل دول قوية و متماسكة!! سياسيا ،،،الحوثيون يصلون الى القصر و لم يتبقى لهم في الامساك بزمام كل الحكم الا الجلوس على الكرسي فلم يفعلوا! جنوباليمن وضع على طبق من ذهب امام ابناء الجنوب و فرصة وصفت بانها لن تتكرر لاستعادة دولتهم التي نهبها المخلوع و وزع ثرواته على من تحالف معهم من رؤوساء قبائل شمال الشمال ، و قام باقصاء كوادرها و احلال الغير مؤهلين من ابناء قبائلهم في مواقع كوادر ابناء الجنوب الحائزون على شهادات علمية جامعية، في ممارسة تمثل قمة الاضطهاد القبلي و العنصري تجاه ابناء الجنوب! و حانت فرصة عظيمة لاسقاط كل المعسكرات و المؤسسات الحكومية و كل مناطق دولة ج.ي.د.ش و لكن شئ لم يحدث!! اصبحت اليوم قوة الرئيس هادي في ضعف الحوثي و رهابه من تحمل تبعات الحكم،، و عودة الشعب الى الشارع للتظاهر ضد من كان بالامس يتظاهر في الشارع ضد الظلم ، فذلك يمثل جرس انذار و تنبيه للحوثيين من مغبة الوقوع في شرك اغراء الحكم، ،،، و لذلك فان عودة هادي هي طوق انقاذ لهم، قبل ان يغرق الجميع في طوفان الاخفاق في توقع القادم!