إذا كانت كذلك ولم تعد لكم علاقة بالانتماء لا لتعز ولا للحجرية و لا للطابور الخامس وكبار رموزه وعشتم في أحضانه لأكثر من ستين عاماً وبأنكم عدانيه كما تدعون وأعضاء في الحراك الجنوبي. " الوطن هو الذي عشت فيه وليس الذي خلقت فيه "وهنا نقول لقد آن الأوان لكم جميعاً لأن تنهضوا صفاً واحداً والخروج في تظاهرات واحتجاجات عارمة مطالبين باستعادة مؤسسات القطاع العام بكل مؤسساته الصناعية والزراعية والخدمية التي تم الاستيلاء عليها ونهبها وخصخصتها وبيع البعض منها والاستيلاء على البعض الأخر من قبل كبار المتنفذين في المؤسستين القبلية والعسكرية لحكومة الجمهورية العربية اليمنية بعد السابع من يوليو 94م كون هذه المؤسسات قطاع عام ملك للعاملين فيها وليس ملك للدولة وأغلب هذه المرافق توجد في عدن وكنتم تشكلون أغلب العاملين فيها أنتم الوافدين على عدن طيلة العقود الستة الماضية من مناطق اليمن الأسفل وقد لعبتم أهم الأدوار في الحياة السياسية والاجتماعية بعد أن مثلتم 90% من العمالة في الميناء والمصافي والبلديات والسيطرة المطلقة على المجلس العمالي واتحاد النقابات. لقد آن الأوان لكم القيام بهذا الواجب الوطني خاصة بعد مواقفكم السلبية أثناء وبعد حرب صيف 94م. لقد ارتضيتم لأنفسكم كشماليين أن تكونوا وحدويون أثناء تلك الحرب وبعدها كما ارتضيتم أن يكون كل من عشتم بين صفوفهم في عدن ولحج وشبوة وحضرموت والمهرة انفصاليون, بل لقد شاركتم الغزاة عند دخولهم عدن و تحديداً في نهب المرافق الحكومية والقطاع العام ومؤسساته وكذا نهب مستودعات المواد الغذائية وغيرها من هناجر ميناء عدن. وقد شاهدت ذلك بأم عيني قبل دخول قوات الشرعية إلى عدن. ورغم ذلك حملناها أفراد تلك القوات وهذا غير صحيح. كما شهد لكم الرئيس علي عبد الله صالح بمواقفكم تلك كما أشاد بأنكم وحدكم الوحدويون بينما أتهم كل من هو جنوبي بالانفصالية والكفر أكانوا رجالاً أو نساء و أطفالاً. بل أضاف إلى ذلك بأنكم أنتم الأذكياء والجنوبيون هم الأغبياء ومن وجهة نظري الشخصية فقد صدق في ذلك ذ100% وأنا احدهم . وفي لقاء خاص يمكن أن نطلق عليه جلسة قات في منزل الأخ صالح عبدالله مثنى وزير المواصلات السابق بحي خورمكسر وكان من بين الحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وكذلك المدعو محمد سعيد عبد الله "محسن" الذي وجهت إليه سؤالاً مباشراً : كيف ارتضيت لنفسك أن تكون وحدوياً وقبلت بأن يكون علي سالم البيض انفصالياً وأنت الذي عشت معه سنوات النضال الوطني وكان بالنسبة لك مثل ظلك الذي يرافقك حيثما تكون يكون معك , بل أنك لم تتخلى عنه حتى أوصلته إلى العاصمة العمانية بعد رحلة الهروب معاً من حضرموت ؟ انتظرنا منك أن يكون لك رد على ذلك التصنيف الذي جاء على لسان علي عبد الله صالح بالرفض القاطع , إلا أنه لم يرد بكلمة واحدة واكتفى بالصمت حتى انتهت الجلسة , كان ذلك بعد عشر سنوات من تلك الحرب. إننا في انتظار تحركاتكم السريعة للمطالبة باستعادة مؤسساتكم ممثلة بالقطاع العام الذي يعتبر ملكا للعمال وليس ملك الدولة , فالدولة مهمتها إدارة هذه المؤسسات وما لم تقوموا بهذا الواجب فإنكم بحق وحقيقة تمثلون الطابور الخامس التابع لنظام الجمهورية العربية اليمنية. عملاء ومأجورين لعقود طويلة من الزمن والدليل على ذلك أن كل الإجراءات التعسفية قد طالت الجنوبيين وحدهم ولم تطالكم لكونكم وحدويين. وعلى ضوء كل ذلك فإن عدن أصبحت غريبة
عليكم ولم تعد وطنكم الأول الغالي. ووجودكم فيها كان مزدوجاً " دولتنا هناك وحكومتنا هنا: دولتنا في صنعاء وحكومتنا في عدن" , وإلا كيف نفسر سكوتكم لأكثر من عشرين عاما ؟ هنا أحب أن أذكركم بما قاله أحمد محمد نعمان عام 1946 م عندما كان لاجئا في عدن أثناء اللقاء بأبناء اليمن الأسفل وكانوا يشكون له حالهم من التهميش والمضايقات وحالات التزفير من قبل السلطة . فرد عليهم بأن الحل الوحيد أمامكم هو أن تقيموا لكم جالية كأي جالية أجنبية في عدن , كالجالية اليهودية والهندية . إلا أن الحظ قد حالفهم عندما عملوا على إقامة المجلس العمالي فانظم إليه غالبيتهم ومنهم عمال الميناء ومصافي عدن وكذلك عمال البلديات والخدم في بيوت الإنجليز وبعد ذلك أنظم المجلس إلى اتحاد العمال العرب والاتحاد العالمي للعمال . منذ ذلك الحين انتهت مشاكلهم الأساسية . وعندما بدأت الحركة الوطنية في الجنوب لمقاومة الإنجليز أنظموا إليها حتى لا يتم ترحيلهم بعد الاستقلال كونهم ينتمون إلى دولة أجنبية وبانضمامهم فقد لعبوا دورا كبيرا في المجال السياسي والاجتماعي حتى تم تحقيق هدفهم الأخير الذي وصلوا إليه والمتمثل في الإعلان عن وحدة الثاني والعشرين من مايو 1990 م . ومن الأقوال التي قيلت والله أعلم بأن أحمد نعمان كان عميل مزدوج للإنجليز وإلا لماذا تم نشر أسماء أعضاء حكومة ثورة 1948 م قبل حدوثها في صحيفة فتاة الجزيرة مما اضطر الأحرار تفجير الثورة قبل موعدها المحدد حتى لا يتم كشفها للإمام يحيى والدليل على ذلك ما قالوه عن الثورة بأنها لم تغير شيئا : لقد جاء إمام زيدي بدلا عن إمام زيدي آخر , وكذلك دور مشائخ قبائل تعز في إفشال حركة الثلايا عام 1955 م . ذلك ما جاء في العديد من الكتب والوثائق التاريخية . الله لا سامحك يا علي عبد الله صالح , كل هذه المعلومات تعرفها عن جماعة خينة ولم تقل لنا بها حتى نتجنب شرهم جميعنا .