كان يفترض بالاخوة في (انصارالله) الحوثية ان يستغلوا تجمع اتباعهم في المؤتمر الوطني الموسع الذي انعقد في الصالة الرياضية المغلقة بصنعاء في الفترة (29-31يناير ) المنصرم و اعتباره المؤتمر التأسيسي الاول للمؤتمر الوطني واشهاره كحزب سياسي مدني بعيدا عن الشعارات الدينية الفضفاضة , وكانوا سيحظون بدعم محلي واقليمي ودولي بلا حدود وسيندمون عليه. لقد ضيع الحوثيون فرصة تاريخية لاتعوّض في مثل التجمع الذي كلفهم مايقارب ال 500 مليون ريال كما ذكرت مصادر وتقارير اعلامية مختلفة ..
الفرصة كانت مواتية جدا , واعتقد ان الاحداث والمتغيرات والتطورات السياسية المتسارعة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي ستفقدهم القدرة على حشد مثل هذا التجمع مستقبلا وسيصبحون امام واقع جديد , خاصة وان عدد كبير من الذين شاركوا في المؤتمر الوطني الموسع , خرجوا بمواقف مغايرة رافضة للبيان الختامي الصادر عنه وماتضمنه من تهديد ووعيد للدولة والقوى والمكونات السياسية في الساحة اليمنية ..
اقول انهم اهدروا فرصة تاريخية لا ولن تعوّض وانا اعي مااقوله , والمؤشرات على الواقع ترجح ذلك .. فشعبية جماعة الحوثي اليوم بعد احداث اقتحام دار الرئاسة والقصر الجمهوري واستقالة رئيس الجمهورية وحكومته لم تعد كما كانت قبل 21 سبتمبر 2014م ..
لقد تراجعت بسرعة وبنسبة كبيرة وبصورة لم يكن يتوقعها قادة جماعة (انصارالله) وتحولت لحساب رصيد الرئيس هادي الشعبي والسياسي وخاصة بعد خروج حليفهم الكبير المؤتمر الشعبي العام الى العلن بموقفه الرافض لتحركات الجماعة الانقلابية ومحاولاتها العبثية الغاء التعددية السياسية والحزبية وكل ماله علاقة بدستور دولة الوحدة والتي اعتبرها رئيس المركز الاعلامي للمؤتمر احمد الحبيشي انقلابا وخيانة مكتملة الاركان للوحدة اليمنية ..
هذه التحركات الانقلابية الاحادية الاستبدادية الفجة جعلت الجماعة تضع نفسها في زاوية ضيقة وفرضت على نفسها عزلة سياسية واعلامية وشعبية محليا واقليميا ودوليا .