الأحداث الدراماتيكية الأخيرة في اليمن جعلت من المواطن اليمني مذهولاً, فكأنة أمام فيلم اكشن صنع في هوليود وليس امام تحالف سياسي غريب قد يمتد إلى اجل غير مسمى. فبعد ستة حروب خاضها صالح ضد الحوثيين قتل منهم الالاف وشرد وهدم مساكن وبيوت وقرى نجد اليوم تناغم عجيب وأنسجام تام وتحالف بين الخصميين اللدودين الذين شغلا الرآي العالمي. من وجهة نظري كمتابع للشأن اليمني فأن هذا التحالف لن يدوم طويلا خاصة وأنَ أعداء الأمس وحلفاء اليوم يرون أنَ حكم اليمن لابد ان يكون لهم, فصالح الذي حكم اليمن قرابة الثلاثة عقود يرى أنة وأهل بيتة جديرون بالحكم خاصة وأنة يشّبة حكمة بالرقص على رؤوس الثعابين وهو الوحيد الذي يستطيع تروضيها , أمّا الحوثي وهو من يصف نفسة بأنة من أهل البيت يعتقد أن السلطة لابد أن تعود لة بعدما أُخذت منهم عنوة في إحدى الأزمان الغابرة . فصول مخطط صالح ابتداءت عندما قرر الأخير التحالف مع الحوثيين لأضعاف حزب الأصلاح{ الأخوان المسلمين} وأزاحتهم من المشهد السياسي في اليمن كما حصل العام 1994م عندما تحالف مع حزب الأصلاح لإزاحة الشريك القادم من الجنوب والتفرد بالسلطة فيما بعد, وحتى يحين ذلك الوقت سعى صالح من خلال المؤيدين لة في الجيش والأمن لتعبيد وسفلتة الطريق كامقابل لأتباع الحوثي للسيطرة على مفاصل الدولة لفترة وجيزة ثم ينقض عليهم ويُظهر نفسة كمخلّص للشعب اليمني من جماعة ارهابية مسلحة عاثت في الأرض فساد. الحوثي بدورة يعرف مآ يدور في خُلد صالح فالرجلين تواجهها مرات عديدة على مدى السنوات الماضية ويفهم كلا منهما الأخر ولكن السؤال هنا هل سيسعى الحوثي الى التحالف مع خصوم صالح لإزاحتة من المشهد السياسي والظفر بالحكم؟ الأيام القادمة كفيلة بلأجابة على هذا التساؤل. اعداء الأمس وحلفاء اليوم لم يكونو يتوقعوا سير الأمور بهذا الأتجاة واتخاذ مُنحنا جديد خاصة مع تقديم الرئيس عبدربة منصور أستقالتة وقلب الطاولة على الكل,ولكن كما يقول المثل{ ياما في الجراب ياحاوي} يُعرف الرجلان بخبثهما السياسي ولو أن صالح يتفوق على خصمة بكثير ونعتقد بأن هذا التحالف سيستمر الى أن يشعُرا أنى الفرصة باتت مواتية للسيطرة على مقاليد الحكم,وهذا سيدفعهم في النهاية الى المواجهة الحتمّية التي ستزيد وتوسع دائرة العنف ليمتد الى كل محافظاتاليمن وستكون نتائجها كارثية على الجميع وليس فقط على أتباع الزعيم أو السيد القادم من جبال مران في صعدة. اليمن أضحت اليوم كاكرة قدم يتقاذفها اللاعبون لتسجيل أعلى النقاط لفريقهم, فالحوثي لايختلف عن صالح في حكمة للبلد هذا وأنّ حكم, فلن يُقيم عدلا ولا مساواة ولن يُصلح بنى تحتية أو يُشّيد الجامعات الكبرى لتنوير المواطن بل سيضيف الى هذا كلة نعرة طائفية تمزق النسيج الأجتماعي اليمني وسيسعى لأن يكون صورة مصغرة لحزب الله في لبنان يأتمر باأمر أيران الفارسية التي تسعى جاهدة لتضييق الخناق على دول الخليج وعلى راسهم المملكة العربية السعودية.