وأخيرا التقى ممثل المرشد بالسيد ولم تكن صدفةً حتى تكون خيرٌ من ألف ميعاد وإنما عبر تواصلات حثيثة دفعت الإخوة في الهيئة العليا للإصلاح أن تكون المبادر للقاء حتى ولو كان على سطح القمر. من منضور الضرورات ربما يرى الإصلاح أنه كان لابد من اللقاء والذي كان على حين غفلة من اهل المدينة – أحزابا ومكونات سياسية بل وحتى على أهل البيت الإصلاحي – وبغض النظر عما تم الاتفاق عليه إلا أن اللقاء بحد ذاته خطوةٌ جيدة متأخرة تحسبُ للإصلاح ، ولو اني قلت ليت هذا اللقاء قبل أن يُهجر أهل دماج أو قبل أن يدفع الشهيد القشيبي ثمن هذا التواني والتراخي وتمسكه بشرفه العسكري وقبل أن تتفرق أيدي حاشد وقبل أن تتحول جامعة الإيمان من منارة للعلم إلى خرابة تعشقها الكلاب الضالة وخفافيش الظلام وليت ………….! يتساءل الكثيرون لماذا لا تُسعف قيادة الإصلاح ذاكرتها وتتذكر ما جرى للإصلاح منذ تأسيسه على يد حليفه الأبرز صالح من تحالفات تنتهي بمؤامرات عليه ومع ذلك يتلذذ الإصلاح بما جرى له وكأنه بلال بن رباح تحت سياط أبي جهل ( أحدٌ احد ) وكان بمقدوره ان ينجوا من تلك السياط في تلك الفترة . الإصلاح تحالف مع صالح في 94 م ثم ما لبث أن فرك به بعد 97 م ثم عاد الإصلاح للركون لصالح ودخل معه في حلف 99م ثم مالبث أن فرك به صالح بعد 2000 م وكانت الفركة الكبرى بان ألغى المعاهد العلمية والتي كانت رافدا من روافد الفكر والثقافة ليس للإصلاح وانما لليمن . لماذا تتأخر الذاكرة والفهم الإصلاحي وهو الرائد الذي يحلُو له التسمية بذلك لماذا لا يعي ويعقل رغم أنه يرى الفأس فوق الرأس منذ تأسيسه … يتساءل أحدهم لماذا هذا التقارب (الإصلاحوثي) خصوصا بعد تهدم سد حاشد وهجرة الجنرال وشد الخناق على أبناء الشيخ عبد الله بن حسين هل كان هؤلاء هم حِملٌ زائد في ( خانة ) الإصلاح وهم السبب فيما جرى للإصلاح وإثمهم أكثر من نفعهم أم أن الإصلاح بهذا التقارب أراد استدراك ما يُمكن استدراكه وحتى لايَسقط السقف عليه بعد أن تُؤتى قواعده. قد يحسبُ البعض أن هذا اللقاء الإصلاحي على حين غرة من الخارج و ( صالح ) لكن الذي يبدو هو ان صالح حليف قوي وبارز للحوثي فالحوثي وصالح ونسبة تواجدهما على الواقع كنسبة اليابس للماء على سطح الكرة الأرضية 29 % يابس ( الحوثي ) و 71% ماء ( صالح ) ومن غير المعقول أن ينأى الحوثي بالتحالف واللقاء بالإصلاح وينسى الخدمات الجليلة لصالح إلا اذا اشتغلت جينات المكر والخيانة والغدر عند الأول فليس ذلك من صالح الإصلاح أبدا فما امسى بصالح سيصبح بالإصلاح ، إن الدول العشر ترعى هذا الاتفاق وتقف عند رأسه وتراقبه بل وهي من دفعت اليه فلم يصل بعدُ معظم الساسة اليمنيون الفعليون إلى الحرية المنشودة والانعتاق الخالص من الخارج حتى يقومون بهذه الخطوة في ظل الظرفية الحرجة والتي يديرها هذا الخارج اللعين . على الإصلاح أن يعي تماما ويدرك أنه[ التجمع اليمني للإصلاح وليس التجمع اليمني للإسلام] وليس الذي بيده مفاتح الغيب ولا مقاليد الأمور و ان لا يضفي عليه البعض من أنصاره ومحبيه صفة القداسة وبالمقابل هناك من يُدلسون عليه ويُدنسونه بإفك وزور بين هو من ذلك براء. إنني أراهن ليس على الإصلاح في إنجاح الاتفاق والوفاق مع الحوثي وإنما على الأخير فهو القوة الغالبة والمهيمنة وهو كما يقول حامل شعار آل بيت النبوة الداعي للتسامح والعدالة والحرية وتعج بتلك الكلمات خطابات زعيم الحركة الحوثية وآن الأوان لتمثيل ذلك على السطح والواقع .. شكرا سيدي عبدالوهاب الانسي شكرا أستاذ عبد الملك الحوثي على تلك الصورة الفوتغرافية . [email protected]