بارك المؤتمر الشعبي العام، ما سماه التقارب الذي أعلن مساء اليوم الجمعة، بين التجمع اليمني للإصلاح وأنصار الله. جاء ذلك كأول ردة فعل على خبر زيارة وفد اصلاحي لمحافظة صعدة معقل أنصار الله و لقائه بزعيمهم عبد الملك الحوثي. و قال الناطق الرسمي باسم المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، عبده الجندي: "إن المؤتمر الشعبي كان ولا يزال داعياً الى مصالحة وطنية لا يُستثنى منها أحد". و أضاف، حسب وكالة "خبر": "ان المصالحة الوطنية الشاملة تؤدي الى اصطفاف وطني داعم للحكومة في تنفيذ سياساتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والامنية". واعتبر الجندي أن لقاء وفد الإصلاح مع أنصار الله، خطوة في الاتجاه الصحيح تنقل التجربة الديمقراطية اليمنية من واقع الأزمات الناتجة عن الصراعات والحروب الدامية والمدمرة الى واقع تتقدم فيه رحمة الخلاف على لعنة الكراهية والحقد. و عبر الناطق الرسمي عن تطلع المؤتمر وأحزاب التحالف الى ان تكون هذه الخطوة هي الأولى في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية، في وقت يبذل فيه مجلس النواب جهودا عظيمة داعية الى اغلاق صفحة الماضي والانشغال بتعقيبات الحاضر وتحديات المستقبل. و كانت موقع الصحوة نت الناطق باسم الإصلاح و قناة المسيرة الفضائية التابعة لجماعة أنصار الله، تناولت خبر اللقاء الذي جرى أمس في صعدة. و حسب وكالة "خبر" المقربة من الرئيس السابق "صالح" رئيس المؤتمر، ضم الوفد الإصلاحي الناطق باسم الإصلاح سعيد شمسان و رئيس كتلة الحزب في البرلمان زيد الشامي. و كان الشامي نفى في وقت سابق من الشهر الجاري نوفمبر أنباء تحدثت عن اتفاق تحالف بين الاصلاح و الحوثيين. و سبق أن تحالف الإصلاح مع حزب صالح منذ ما بعد الوحدة بين شطري اليمن في العام 1990م، و شنا حربا اجتاحا فيها الجنوب في صيف العام 1994، و اقصيا الحزب الاشتراكي شريك الوحدة و ممثل الجنوب، و تم تسريح الاف الكوادر العسكرية و المدنية الجنوبية. و حين شن نظام صالح ست حروب على الحوثيين في صعدة كانت اذرع حزب الاصلاح القبلية و الدينية و العسكرية جزء من الحلف الذي حارب الحوثيين عدة سنوات منذ العام 2004. و خرج الاصلاح من تحالفه مع حزب "صالح" عقب انتخابات البرلمان 1997 بعد تحقيق حزب صالح الأغلبية في البرلمان، غير أن أذرع الاصلاح ظلت متحالفة معه في حروب صعدة. و دخل الإصلاح ضمن تكتل اللقاء المشترك الذي ضم أحزاب الاشتراكي و التنظيم الناصري و البعث و الحق و اتحاد القوى الشعبية و ظل فيه، حتى تم الاطاحة ب"صالح" من السلطة عقب الثورة الشبابية في العام 2011، و ما يزال فيه. و يتهم الإصلاح الرئيس السابق "صالح" بالوقوف إلى جانب الحوثيين في حروبهم الأخيرة التي شنوها ضد أذرع حزب الإصلاح خلال العامين الاخيرين و التي انتهت بإخراج على محسن و أولاد الأحمر و الزنداني من المشهد السياسي.