بفضل الله تعالى وتوفيقه العظيم، لا تزال الأجهزة الأمنية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات تُسطّر إنجازات نوعية في مجال الحرب الأمنية وإفشال المخططات التي تديرها دول العدوان بقيادة العدو الأمريكي والإسرائيلي وحلفاؤهم السعودية والإمارات، وشبكاتهم المخابراتية والجاسوسية المزروعة في الداخل والتي تُوظَّف لضرب منظومة الأمن القومي والاستراتيجي لليمن وزعزعة الاستقرار. ومن هذه الإنجازات ما حصل مؤخرًا بفضل الله تعالى، حيث تمكنت أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية اليمنية من القبض على إحدى أخطر الخلايا الجاسوسية التي يديرها جهاز الCIA والموساد ومخابرات السعودية، والتي كانت تسعى لتنفيذ مهام حساسة في جمع المعلومات التكتيكية والاستراتيجية حول مؤسسات الدولة، خصوصًا قواتنا المسلحة ورفع الإحداثيات وغيرها من المهام. وقد تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - تحييد هذه الخلية والقبض على عناصرها بعملية أمنية (ومكر أولئك هو يبور) التي تُعتبر من أكبر وأهم العمليات النوعية التي أطاحت بإحدى أخطر الخلايا الجاسوسية. لذلك فإن هذا الإنجاز وغيره من الإنجازات يوضح مستوى التطور والأداء الذي أصبحت عليه أجهزتنا الأمنية في التعامل مع مخططات الأعداء والشبكات التخريبية في الداخل، سواء الشبكات التي تحاول تفجير الأوضاع الداخلية عبر زعزعة الأمن والاغتيالات ونشر الفوضى، أو ما يخص الشبكات الجاسوسية، بما يتعلق بجمع المعلومات العسكرية والحرب الناعمة والاقتصادية وما يوازيها من الحروب التي تستهدف مؤسسات الدولة والصمود والتماسك الاستراتيجي الداخلي لشعبنا اليمني. فمستوى الاحتراف الذي باتت عليه أجهزة الأمن في مواكبة الأحداث الطارئة وتحركات الخلايا والجواسيس والمنافقين الذين يشغلهم تحالف العدو الأمريكي والإسرائيلي وحلفاؤه كالسعودية، وصل إلى مستوى القدرة على إحباط معظم المخططات والتحركات، بعضها بطريقة استباقية، إضافة إلى القدرة الكاملة على كشف الشبكات والخلايا ذات السرية العالية، وتتبعها والقبض عليها بعمليات مدروسة ومنسقة بدقة. ما نؤكد عليه أن الحرب الأمنية القائمة على شعبنا اليمني هي مسار واحد ضمن مسارات حروب الجيل الخامس التي تشنها قوى العدوان –أمريكا والكيان الصهيوني في المقدمة– وهي حرب موجهة تتشارك أنشطتها مع الحرب الناعمة والاقتصادية والمخابراتية والإعلامية والعسكرية، التي يتم تنفيذها في وقت واحد (حرب مختلطة)، تتركز أهدافها على كيفية اختراق البنية الأمنية وخلخلة الوضع الداخلي والأمن القومي الاستراتيجي للبلاد وزعزعة الاستقرار. لذلك، فإن ما حققته الأجهزة الأمنية - بعون الله تعالى - خلال هذه المرحلة لإفشال مخططات قوى العدوان يُعتبر انتصارات مهمة لا تقل شأنًا عن الانتصارات العسكرية التي تُحققها قواتنا المسلحة على الأرض. فمستوى المواجهة التي تقوم بها لا يقتصر على أجهزة مخابرات السعودية والإمارات وخلاياها فقط، بل يشمل كل أجهزة دول العدوان ابتداءً بجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وجهاز المخابرات البريطانية (MI6)، والموساد الإسرائيلي، التي تهندس المخططات العدوانية وتدير دفة الحرب بكل أبعادها الأمنية والناعمة والاقتصادية والعسكرية.