أعلنت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة أن مقاتليها سيطروا على قاعدة للجيش اليمني بالجنوب تضم قرابة ألفي جندي في هجوم نفّذ فجر الخميس. يأتي هذا في خطوة أولى من التنظيم المتشدد بعد إعلان عواصم غربية إغلاق سفاراتها في اليمن احتجاجا على الانقلاب وتخلي الميليشيات المسيطرة على صنعاء عن المبادرة الخليجية كأرضية للانتقال السياسي، مراهنة على دعم إيراني لم يعد خافيا توظيفه لليمن في الصراع مع واشنطن. وصعد تنظيم القاعدة ومقاتلون سنة آخرون هجماتهم منذ أن سيطر الحوثيون الشيعة القادمون من الشمال على العاصمة في سبتمبر أيلول وبدأوا في التوسع في أنحاء أخرى بالبلاد. وكان دبلوماسيون وخبراء حذروا من أن سيطرة الحوثيين الشيعة على السلطة في العراق ستعيد عناصر القاعدة إلى الواجهة، وتعيد إدماجهم في الحاضنة السنية التي تخلت عنهم في سياق الحرب التي خاضتها الدولة ضد التنظيم في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالاشتراك مع الأميركيين. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن اليمن يتفكك بعدما انزلقت البلاد في الفوضى بدرجة أكبر مع إحكام جماعة الحوثيين قبضتهم على السلطة. وقال بان لمجلس الأمن إن “اليمن ينهار أمام أعيننا ولا ينبغي أن نقف بلا حراك”، مضيفا أنه “يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة اليمن على التراجع عن حافة الهاوية وإعادة العملية السياسية إلى مسارها”. ويدور حديث عن أن قبائل سنية تجري ترتيبات مع مقاتلين من أبنائها وتابعين للقاعدة للوقوف ضد تلويح الحوثيين بالسيطرة عليها وإخضاعها لسلطة اللجان الثورية التي أعلنوا عنها منذ أسبوع. لكن ما يثير مخاوف اليمنيين أن الحرب الطائفية لن تكون بأدوات محلية فقط، وأن القاعدة ستلجأ إلى استجلاب مقاتلين وأسلحة من مناطق نفوذ أخرى، وأن اليمن ربما يكون الوجهة القادمة للحرب المقدسة بعد تضييق الخناق عليها في سورياوالعراق. في المقابل يراهن الحوثيون على إيران التي أصبحت لاعبا مكشوفا في مختلف الملفات، وأصبح قادتها يعلنون ذلك ويتباهون به في سياق الحصول على أوراق تفاوض جديدة مع الأميركيين. وهدد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، بتدمير حاملات الطائرات الأميركية في الخليج. وأثار هذا التصعيد علامات استفهام مُتعددة، جعلت بعض الدوائر الأمنية والسياسية العربية تربط بينه وبين التطورات الجارية في اليمن على ضوء انقلاب الحوثيين الذي جعل إيران تقترب كثيرا من مضيق باب المندب، وبالتالي تعزيز نفوذها في المنطقة والمفاوضة عليه. ويرى مراقبون أن طهران غاضبة من قرار واشنطنوعواصم أوروبية بسحب السفراء وإغلاق السفارات في صنعاء، وهي رسالة سحبت الشرعية عن الحوثيين الذين كانوا يمنون النفس باعتراف أميركي أوروبي بهم في سياق حزمة التفاهمات مع إيران.