"جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    هبوط المعدن الأصفر بعد موجة جني الأرباح    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    إيفرتون يصعق ليفربول ويوجه ضربة قاتلة لسعيه للفوز بالبريميرليغ    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الثالثة خلال ساعات.. عملية عسكرية للحوثيين في البحر الأحمر وتدمير طائرة    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    الوجع كبير.. وزير يمني يكشف سبب تجاهل مليشيا الحوثي وفاة الشيخ الزنداني رغم تعزيتها في رحيل شخصيات أخرى    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الزنداني يلتقي بمؤسس تنظيم الاخوان حسن البنا في القاهرة وعمره 7 سنوات    حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير غربي: النظام السعودي منقرض بالحوثي والسيد زعيم الجزيرة وأوباما شرب الكأس المسمومة في اليمن

هذا التقرير الصادر عن أحد المراكز الأجنبية البحثية الموثوقة -والذي يدون أسفل نصه الأصلي جميع المراجع التي تطلبها التقرير- تقرير مهم, يكشف عددا من الحقائق التي ظلت طوال الفترة السابقة مجرد اتهامات وادعاءات تخوض فيها حكومات بلدان الشرق الأوسط والبلدان الغربية. وبطبيعة الحال لم تكن تلك الاتهامات هي كل الأخبار اليومية أو كل الحقائق, فثمة أخبار وحقائق مثيرة للاهتمام أيضا وأكبر بالقدر من تلك الاتهامات التي وأن سبق توجيهها.
ولعل هذه الاتهامات تمركزت وبشكل جذري حول النشاط الإيراني التخريبي داخل العواصم والبلدان العربية عبر وكلائها المحليين, سواء العواصم التي أسقطها الإخطبوط الإيراني (بيروت، دمشق، بغداد، وأخيرا صنعاء التي وقعت تحت قبضة الجماعة المتمردة الحوثيين) أو تلك التي تعتبرها إيران هي الهدف القادم لإخطبوطها في مرحلتها التالية.
شيعة اليمن إختراق إيديولوجي
قامت الحكومة اليمنية في السنوات الأخيرة بسلسلة من العمليات العسكرية ضد المتمردين من عشيرة الحوثي من الطائفة الزيدية الشيعة. هذا الصراع، الذي ذهب بالفعل لأكثر من 10 أعوام، ينبع من المشاعر السياسية والاقتصادية والتمييز الاجتماعي بين السكان الشيعة الزيدية في شمال اليمن. يشكل الزيديون حوالي 30 في المائة من سكان اليمن، الذي يبلغ أكثر من 25 مليون نسمة.
وتعتبر الزيدية الشيعية واحدة من المدارس الشيعية المعتدلة، وأقرب من الناحية الفقهية إلى المدرسة الشافعية السنية. في الوقت نفسه، منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران وجميع النشاط التخريبي الإيراني يتزايد بشكل تصاعدي خصوصا في السنوات الأخيرة، لذلك بدا أن الشيعة الزيدية قد تعرضوا على نحو متزايد للنفوذ والاختراق الأيديولوجي والأجندة السياسية للنظام في إيران، مما أدى إلى تغيير في المواقف المعتدلة للزيدية تجاه السنة الشافعية.
موقع اليمن الجغرافي الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر وقبالة القرن الأفريقي، جنبا إلى جنب مع الضعف المتأصل في النظام المركزي، جعل منها هدفا جذابا للتخريب من قبل مراكز قوة خارجية، سياسية وغير سياسية, لا سيما الأنشطة التخريبية التي مصدرها إيران والمملكة العربية السعودية، مع تنظيم القاعدة كعنصر تخريبي آخر.
في سبتمبر، كان مسلحو الشيعة من أنصار الله (الجناح العسكري الحوثي) قادرا على استغلال ضعف الحكومة اليمنية المركزية، التي تعمل أيضا في صراع مع السنة من تنظيم القاعدة ومع العناصر القبلية والانفصالية في الجزء الجنوبي من البلاد. سيطر أنصار الله خلال يوم 21 سبتمبر على العاصمة صنعاء ليتجهوا بعد ذلك صوب ميناء الحديدة (150 كلم جنوب غرب صنعاء) على البحر الأحمر، وهو ثاني أهم ميناء في اليمن بعد عدن, وقد تمت السيطرة على الميناء دون مقاومة تقريبا من جانب قوات الأمن والجيش اليمني. وقد رافق دخول القوات الحوثية في العاصمة دعوات الموت لأمريكا و"الموت لليهود"، وهي شعارات سمعت كثيرا من النظام الإيراني. هذا ولا زالت تجري المعارك في اليمن بين أنصار الله وأنصار الشريعة، التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية, مع وجود صعوبة في التوصل إلى تفاهم خصوصا مع جانب الشيعة رغم النجاحات الأخيرة التي حققتها.
الحوثيون.. التركيز على باب المندب
المتمردون الحوثيون الشيعة، بعد أن غزوا صنعاء والحديدة، يركزون جهودهم الآن على غزو مضيق باب المندب. هذا الممر المائي الرئيسي، والبوابة الجنوبية للبحر الأحمر، عبر خليج عدن الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، وقد شكل المضيق تاريخيا مركزا استراتيجيا يربط طرق التجارة الشرقية والغربية. ويطل اليمن في موقعه الاستراتيجي ليتحكم بأوامر الحركة عبر هذا المضيق من جزيرة ميون (بريم), من الجانب الأفريقي, كذا إريتريا وجيبوتي المطلتان على نفس المضيق.
وترى إيران أن اليمن بشكل عام، والقطاع الشمالي الشيعي على وجه الخصوص، نقطة انطلاق ملائمة للنشاط التخريبي ضد المملكة العربية السعودية، المنافس الرئيسي الديني والسياسي في الشرق الأوسط. كما تعتبر إيران اليمن أيضا, جزءا مهما في سياستها المنضوية على إنشاء الوجود الإيراني المادي، سواء البري أو البحري، وسط البلدان والموانئ المطلة على البحر الأحمر، التي تسيطر على الممرات الملاحية المؤدية من منطقة الخليج إلى قلب الشرق الأوسط ومن ثم إلى أوروبا. وإذا ما تمكن المتمردون الشيعة من السيطرة على مضيق باب المندب، فذلك سيمكن إيران من تحقيق موطئ قدم في هذه المنطقة مما يتيح لها الوصول ولعب الدور الحساس في البحر الأحمر وقناة السويس، لذلك كانت تظل هذه المنطقة مدعاة للقلق ليس فقط من جانب المنافس اللدود -المملكة العربية السعودية ودول الخليج أو مصر، ولكن أيضا بالنسبة لإسرائيل والدول الأوروبية على طول البحر الأبيض المتوسط. وقد حذر عدد من المعلقين العرب في الخليج خلال السنوات الأخيرة حول هذا الضغط الإيراني.
قبل غزو صنعاء والاستيلاء على أجزاء أخرى من البلاد، تركز نشاط الحوثيين في مدينة صعدة في شمال اليمن وعلى الحدود السعودية. وشكل هنالك الشيعة الزيدية أغلبية السكان. الآن يحاول الحوثيون في بسط سيطرتهم على محافظة مأرب الغنية بالنفط في شرق البلاد.
صنعاء.. رأس المال العربي الرابع في يد إيران
بالنسبة لإيران، التي دعمت في السنوات الأخيرة الحوثيين في خوض الصراعات مع الحكومة المركزية كجزء من حربها ضد المملكة العربية السعودية في كسب مدى النفوذ الإقليمي، فما حققه الحوثيون من المكاسب الأخيرة بمثابة علامة بارزة وإنجاز مثير للإعجاب. وقد أشار علنا, عدد من المتحدثين الإيرانيين, خاصة فيما يتعلق بنجاحات الحوثيين الأخيرة, ولم يعد هنالك علامة لإخفاء دعمهم ورضاهم عن الحوثيين في اليمن ومدى توسعهم وسيطرتهم ومكاسبهم السياسية.
علي أكبر ولايتي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق، ومستشار الشؤون الدولية حالياً للزعيم الاعلى الايراني علي خامنئي ورئيس مركز مجلس تشخيص مصلحة النظام للأبحاث الاستراتيجية، صرح مؤخرا حول مجموعة من رجال الدين اليمنيين في طهران: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم النضالات المشروعة من أنصار الله [الحوثيين] في اليمن، وتعتبر هذه الحركة كجزء من التجسيد الناجح للصحوة الإسلامية [اسم اعتمدته إيران ل "الربيع العربي"]. وأضاف ولايتي أن الحوثيين قد نجحوا في خلق حركة لم يسبق لها مثيل في أي دولة عربية، وذلك من خلال الانتصارات المتكررة والسريعة (في الساحة المحلية) منوهاً أن "أنصار الله خططوا في اشهار حركتهم في وقت مبكر [ربما ملمحا إلى تورط إيراني؟]، مؤكداً إلى أن الحركة قد تعلمت من التجارب السابقة. وأضاف ولايتي أنه كان على يقين من أن انتصار أنصار الله في اليمن يعني أن الحوثيين سوف يلعبون دوراً مماثلا كالذي يلعبه حزب الله في لبنان.
وقد سئل ولايتي عن آثار الصحوة اليمنية فأجاب "المسألة المهمة هي أن الطريق إلى تحرير فلسطين يمر من اليمن الذي يحظى بموقع استراتيجي, بالقرب من المحيط الهندي وخليج عمان وباب المندب".
مسؤول إيراني: صنعاء العاصمة العربية الرابعة في أيدينا
وقال علي رضا زخاني، العضو في المجلس (البرلمان الإيراني) المقرب من خامنئي، في سياق مماثل, لكن مع نبرة من التحدي الذي يمثل الصعود المتزايد في السياسة الخارجية الإيرانية، "في أيدي إيران بالفعل ثلاث عواصم عربية وتنتمي إلى الثورة الإسلامية الإيرانية (بيروت ودمشق وبغداد)". وأضاف أن إيران الآن في مرحلة "الجهاد الكبرى" [واحدة من نتائج الربيع العربي] ويجب على سياستها الخارجية أن تتساير بعناية مع هذا الواقع. وأضاف يجب على الإيرانيين أن يكونوا على علم بالتطورات الإقليمية والجهات السياسية في كل بلد، ومن خلال ذلك يمكن أن نؤثر على مجرى الأحداث ومساعدة "الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط". وأضاف زخاني: في حين قبل الثورة كان هنالك اتجاهان رئيسيان – الإسلام السعودي والعلمانية التركية، نرى اليوم أن الثورة الإسلامية غيرت معادلات القوى في المنطقة لصالحها وإيران هي الآن في ذروة قوتها، وفرض إرادتها ومصالحها الإستراتيجية في المنطقة ككل.
أما قاسم سليماني, قائد قوات الحرس الثوري القدس -المشكل مع مجموعة من مقاتلي البشمركة الأكراد– فقد قال هذا ما يجب على إيران أن تقوله: صنعاء، اليمن اليوم هي "رأس المال العربي الرابع في أيدينا".
من جانب آخر أشاد زخاني بنشاط سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني (الحرس الثوري-QF)، وقال انه بدون تدخل قوة القدس في بغداد كانت بالتأكيد ستسقط في أيدي جماعات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا –داعش-. وأضاف "اذا كان الحاج قاسم [سليماني] جاء إلى بغداد بعد عدة ساعات كان يمكن أن تسقط". وينطبق نفس الشيء بالنسبة لسوريا، ووفقا لزخاني: "إذا كنا قد ترددنا في مواجهة الأزمة السورية ولم نتدخل عسكريا، فمعنى ذلك أن النظام السوري كان قد انهار بداية الثورة" بعد انتصار الأسد في الانتخابات. وأضاف: بدلا من أن أهنئ نفسي أهنئ القيادة الإيرانية.
وكانت الشبكات الاجتماعية قد نشرت صورا للقاسم سليماني وهو في زيارات للعراق ويقوم بعقد اجتماعات مع قادة الجيش العراقي والبشمركة الكردية، والميليشيات الشيعية في العراق التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
اليمن أولا ثم المملكة العربية السعودية
أما بالنسبة لليمن، أضاف زخاني أنه يشكل "امتدادا طبيعيا للثورة الإيرانية…. وحذر مما يحدث في اليمن كونه أكبر مما يحدث في لبنان… معتبراً أن جميع محافظاتها قريبا ستكون تحت السيطرة الحوثية ". وفي واقعة تدور حول المملكة العربية السعودية، عدو طهران اللدود, فإن الثورة لن تقتصر على اليمن وشأنه, لكنها ستتخلل عميقا داخل المملكة السعودية …. بعد انتصار الثورة في اليمن، بالتأكيد سيأتي الدور على المملكة العربية السعودية. وحتما فلهذين البلدين (اليمن والسعودية) حصة 2،000 كيلومتر من الحدود المشتركة. الآن هنالك أكثر من مليون رجل مسلح منظم في اليمن.
في هذا السياق قال رئيس تحرير صحيفة كيهان، المقرب من خامنئي، مقدراً الأمور قبل أيام قليلة من سيطرة الحوثيين على صنعاء: "إن حكم عائلة آل سعود سينهار وأن المملكة لن تنجو من ثورة الحوثيين في اليمن".
كتب يد الله جواني، أحد كبار مستشاري خامنئي في الحرس الثوري، في جريدة (المحافظ،) صحيفة الحرس الثوري التابعة للياوان أن التطورات الأخيرة في اليمن أثبتت مرة أخرى قوة الصحوة الإسلامية والتي أحدثت قلقا كبيرا في دول الخليج والغرب. ولاحظ أيضا أن الحوثيين في اليمن تراكمت لديهم خبرة أكثر بكثير من الحركات الإسلامية الأخرى [ضمنا، السنة] في العالم العربي، وأنه "من الجدير بالذكر أن صورا للقادة الإيرانيين، الخميني وخامنئي، يحملها الشيعة اليمنيين".
نائب قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، قدم تحليلا للوضع الاستراتيجي في المنطقة وقيمه على أنه ملائم لإيران، مؤكدا أن إيران "قادرة على السيطرة على جميع التطورات السياسية في المنطقة دون استخدام القوة العسكرية ودون وجود مباشر على الأرض". وأضاف السلامي أن الولايات المتحدة بتنفيذها هجمات جوية على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تشهد على فشل الولايات المتحدة السافر، وتهميشها للأحداث الرئيسية, على الرغم من أن الهدف الأمريكي الأول يكمن في استعادة السيطرة على المنطقة، في حين أن السياسة الأميركية في العراق وأفغانستان, كذلك في سوريا، واليمن، وليبيا عانت من الفشل الكامل. وأشار المسئول الايراني إلى عدم قدرة الغرب في عزل إيران، ملفتاً إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كانوا يتسولون في باب طهران المساعدة في حربهم ضد منظمة صغيرة، كتنظيم الدولة الإسلامية في الشام –داعش- الذي هو في الواقع، ادعاء، ومخلوق خاص بها. في المقابل، أكد سلامي، "إن إيران على وشك التوصل إلى مستوى جديد من السلطة…. اليوم توسع صراعنا مع الغرب إلى البحر المتوسط،, ذلك ما يشير إلى تغيير واضح في معادلات القوة الإقليمية، وزيادة في توسعنا وسيطرتنا، وتضييق النطاق على قوة أعدائنا "، جنبا إلى جنب مع القوة الصاعدة للإسلام والمسلمين.
في هذا السياق أيضا, اتهم العميد مسعود جزايري، نائب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية، الولايات المتحدة (قبل سيطرة المتمردين الحوثيين الشيعة على العاصمة صنعاء) بقيامها بسياسة الكيل بمكيالين في اليمن، ودعا إلى "احترام إرادة الشعب اليمني…. اليمنيون لا تثيرهم غرائز الأجانب، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول العربية الرجعية [المملكة العربية السعودية ودول الخليج]، للتدخل في شؤونها الداخلية." ملوحا إلى تلك المظاهرات التي خرجت في اليمن بقيادة الحوثي, تدعو إلى استعادة دعم أسعار الوقود (كما تحقق ذلك بالفعل في النهاية) والاستعاضة بحكومة جديدة تحظى بدعم وسائل الإعلام الإيرانية.
وقال الصحفي الإيراني في مقابلة مع قناة التلفزيون التابعة لحزب الله (ميادين) أن: "مضيق باب المندب وقناة مضيق هرمز ستشدد الخناق على البحر الأحمر، وقناة السويس ستشدد الخناق على إسرائيل"، وأكد
أن نظام الحكم في المملكة العربية السعودية "العائلي على وشك الانقراض". وأضاف أن زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، سيصبح زعيم الجزيرة العربية وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد أن شرب من الكأس المسمومة في أبواب دمشق، وجدران غزة، وضواحي بغداد، قد شرب منه للمرة الرابعة في اليمن.
شراكة يمنية برعاية إيرانية
وكان الاستيلاء على العاصمة صنعاء قد قوى مواقف الحوثيين ومساومتهم في المفاوضات السياسية التي تجري مع الحكومة اليمنية، كما أن وصول قوة الحوثيين إلى هذا المستوى -مع تشجيع طهران- يشكل زخم تنفيذ الإملاءات السياسية القادمة من طهران ولزوم الحوثيين عبور الخط المعادي للغرب. هذا وللمرة الأولى منذ سنوات، يحتفل الشيعة في اليمن علنا بيوم عاشوراء وسط العاصمة صنعاء والذي يحيي ذكرى مقتل الحسين بن علي، حفيد النبي محمد.
إيران من جانبها أعربت عن دعم اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه من قبل المتمردين الشيعة والحكومة اليمنية في سبتمبر الماضي، بعد وقت قصير من سقوط صنعاء. وتسعى إيران إلى تكثيف مشاركتها في الشأن المحلي اليمني تماشياً مع نموذج حزب الله في لبنان، ويهمها بالدرجة الأولى تحديد هوية رئيس الوزراء وأعضاء حكومته وعقد مقاليد الجيش. وتفعل إيران ذلك, في الوقت الذي تستغل فيه الفراغ السياسي الناجم عن استيلاء الحوثيين على العاصمة. ويسيطر الحوثيون "على سلطات المناطق الواقعة على طول الحدود السعودية، فيما تظهر إيران مستفيدة أيضاً من الحوثيين في تحقيق المكاسب وتكثيف جهودها لتخريب المملكة، بالتنسيق مع الشيعة القاطنين في المناطق الغنية بالنفط في شرق المملكة العربية السعودية.
الحوثيون نشروا رايتهم في صنعاء مع صور (من اليسار) لزعيم الحوثيين الحالي عبدالملك الحوثي، وصورة الإيراني آية الله الخميني, كذا صورة الراحل ومؤسس الحركة الحوثية حسين بدر الدين الحوثي، إضافة إلى صورة زعيم حزب الله حسن نصر الله.
رئيس الوزراء اليمني محمد باسندوة استقال بعد فترة قصيرة من سقوط صنعاء على يد المتمردين الشيعة. في 13 أكتوبر انتخب خالد بحاح (الذي عمل حتى يونيو سفيرا للأمم المتحدة) لهذا المنصب بعد كسب دعم معظم الجماعات السياسية، وكان أحمد عوض بن مبارك، المرشح المفضل لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، قد رفض المنصب بسبب الاحتجاج الحوثي على التعيين. وعلى أية حال، فإن وظيفة بحاح لن تكون سهلة. مع أنه سيضطر أخيراً في الحصول على موافقة الحوثيين (مع إيران بالتدخل من وراء الكواليس) ورصد تحركات عدد من الأطراف مع تزايد المعارك بين الحوثيين (أنصار الله) وتنظيم القاعدة، الذي يحاول التسلل إلى صنعاء. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال الحكومة المركزية ضعيفة الموقف فيما يتعلق بقضية الجنوب والعناصر القبلية.
إيران التخريب العام
ليس هنالك شيء جديد في النشاط التخريبي الإيراني في مختلف بلدان الشرق الأوسط الذي يهدف إلى تعزيز الإسلام الشيعي. انبثاق موجة الربيع العربي وانهيار النظام الإقليمي القديم عزز وتيرة النشاط، الايراني الذي يجري الآن علنا دون أي خوف من العواقب السلبية. هذا وتستغل إيران ضعف الأنظمة العربية جنبا إلى جنب مع تراجع النفوذ الأميركي وإسقاط القوى في المنطقة، لتعزيز قوة حضورها وتنفيذ مخططها، الذي يركز على تعزيز قوة وسلطة العنصر الشيعي في الدول العربية. ولعل التغيير الرئيسي في السياسة الإيرانية يكمن في أن كبار مسئوليها لم يعودوا يخشون التعبير عن النوايا الحقيقية لإيران والتي باتت مفتوحة، وحادة، وأكثر تحدياً من ذلك.
الثقة الإيرانية أصبحت واضحة في أماكن أخرى أيضا. في جنوب لبنان، على سبيل المثال، ذهب حزب الله إلى تحدي إسرائيل، للمرة الأولى منذ حرب لبنان الثانية 2006 وكانت قيادة الحزب سريعة في تحمل المسؤولية عن زرع عبوات ناسفة ضد أهداف اسرائيلية. كما أن حزب الله متورط بالفعل في سوريا والعراق، ويعمل أيضاً في اليمن، ويدفع ثمنا باهظا من الدم جراء تدخلاته. ومع حزب الله تتراكم تجربة خوض معاركه في حرب المدن والاستيلاء على القرى.
الموقف الإيراني القوي يكثف بتهديداته المنطقة والتي شعرت به الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص. الولايات المتحدة تشعر بعدم الارتياح للتهديدات الإيرانية وترى أن "استمرار تجاهل هذا الاتجاه بحكم الأمر الواقع إلى جانب الانفراج في السياسة المتخذة تجاه إيران لن يثنيها في مواصلة تعزيز وقوفها مع هذه الدول". من جانب آخر قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن التدخل العسكري الايراني في الصراعات النشطة في الدول العربية هو من يشجع اشتعال لهيب هذه الصراعات. وفي ختام اجتماع طارئ في جدة، المملكة العربية السعودية بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء، أعلن وزراء الداخلية في الدول العربية أن بلدانهم "لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة التدخلات الخارجية التي هي ذات طبيعة طائفية، كما هو الحاصل في اليمن والذي يهدد أمن وسلامة دول مجلس التعاون الخليجي, كما
إن جميع هذه البلدان ترى أن قضيتها مع هذه التدخلات السافرة من الطرف الإيراني واحدة لا يمكن فصلها." ومع أن قدرة دول مجلس التعاون الخليجي للتدخل في اليمن تبدو محدودة، وبعد اكتساب الشيعة في البحرين (الذين يشكلون الأغلبية) قوة وتهديدا للنظام، حصل وأن أرسلت هذه الدول تحت القيادة السعودية قوة عسكرية – قوات درع الجزيرة – لمساعدة ملك البحرين في الحفاظ على عرشه ضد الممارسات الشيعية الحاصلة بدعم إيراني.
وفي حين أن إيران ليست في الواقع جزءا من التحالف الذي يتمحور فيه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، إلا أنها تجني فوائد – ضعف العامل السني المتطرف الذي يزداد التعاطف ضده في المنطقة وفي العالم، والذي يهدد الحدود الغربية لإيران مع العراق. كما أن تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام يحول الأضواء عن برنامج إيران النووي وأنشطتها التخريبية في الدول الإقليمية. في الوقت نفسه تواصل إيران نشاطها في لبنان والعراق وسوريا والبحرين واليمن من خلال قوة القدس والمنظمات الشيعية المحلية العاملة تحت سلطتها، وبالتالي ضمان المصالح الإيرانية, طويلة الأجل في هذه البلدان.
تورط فيلق القدس والحرس الثوري
منذ بدء المعارك في اليمن بين المتمردين الحوثيين الشيعة والحكومة اليمنية, ترفع أصابع الاتهام إلى إيران وحزب الله بمساعدة ودعم المتمردين. كما تم اعتقال أعضاء من الحرس الثوري وحزب الله, الذين ساعدوا المتمردين الحوثيين والحراك الانفصالي في جنوب اليمن. وقد أشارت اتهامات يمنية أيضا أن زعيم الحركة الانفصالية علي سالم البيض، يتمتع بحماية حزب الله. وقد ساعد حزب الله المتمردين الحوثيين في إنشاء محطة تلفزيونية (المسيرة). في يوم 25 سبتمبر، اضطر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الإفراج عن عدد من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله تحت ضغط الحوثيين، الذين استولوا على صنعاء. وكانت هذه العناصر المفرج عنها قد غادرت اليمن على متن طائرة عمانية. أما في بداية هذا العام، فقد تم إلقاء القبض على رجال من الحرس الثوري الإيراني في أحد المطارات بعد وصولهم إلى اليمن للمساعدة في تدريب الحوثيين.
وفي منتصف 2014 اعتقلت السلطات اليمنية عددا من نشطا حزب الله الذين كانوا يساعدون في تدريب قوة عسكرية للحوثي. ووفقا لعدد من التقارير المختلفة، فإن وحدة من حزب الله 380022 (التي تلازم وحدة 1800 وتعمل أيضا مع المنظمات الفلسطينية في الأراضي الإسرائيلية) تقوم بتدريب الجناح العسكري للحوثيين في اليمن. ولسنوات يرى المتخصصون في مجال الأمن اليمني أن حزب الله ينشط في شمال اليمن من خلال قيامه بتدريب الجناح العسكري للمتمردين الحوثيين. وتقوم إيران، من خلال فيلق القدس وبمساعدة حزب الله، بتحصين تواجدها في اليمن, من خلال نجاح فيلق القدس في تهريب الأسلحة والمخدرات من إيران إلى الموانئ اليمنية ومن هناك عبر البحر الأحمر ومنه إلى المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران, في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحتى الشواطئ الأوروبية. ويمثل استيلاء المتمردين الشيعة على ميناء الحديدة هدفا استراتيجيا يسهل السيطرة على مضيق باب المندب الذي سيكسب إيران قيامها بالمزيد من الأنشطة التخريبية. هذا ويظهر أن مزيجاً من فيلق القدس وحزب الله لبنان، يقوم بتدريب الجهات الشيعية المحلية، ويكرر نفسه في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، تعمل فيها إيران، خاصة سوريا والعراق والبحرين.
إيران والسعودية.. مواجهة بعيدة المدى
يتوسع الصراع السياسي-الديني- إلى تكثيف عسكري بين السعودية وإيران ومنه إلى معظم بلدان الشرق الأوسط. لذلك كان إسقاط قوة إيران في الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية يضيف تأثيرات إقليمية للصراع بين النظام اليمني والمتمردين الشيعة إلى أبعد من البعد المحلي اليمني. النجاحات المستمرة للمتمردين الحوثيين بدعم من طهران، أدى الآن إلى السيطرة على أجزاء واسعة من اليمن، ولا يزال يخلق مواضع أخرى في المواجهة الإقليمية (بالإضافة إلى لبنان والعراق وسوريا، والأراضي الفلسطينية) بين إيران والمملكة العربية السعودية، ولكل منها مصالحها ووكلاءها في الساحة اليمنية.
الحرب بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين الشيعة لا تجري فقط على الأرض, ولكن أيضا على شاشات التلفزيون والقنوات الفضائية، والشبكات الاجتماعية. وليس غريبا معرفة الفاعلين الرئيسيين في هذه الحرب وتوعية الجمهور، بمدى تورط إيران والسعودية في كل المجريات الحاصلة في اليمن.
وسائل الإعلام الإيرانية تغطي بشكل إيجابي جهود وإنجازات المتمردين الشيعة الحوثيين, في ذات الوقت تصب هجومها على السعودية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة؛ في حين أن وسائل الإعلام السعودية، أو تلك التابعة لها وخاصة قناة العربية الفضائية التي تبث من أبو ظبي بتمويل سعودي، والصحافة القومية العربية بقيادة صحيفة الشرق الأوسط، تدين وتستنكر قيام إيران بدعم المتمردين الحوثيين والتدخل عسكريا في الشرق الأوسط وإدارة عدد من الأنشطة التخريبية وإثارة النزاعات والأزمات، خاصة في سوريا والعراق ولبنان والبحرين. وتلقي إيران باللوم على المملكة العربية السعودية في معالجة أسعار النفط مع الولايات المتحدة لإضعاف إيران. وفرة النفط،, بمساعدة تدفقه من الإنتاج السعودي، أدى إلى انخفاض الأسعار الحالية لتصل قريبة من 80 دولارا للبرميل الواحد. هذا ويتطلب من إيران بيع نفطها بسعر يصل إلى أكثر من 100 دولار للبرميل الواحد للحفاظ على ميزانيتها.
خطر واضح
وباختصار، فإن إيران لا زالت مستمرة في استغلال ضعف المعسكر العربي, مع وجود سياسة واشنطن المترددة تجاه التطورات في المنطقة منذ بداية الربيع العربي. وفي حين أن دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تشعر بالإحباط من انضمامها إلى التحالف ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام التي ترى فيه الدور الأمريكي المتهالك والمهزوم، يبقى أن إيران تسعى إلى زيادة تكثيف سياستها المرعبة القائمة على الثورة إلى المناطق الرئيسية للنزاع، لا سيما العراق واليمن وسوريا.
وتقوم إيران حاليا عبر وكلائها في إدارة سياسة تدريجية, وعمل إجراءات في المناطق الإستراتيجية في العالم العربي التي تتخبط في الأزمات الداخلية المستمرة, بالتحديد حيث يتواجد السكان الشيعة وعناصره النشطة التي طالما كانت تخضع لسلطة سنية. إن ضعف الدول العربية قد جعلها أداة للعب في أيدي إيران التي تواجه ردود أفعال ومقاومة ضعيفة. أما بالنسبة للمجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة فقد وجد نفسه فجأة وفي الواقع يمد يده لليد الإيرانية سعياً في المساعدة على تعزيز وتحقيق الاستقرار في محور شيعي يمتد من إيران عبر العراق وسوريا (حيث امتنعت الولايات المتحدة عن العمل العسكري بعد أن عبرت عن أن استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية "خط أحمر", ولا غرابة اليوم أن نرى إيران تعبر البحر الأحمر إلى اليمن وتتمتع بالعودة عن طريق البحرين في نوع من الدائرة المحيطة بالعالم العربي. بالنسبة لدول الخليج فإن سقوط صنعاء (عاصمة العرب الرابعة في أيدي إيران) تحت قبضة وكلائها المتمردين الحوثيين الشيعة يسهل احتمال سيطرة إيران قريبا على مضيق باب المندب وهذا يشكل خطرا واضحا وقائما على البلدان الخليجية.
على أية حال، يبدو أن مكافحة عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا من قبل واشنطن, باستخدام المصالح الجانبية, كما على المدى الطويل متصل أيضاً باستمرار وجودها في المنطقة، وعلاقتها مع الحلفاء التقليديين (التي تضعف)، ولا يتوقف دور واشنطن عند هذا الحد فربما تكون مضطرة إلى القيام بمحاولات لتحقيق الاستقرار قصير المدى من أجل ضمان الحفاظ على مصالحها في المنطقة – خاصة عبر رسم خط تصالحي تجاه ايران وتجنب إغضابها في حال بدا أن هنالك عدوا مشتركا كتنظيم داعش. التخوف الكبير هو أن الولايات المتحدة قد تضطر أيضاً إلى إجراء موقف مهادن في المفاوضات النووية, مقابل استمرار التعاون الإيراني غير المباشر في الحرب ضد داعش.
قنبلة الشيعة
وفي الوقت نفسه، فإن إيران تحاول أن تتفرد بميزتها على المملكة العربية السعودية والعالم العربي السني من خلال موقفها القوي من برنامجها النووي، أو، بكل بساطة، "قنبلة الشيعة"، والذي من شأنه أن يوفر مظلة وحصانة لتعزيز انتشار المد الشيعي وبقاء النظام. من وجهة نظر إيران هذا سوف يترتب عليه إنصاف من الظلم التاريخي – الذي يعود تاريخه إلى فجر الإسلام – من الازدراء والمعاملة المتغطرسة للشيعة, مع توفير البديل الشيعي لمواجهة الغرب وإسرائيل، ومقارعة الغرب في الشرق الأوسط، بعد الفشل المتكرر للقومية العربية.
ينبغي على إيران استكمال برنامجها النووي وتحقيق الوصول إلى القنبلة النووية، مما سيضطر المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى لتسوية المظلة النووية الأمريكية أو الباكستانية، بل وربما تختار إطلاق برنامج نووي خاص بها، وبالتالي فتح سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.
السعوديون أكثر من تخوفهم من اليورانيوم المخصب أو بضعة آلاف من المقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية -داعش- سيظل السعوديون تحت التخوف من الشيعة بقيامهم في التخصيب النووي لمستويات عالية, كذا التخريب في شرق المملكة (المناطق الغنية بالنفط ويقطنها السكان الشيعة) إضافة إلى الجنوب (طول الحدود مع اليمن).
استيلاء الحوثيين على صنعاء، يشكل في مضمونه الانتصار الإيراني في معركة ضارية ضد المملكة العربية السعودية قرب حديقتها الخلفية. وتزداد تخوفات الموقف السعودي بقوة التهديدات التي أظهرتها إيران، التي تكتسب موطئ قدم عند مدخل البحر الأحمر والممرات الدولية الرئيسية للشحن، ووضوح الصورة في أن إيران لا تنوي التوقف عند هذا الحد. من وجهة نظر إيران، يعتبر اليمن جزءً من سلسلة الانتصارات "السماوية"، كما يدعي خامنئي، كما أن ذلك يعيد لإيران مكانتها باعتبارها القوة الإقليمية القائمة على أنقاض النظام العربي والقوى العظمى القديمة.
* هوامش:
- مايكل (ميكي) سيغال، كولونيل متقاعد, يعمل خبيراً في القضايا الإستراتيجية مع التركيز على إيران، والإرهاب، والشرق الأوسط، هو أحد كبار المحللين في مركز القدس للشؤون العامة والاستبصار الحذر
-معهد القدس للشؤون المعاصرة معهد أبجاث رائد ومستقل, متخصص في الدبلوماسية العامة والسياسة الخارجية. تأسس في عام 1976، وقد أنتج المركز مئات الدراسات والمبادرات من قبل كبار الخبراء في مجموعة واسعة من المواضيع الإستراتيجية.
* ترجمة | أمين الجرادي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.