في الوقت الذي دخلت فيه الكرة اليمنية مرحلة الجمود حالياً على اثر وصول مسيرة بطولة دوري فرق النخبة الى خط النهاية ونظراً لصعوبة تسيير منافسات بطولتي كأس رئيس الجمهورية والوحدة، يطل من جديد الاسطورة علي محسن المريسي من خلال البطولة الموسمية التي تحمل اسمه وانطلقت كأهم المنافسات الرياضية في نسختها التاسعة عشرة خلال أيام الشهر الفضيل . ومنذ مطلع تسعينيات القرن الفائت حرصت القيادات الكروية بمحافظة عدن على الاستنجاد بالأسطورة الراحل علي محسن -رحمه الله- نجم هجوم اليمن وفريق الزمالك المصري الأسبق وذلك عبر تنظيم النسخ ال(18) للبطولات الرمضانية السابقة التي حملت اسم الأسطورة المشهور بلقب "أبو الكباتن" ولتحريك حال الجمود الرياضي في عدن التي تناقلت فيها المستديرة للمرة الاولى عام 1905م .
وفي حين تتواصل حالياً منافسات النسخة التاسعة عشرة من بطولة علي محسن وذلك وفاءً وعرفاناً لخير من مثل الكرة اليمنية وسفيرها الأول بمشاركة (12) فريق من عدن بالإضافة إلى أندية نصر الضالع وحسان ونادي الانطلاق من لحج فقد تزامن تنظيم بطولة العام الماضي مع احتفال أسرة الكرة اليمنية بالعيد السبعين لميلاد هذا ألأسطورة المولود في عدن يوم (16/9/1940م) .
وكان علي محسن بدأ ممارسة كرة القدم في نادي الغزال في عدن الذي حمل لاحقا أسم نادي الشعب ثم الميناء قبل ان يذهب للدراسة في جمهورية مصر العربية عام 1950م فسكن في حي الدقي وعاش مع أسرة مصرية ولعب الكرة في حواريها ولفت الأنظار اليه من خلال لعبه بشكل متواصل نتيجة تعثر التحاقه بالدراسة في عامه الأول في مصر بسبب رفض الثانوية الإبراهيمية انضمامه اليها آنذاك. وبدأت شهرة المهاجم اليمني الأعسر بعد خوضه نهائي كأس مصر بصفوف الزمالك أمام الأهلي عام 1958م على ملعب الترسانة وقد سجل أحد هدفي الفوز الزملكاوي بينما بلغ ذروة تألقه الكروي مطلع الستينيات من القرن الماضي عندما حقق لقب هداف الدوري كلاعب محترف في الزمالك أعوام 1960م، 1961م، 1962م بشكل دفع الشارع الرياضي المصري للمطالبة بمنح علي محسن المريسي الجنسية المصرية لكنه رفضها متحججاً بتمسكه بجنسيته الأصلية . اليمن بدورها لم تخذل أبو الكباتن فأطلقت اسمه على أحد ملاعبها الشهيرة بالعاصمة اليمنية صنعاء لتخلّد ذكرى أعظم من أنجبته الكرة اليمنية وليتذكره الجميع كل رمضان من خلال البطولة الرمضانية الأشهر في اليمن.