سلطت الصحافة الأمريكية الضوء على تطور الأحداث الحاصل في اليمن، فمن جانبها حذرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير من احتمال انهيار اليمن مع إحراز مقاتلي القاعد لمكاسب هائلة، بحسب ما أفادت الأممالمتحدة. واعتبرت الصحيفة هذه التطورات بمنزلة انتكاسة للمسلحين الحوثيين الذين أصبحوا المسيطرين الفعليين على الجيش في اليمن، منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء. ولفتت الصحيفة إلى أن اليمن بات على وشك الدخول في أزمة اقتصادية حادة وأن الاضطرابات السياسية التي سادت خلال الأسابيع الماضية ساهمت في تعزيز نفوذ تنظيم القاعدة في البلاد. واعتبرت الصحيفة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يمثل التهديد الأكبر بالنسبة للمصالح الغربية، ولذا ينشر الجيش الأمريكي وحدات صغيرة من قواته في اليمن للمساعدة في إدارة حملة هجمات الطائرات بلا طيار ضد التنظيم، فضلاً عن توفير برامج التدريب للجيش اليمني. تعامل أمريكا مع الحوثيين من جانبها، تناولت صحيفة لوس أنجلوس تايمز كيفية تعامل الإدارة الأمريكية مع الحوثيين في اليمن، مشيرةً إلى أن الحوثيين أو المتمردين الشيعة، الذين أعلنوا الأسبوع الماضي أنهم سيطروا على الحكومة في صنعاء، لا يبدو أنهم حلفاء طبيعيون للولايات المتحدة. وتساءلت الصحيفة عن أسباب حرص الولاياتالمتحدة على التحدث مع منظمة تسعى لتحجيم التدخل الأمريكي في بلادها، موضحةً أن الحوثيين وحلفاءهم هم من يسيطرون على اليمن، وهي أحد الميادين الرئيسية في حرب الولاياتالمتحدة على تنظيم القاعدة. ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعدون فرع تنظيم القاعدة في اليمن التهديد الأكبر، لميله للقيام بعمليات بعيدة المدى ضد الأمريكيين، حيث حاول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تفجير طائرات أمريكية أكثر من مرة، ولكنه لم ينجح. وأوضحت الصحيفة أن الصراع بين الحوثيين وتنظيم القاعدة ليس طائفيا، بل هو صراع تقليدي على النفوذ. حيث سيطر الحوثيون على معظم الجزء الشمالي الغربي من اليمن على مدى قرون، وشعروا بقلق عميق من دخول تنظيم القاعدة إلى جنوب الأراضي التي يسيطرون عليها. انهيار اليمن وقالت صحيفة واشنطن تايمز إن "المتطرفين الإسلاميين صعدوا هجماتهم منذ أن سيطرت جماعة الحوثيين الشيعية المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) الماضي، وبدأت التوسع ونشر نفوذها في رقع أخرى من البلاد بعيداً عن معاقلها في شمال اليمن، محذرةً من انهيار اليمن". انتكاسة للحرب ضد القاعدة نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم إن "إغلاق السفارة الأمريكية في اليمن سيرغم وكالة الاستخبارات المركزية على الحد بشكل كبير من مشاركتها في جهود مكافحة الإرهاب في البلاد"، معتبرين "قرار الإغلاق يمثل انتكاسة كبرى بالنسبة للعمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة". وجاء قرار إجلاء الأمريكيين على خلفية المخاوف المتزايدة بشأن الوضع الأمني في صنعاء، حيث نجح المتمردون الحوثيون في الإطاحة بالحكومة، وصورت لقطات بثتها النشرات الإخبارية المقاتلين الحوثيين، وهم يقودون السيارات التي تركها الدبلوماسيون الأمريكيون خارج المطار قبل رحيلهم. ولفتت الصحيفة إلى أن انهيار الحكومة اليمنية تمخض عن تعطيل بعض عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن، وضاعف من حجم التحديات والعقبات التي تؤرق الاستخبارات الأمريكية. مواجهة الإرهاب من جانبها، رأت صحيفة كريستيان ساينس مونتور أن "نموذج مكافحة الإرهاب في اليمن بات في حالة يرثى لها"، مشيرةً إلى أن "السعودية تشعر بالقلق من صعود مسلحي وسياسيي الحركة الحوثية وقربهم من حدودها أكثر من قلقها بشأن تهديدات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية". وأكدت الصحيفة أنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تعد نفسها لواقع جديد باليمن، بعد سيطرة الحوثيين على السلطة سواء كان شعار "الموت للولايات المتحدة" أجوفاً أم أنه يعبر بشكل حقيقي عن توجهات الحركة الحوثية.
