بعد أن أعلنت قيادة الثورة البيان الدستوري واستمرت في السير بخطى الثورة نحو تأسيس بناء الدولة عبر مرحلة انتقالية مزمنة وإعلان نيتها عن تشكيل مجلس رئاسة وحكومة مؤقتة قد خلق هذا الإجراء تعنث رسمي كبير وشديد من قبل ممثلين النظام المخلوع في بعض المحافظات في الشمال والجنوب . حيث قد قامت قيادة السلطة المحلية في محافظة عدن ولحج وأبين باستدعاء القوى السياسية ومخاطبة قوى الحراك الجنوبي للوقوف إلى جانبها أمام إعلان الثورة وقياداتها لهذه الإجراءات المذكورة سلفاً تريد قيادة هذه المحافظات الثلاث تمزيق الجنوب إلى إقليمين من خلال إعلان بعض البيانات الرافضة الاعتراف بإجراءات الثورة وقيادتها تحت مسمى إقليم عدن وهذا العمل يتناقض مع مخرجات الحوار التي لم تتفق القوى المشاركة فيه على تقسيم الأقاليم في هذا الوطن . وأيضا عدم الاعتراف بشرعية الثورة الشعبية يعتبر أنهاك لشرعية الجماهير وعدم احترام تضحية الشعب وشهدائه ويدل على تمسك هذه القوى التابعة للنظام المخلوع بمصالحها إلى درجة زعزعة الأمن والاستقرار والتسبب ببعض النواقص وانقطاع الخدمات العامة للمواطن البسيط التي تمسه إجراءاتهم الغير قانونية والغير شرعية مباشرة . وحاولت هذه القوى التابعة للنظام المخلوع استخدام القضية الجنوبية والحراك الجنوبي لكي تتستر خلفهم في الدفاع عن مصالحها وهي أصلا من حاولت القضاء عليه ووجدت في الحكم لكي تنهيه وتلغي مشاركته في إدارة الدولة حيث قد أصبحت محسوبة على الجنوب وشراكته وهي لا تعمل لمصلحته حتى من النواحي القانونية والحقوقية والخدمية بل تعمل لمصلحتها الشخصية وتزيد من معانة شعب الجنوب وتدهور حالته المعيشية والأمنية. يفترض على قيادة الحراك حسب رأي أن تناء بنفسها من التحركات التي تقوم بها هذه القوى المهزومة او أي من الحركات الإرهابية ولا تسمح لأي من هذه الأطراف أن تلبس ثوب الحراك الجنوبي الذي يمثل القضية العادلة والسياسية والقانونية النظيفة ويفترض على الحراك وقيادته أيضا أن يدعموا الثورة في صنعاء من الناحية السياسية بالتأييد والمباركة لما قامت به الثورة ولا يتبعوا نهج الأحزاب التابعة للنظام والتي تنهج نفس طريقة التآمرية على الجنوب وعلى الشعب اليمني كله ونحن نراقب مواقف هذه الأحزاب السلبية حتى يومنا هذا . لأن هذه الثورة المباركة قد قضت على تحالف نظام حرب صيف 94م بشقية المؤتمر والإصلاح وهذه الخطوة الثورية تعكس انتصاراً كبيراً لقضية شعب الجنوب لكون النظام البائد هو من أحتل الجنوب ودمر جيشه وأمنه وتكون قيادة الحراك بهذه الخطوة قد أظهرت حسن النوايا تجاه الثورة الشعبية المنتصرة في صنعاء أن شاء الله وتدفع الثورة إلى التعاطي الايجابي والجاد مع القضية الجنوبية ويجب على قوى الحراك الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية وعدم السماح لأي من المنظمات الإرهابية التوغل في الجنوب والشمال او احتلال المعسكرات فيه لأن هذه المعسكرات هي لأبناء الشعب في الجنوب واحتلالها من قبل المنظمات المتطرفة يشكل خطراً حقيقي على الجنوبيين لقد حاولت هذه المنظمات الارهابية في الآونة الأخيرة احتلال المعسكرات في مأرب وشبوه تحاول فرض أمر واقع تثبت من خلاله لنفسها ومن يمولها بأنها موجودة لا زالت قادرة على فعل شيء على الأرض لكن في الواقع الملموس وبحكم الجهود الجبارة التي يبدلونها أفراد القوات المسلحة واللجان الشعبية قد استطاع وان يحدوا من أعمالها الإرهابية والتخريبية إلى حد كبير وفي الكثير من المحافظات وخاصة بعد انتصار هذه الثورة وإعلان قيادة القوات المسلحة ولائها للثورة والوطن . لقد كان النظام المخلوع يمارس التجاهل واللا مبالاة لما تقوم به هذه المنظمات الإرهابية ولم يعمل على التصدي لها وعند ارتكابها للجرائم بحق الشعب والوطن كان يندد ويستنكر مثله مثل بقية أفراد الشعب اليمني وكأنه لا يملك أي قوة عسكرية ولا يقوم بدعم اللجان الشعبية التي تتصدى لها وهذا يدل بكل وضوح على أن النظام هو من كان داعماً ومؤيداً لهذه المنظمات التي كانت تغتل المواطنين بالمئات ولا زالت . يفترض علينا كيمنيين ان نقف بجانب الثورة في صنعاء ونؤيدها ونباركها لأنها ثورة كل الشعب لقد عانينا كل ويلات الظلم والتعسف وانعدام الأمن والاستقرار والفقر والمرض هل ما عانيناه منذ أكثر ثلاث عقود لا يكفي ان دعم هذه الثورة ونؤيد إجراءاتها ونأمل أن تستطيع ان تغير تاريخ حياتنا القادمة الى الأفضل أن شاء الله ونكون نحنا مشاركين ومراقبين هذا التغير القادم . لقد قضت هذه الثورة على عصابات منظمة لم تزيح ملائكة بحيث ان نحن نخاف من القادم دعونا نتفاءل ونثق بقيادة الثورة الجديد ولا نحكم مسبقاً على الأمور لأن التجارب كثيرة ومريرة التي مرت علينا وقد اعطت درساً كبيراً لكل من يحكم في المستقبل بأن يعملوا على تصحيح وتفادي إشكالات وماسي الماضي السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأي قياده قادمة ستقود البلاد بعد هذا العناء الطويل ستحاول اثبات الافضل لهذه الأمة في أمنها ومعيشتها وحل قضاياها السياسية دون أي شك لأن الواقع المرير الذي تمر به اليمن والمنطقة العربية قد جعل كل انسان واعي وسياسي يحذر ويتنبه لحياة ومستقبل شعبه ووطنه ويتعامل مع الواقع من واقع المسؤولية الدينية والوطنية والسياسية ومن يحاول الخروج عن هذه الثوابت سيجد نفسه أول من يصطدم بنتائجها الشعبية الرافضة والمقاومة لعدم تكرارها .