عبداللاه الضباعي على مدى عقدين من الزمن أثبت الواقع فشل القيادات التاريخية والأحزاب السياسية التي جاءت مع المحتل أو تلك التي أنشئت في ظل الاحتلال وتحت جناحيه ،فشلت في تقديم أي شيء يذكر إلى المواطن والوطن الجنوبي، فأفعال بعض هذه القيادات التاريخية مخالفتاً لأقوالها فهيا لم تجسّد روح التصالح والتسامح الحقيقي وما زلت تكتنفها الأجواء الضبابية في التعامل مع بعضها ويسودها عدم الثقة وتتنازعها الأهواء والأنانية والسلوك غير السوي في التعامل مع القضية الجنوبية من خلال التسابق على إدارة العملية السياسية وفق أهوائها، حيث أوجدت بتصرفاتها الهوجاء فكرا عقيماً غير قادر على النهوض بالقضية الجنوبية، فجميع تصرفاتها وشعاراتها تتجه نحو التخوين والإقصاء والتعبئة الخاطئة التي تتسق مع مصالحهم الذاتية الأنانية الضيقة . أن هذه القيادات بأفعالها هذي أثبتت بما لا يرقى إلى أدنى مجالاً للشك أنها غير قادرةً على إدارة دولة .. طالما ان لغة الصراع هي منهجها السائد، ولم تدرك هذه القيادات والمكونات أن القضية الجنوبية قضية شعب لا قضية نخب سياسية كما قد يفهمها أو يفسرها البعض، فالواجب وضرورات المرحلة التي يمر بها الجنوب تتطلب قبل كل شيء بأن يوضع جانباً كل ما من شأنه تمزيق الصف الجنوبي والترفع عن الصغائر والأفق الضيقة والإقرار بكل القوى الوطنية الفاعلة في الثورة الشعبية الجنوبية والقائم دون استثناء, وخاصة المتقاعدين وقوى الشباب التي استطاعت أن تحرك الشارع الجنوبي وعلى امتداده في وحدة متكاملة هزت أركان النظام، وصرخت عاليا لا للاستبداد نعم للحرية نعم للكرامة نعم لتقرير المصير، محطمةُ بذلك جدار الصمت والخوف من آلة القمع والاستبداد لنظام صنعاء الغاشم. أن الجنوب اليوم أرض وإنسان يعيش تحت ركام الظلم والظلام وقسوة المعانة ومن المفترض أن يكون هناك رجال قادرين على الظهور بالمظهر اللائق الذي يمثل الثقافة البديلة والصحيحة لما هو موجودا الآن على الساحة أو ما سبق ذلك، رجال ينظرون للقضية الجنوبية من منظور استحقاق وطني اولاً واخيراً . أن تداعيات الأحداث والمرحلة تتطلب ضرورة ايجاد قياده شابه تنبثق من رحم المعاناة من رحم الظلم والتهميش تقود العمل السياسي الثوري للحراك وثورته السلمية .. قيادة شابه بدماء جديدة وبعقول متفتحة للمتغيرات الدولية ومستوعبة للواقع الإقليمي والدولي. لذلك مطلوب اليوم قبل غداً العمل على وحدة الصف الجنوبي والعمل بالاتجاه الصحيح على طريق لم شمل الصف الجنوبي داخليا وخارجيا وسد المعابر أمام محاولات النظام التي تسعى لبعثرت وإجهاض هذه الثورة الشعبية الجنوبية بشتى الوسائل، فمنذ ما يربو على سبع سنوات أثبت الحراك الجنوبي السلمي أن القضية الجنوبية وإن حاولت بعض النخب السياسية التعبير عنها أو الحديث باسمها فإن ذلك لا يغير من كونها قضية شعبية يعتبر الحراك السلمي هو حاملها الحقيقي وداخل الحراك أو الثورة الجنوبية ينضوي عدد غير قليل من القوى السياسية والمكونات والحركات والمنظمات وغيرها من فعاليات المجتمع المدنية جميعها تعتبر القضية الجنوبية قضيتها وتعبر عنها بأشكال ووسائل مختلفة .وعليه فأن نجاح التوافق الجنوبي مرهون بمدى تفاعله مع نبض الشارع ومعبراً عن مطالبه وآماله وارادته تعبيراً صادقاً فهناك تحديات كبيره تعترضه. لذلك فأن الأهمية تتطلب ضرورة إيكال إدارة دفة القيادة للقيادات الشابة القادرة على تقديم كل شيء للقضية الجنوبية ، قيادات تتسم بالحكمة وتقرأ الأمور ببعدها السياسي والوطني وتمتلك الطموح الخالي من الرواسب ونزعات الذات وتؤمن بقضية الجنوب إيمانا مطلقاً ، وتضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل الأحزاب والمكونات والأفراد . لقد آن الأوان للقيادات الحبيسة لخلافاتها أن تتحرر من قيودها ورواسبها أو تتنحى جانباً وان تفسح المجال لشباب الجنوب الواعي والصامد في ساحات الشرف والبطولة لأن يقود الجنوب ويتحمل المسؤولية التاريخية صوب الحرية وتقرير المصير. اما اذا ظلت هذه القيادات التاريخية الميؤوس من تاريخها الملطخ بدماء الاحرار الجنوبيين والتي اصبح البعض منها غير مقبول لا محلياً ولا اقليمياً ولا دولياً ، فلن تقوم للجنوب قائمه ولن يحقق الجنوب بهم اي هدف او غايه . فمثل هذه القيادات البائسة التي كانت اساس المشكلة القائمة لا يمكن أن تكون جزءً من الحل ، عدن اوبزيرفر