ما تشهده الساحة الجنوبية اليوم من حراك جماهيري دليل قاطع على أن النظام مهما غل في استبداده وطال أمد تسلطه فإنه آيل للسقوط إن لم تتدارك إرادة الجماهير،ولابد أن ترضخ لإرادة الجماهير يوما وتدعها لتقرر مصيرها لبناء مستقبلها بالشكل الذي يضمن مصالح الشعب الجنوبي عموما دون إلغاء أو تهميش لأي جزء منه مهما كان صغيرا.. وكانت دوما المنطلق لأية نشاطات ترمي إلى رص الصفوف الجنوبية المناهض للاستبداد وصنوف الأجهزة القمعية التي يسخرها النظام على مختلف الأصعدة ضمانا لإجهاض القضية الجنوبية فكيف لنا نحن أبناء الشعب والمعتبر جزءا محوريا من الحراك الشعبي الجنوبي القائم الهادف باستعادة الدولة الجنوبية عبر الطريق السلمي لبناء دولة حرة مدنية ديمقراطية تعددية، جنوبية لكل الجنوبيين ، والكل فيها سواسية أمام القانون..
ألم يحن الوقت بعد أن تقر إطراف وأصحاب القضية الجنوبية وجميع المكونات الجنوبية في الجنوب بالوقوف إمام قضيتهم دون تهميش طرف وإلا فكيف لها أن تعتبر نفسها ساعية إلى التغيير والديمقراطية ، في حين تجد بعض الخطابات من يحاول إذابة الآخرين كما يحاول البعض عبثا ، فالجنوب لكل الجنوبيين دون استثناء.
إن منطق التهميش والإقصاء قد ولى دون رجعة ، وقبول الآخر بات أمرا حتميا ، وهو أمرا مفروغا منه ولا جدال فيه، وأي مشروع باتجاه حل القضية على قاعدة الجنوب لكل الجنوبيين من غير إقحام لأية توجهات تجعل من حل القضية الجنوبية حكرا لجهة معينة دون غيرها ودون مستوى هذا السقف يعتبر انحرافا صارخا عن وحدة الصف الجنوبي وتفريطا بالتضحيات التي قدمها ولازال يقدمها أبناء الشعب الجنوبي بمختلف مكوناته .. إن المحاولات الرامية ومن أية جهة كانت تضع نفسها كممثل وحيد للقضية الجنوبية لإقصاء طرف أو بعض من لوحة الحراك الشعبي وهناك من يعزفون على نغمة الإقصاء بدوافع ذاتية حاقدة نسفت في الآونة الأخيرة جهود المستقلين والإمطراف الأخرى دون العمل الجاد لبناء الإطار الذي يلم شمل الجنوبيين في الخروج بمركز قرار سياسي جنوبي موحد على قاعدة الحامل السياسي للقضية الجنوبية . فالواجب وضرورات المرحلة التي يمر بها الجنوب بتطلب قبل كل شيء بأن يوضع جانبا كل ما من شأنه تمزيق الصف الجنوبي والترفع عن الأفق الحزبية الضيقة والإقرار بكل القوى الوطنية الفاعلة في الثورة الشعبية الجنوبية والقائم دون استثناء , وخاصة قوى الشباب الذي استطاع أن يحرك الشارع الجنوبي وعلى امتداده في وحدة متكاملة هزت أركان النظام الاستعماري ، وتصرخ عاليا لا للاستبداد نعم للحرية نعم للكرامة نعم لتقرير المصير ، محطما جدار الخوف من آلة القمع ..لذلك مطلوب اليوم قبل بكره العمل على وحدة الصف الجنوبي والعمل بالاتجاه الصحيح على طريق لم شمل الصف الجنوبي داخليا وخارجيا وسد المعابر أمام محاولات النظام التي تسعى لبعثرتها وإجهاض هذه الثورة الشعبية الجنوبية لتقرير المصير بشتى الوسائل .