لاشك ان كثيرا من قوى النفوذ الشمالية من مصلحتها ان يتوجه الرئيس "عبدربه منصور هادي"الى عدن الجنوب! ووجوده في عدن خاصة اذا ظل الرئيس يتغناء بالوحدة وجوده يخدمهم ويعطيهم مساحة أكبر يتحركوا فيها في الشمال وفي الجنوب الذي بداءت علامات نصره واستقلاله تلوح في الافق بعد ان تم اعتقال الرئيس هادي في صنعاء ووضعه تحت الاقامة الجبرية... فذلك عزز من وحدة الجنوبيين وجعل الكثير من القيادات المدنية والعسكرية في الجنوب ان تعلن وبصراحة وقوفها الى جانب شعبها المطالب بالحرية والاستقلال! وهذا ما اثار مخاوف كبيرة في الشمال لربما جعلت بعض قوى النفوذ في صنعاء ان تكون لها يد في افلات الرئيس هادي من قبضة الحوثيين ان لم يكن الحوثيين انفسهم قد اسهموا في ذلك حتى دون الرجوع الى قياداتهم في صعدة ... ان وجود الرئيس هادي في صنعاء وتمسكه بالشرعية على حد وصفه لاشك ان ذلك يصب في مصلحة تلك القوى النافذة في الشمال وعلى رأسها جناح الرئيس السابق"علي عبدالله صالح" الذي اعتقد انه المستفيد الأكبر من وجود هادي في عدن وهو بذلك يكون قد ضمن سلامته من اي صراع عسكري في صنعاء وضمن القدرة على المناورة السياسية ضد انصار الله الحوثيين الذي لازال يتحالف معهم حتى اللحظة! لكن تحالفهم هما جميعا يدركان انه ليس الا لتحقيق مصالح للطرفين لكنه منزوعة الثقة فيه من الجانبين! ولهذا اعتقد ان الايام القادمة ستكشف الهوة والخلاف بين صالح والحوثيين والتي ستطفوا على السطح عندما يبدا الرئيس السابق صالح في التحرك هنا وهناك سيتحرك ضد الجنوب وهادي بالحوثي والقاعدة وسيتحرك ضد الحوثي بالاصلاح والجنوب وسيحاول خلال فترة الصراع استقطاب التاييد الشعبي داخل اليمن وخارجها ولاشك انه لازال يمتلك علاقات دولية واقليمية ظلت مصالحها مرتبطة باسم صالح حتى اليوم! والسؤال المهم هل سيدرك الرئيس هادي انهم جميعا يتآمرون ضد الجنوب وشعبها ! هل سيدرك هادي انه غير مرغوب فيه من قبل معظم قوى النفوذ الشمالية! اذن فلابد للرئيس هادي ان يلعب اللعبة السياسية الصحيحة وعليه ان يدرك ان ممارسة العمل السياسي بالاسم الذي يرددونه المتمثل بالحفاظ على وحدة واستقرار اليمن عليه ان يعلم ان ذلك الخطر بعينه فسوا ان عملت معهم او مع شعبك فأنت خصم لابد من ازاحتك وكما تعاونوا عليك وازاحوك في صنعاء لاشك انهم سيتعاونوا على ازاحتك في الجنوب وبقوة أكثر! ندعوا الرئيس هادي ان يجعل الجنوب هدف له ولا بأس من المناورة والعمل السياسي ان كان يصب في الأخير نحو مايصبوا اليه الشعب الجنوبي الذي عانا ولازال يعاني من الويلات جرا ماحدث ويحدث له منذ اجتياح الجنوب في صيف 1994م حتى اليوم الرئيس هادي انت أكثر قيادي جنوبي منحك القدر أكبر الفرص التي لا تتعوض ولن يكررها التاريخ ابدا! فاما لك ان تنتصر فيها وتحقق مالا استطاع غيرك تحقيقه او ان يكن لك رأي آخر ستثبت لك الأيام والاحداث القادمة انه كان الرأي والخطاء الفادح في مسيرة حياتك...والله ولي التوفيق