مازلت أطمح بحراك وطني ، من رحم الشعب ، بمطالبه وتوجهه ، حراك غير مدفوع من حزب او طائفة ، رغم كل المجريات التي تحدث في البلاد مازلت أرى الشعب الحقيقي صامت او يكاد يكون نائماً " الشعب بمعنى الشعب " الذي سينقذ نفسة واليمن أذا ما تيقض لحقيقة الامر ، أنتظرت صحوة الشعب في الشهور الاخيرة من العام الماضي 2014 وحتى الان وكنت أستبشر بكل مرة أسمع فيها هتاف بخروج الشعب إلا ان أنصدم في كل مرة أتعمق فيها بسبر اغوار كل ما يجري لأجده لم يتعدى بعد كونه مواجهه او تناحر بين اطراف سياسية الوطن بعيد عنها كل البعد . أجدني الان مؤمن بأن الجميع بدءً بالرئيس السابق والحالي ومروراً بأحزاب موفنبيك ومليشيات الحصبة و مران وجماعات أبين وصعدة وحراك تهامه وعدن وسبأ وحركة رفض وإنقاذ والمنسقية العليا واللجنة الثورية ، جميعهم رغم الاختلافات والتباين البارز بينهم يلتقون في بوتقة " إقصاء المصلحة الوطنية وتجزئتها " في أطار مشروع مجهول هم أدواته بحيث يمثل طرف منهم فيه السندان والاخر المطرقة واخر النار واخر قضيب الحديد واخر الماء ، ليتبادلوا الادوار لانتاج ما كان غير موجود كمبرر لان يكون الحل في اليمن " دولة فدرالية " .
وبرز ناجهم في ذلك مؤخراً حين لمس المواطن والمجتمع الدولي حقاً الاختلافات المناطقية والسياسية والطائفية والاجتماعية في أسوء صورها حين أبرزتها ممارساتهم للسطح كقضية حقيقية ، في حين ان القضية الحقيقية للشعب كانت لا تتعدى محاربة الفساد و البحث عن المواطنة و المساواة - حقوقها و مسؤلياتها - وكانوا جمعيهم قادرين ان صدقوا في الالتقاء بممارسات تخدم تلك القضية الا انهم في واقع الامر على العكس تماماً ..
وفيما كان المواطن الحقيقي يرفض أي شكل من أشكال تبعيض او تجزئة اليمن في ظل وحدتها الانسانية والجغرافية والثقافية والفكرية والتاريخية ، فقد هيئوه بنتيجتهم القذرة " أي تلك الاطراف " لقبول الدولة الإتحادية التي تفرضها صراعات تكاد تكون حقيقية حتى بالنسبة للمواطن و قد تكون طويلة الأمد بين أقاليم الدولة ، بطبيعة الحال سيسلم المواطن غداً لأي أنفصال او استقلال لايً من تلك الاقاليم كأمر واقع في ظل التراكمات التي تنسج منذ 2011 بغية ذلك دون موقف جرئ يُقدم فيه الوطن على كل شيء .
وبكل أسف أجدني مرغماً على ان اقول بأن المشكلة التي كانت المركزية واللامركزية أصبحت اليوم الهوية واللا هوية والانتماء واللا إنتماء وحتى الموعد الحقيقي مع ذلك اخشى ان يستيقض المواطن من سباته ليقول " أصلاً عادي " .