على طريقة التسوية السياسية الجارية في اليمن منذ توقيع فرقاء العمل السياسي في صنعاء المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر 2011م يسير هادي اليوم رغم ما تلاها من احداث ومستجدات المبادرة لخليجية سالفة الذكر أتت كنتاج للتسوية السياسية التي قادتها الرياض مضمونها تقاسم السلطة بين المعارضة والنظام مقابل خروج صالح من الحكم وانهاء ثورة الشباب، لذلك تقاسم المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه الحكومة ومفاصل السلطة واختير هادي كرئيس توافقي للمرحلة الانتقالية في البلاد. حكومة هادي لم تقيل او تحاكم قيادات النظام السابق بل غربلة أوضاعهم والكثير منهم تم تكريمهم بمناصب اكبر مما كانوا يشغلونها قبل ثورة الربيع التي اجتاحه البلاد، فمثلاً رقي ابن الرئيس صالح من منصب قائد حرس الى منصب سفير وعمار وطارق من قادة الويه ووكلا الى ملحقين عسكرين بالخارج والبعض منهم جمد وضعه ظاهرياً لاكن ضل شخصاً نافذاً يمتلك بيده كثير من الأمور ورغم قيام حركة 21 سيتمبر2014م الحوثية لتصحيح مسار الثورة الا ان التوازنات استمره على ذلك النحو رغم تغيير بعض شخوص اطراف الصراع في السيطرة على القرار.
بعد تلك التحولات وحالات المخاض للثورة الازمه في اليمن اصبح العميد عبد الحافظ السقاف وهو موضوع حديثنا , راس حربة انصار الله في الجنوب والذي لم يقتصر دوره على إدارة الصراع مع الحراك بل تعداه للوصول الى مليشيات هادي في عدن رغم علاقات النسب والصداقة التي تجمع اخو هادي وعدد من القيادات الموالية للرئيس بالسقاف والتي كانت سبباً في تجاوزهم للكثير من المصاعب والمحن التي تفجره بين انصارهم في عدن منذ استقالة هادي من الحكم في اليمن.
مع هروب هادي الى عدن كان من الضروري احداث بعض التغييرات في المناصب الأمنية والعسكرية لإظهار جدية الصراع القائم بين انصار الله وهادي وعلى راسها قائد القوات الخاصة في عدن عبد الحافظ السقاف، لذلك نجد ان هادي استدعى كتالوج التسوية السياسية الذي اوصلته للحكم في اليمن.
واصدر على ضوء ذألك قراره ليس بأفاله السقاف بل بتكريمه من خلال ترفيعه من درجة مدير اداره الى درجة وكيل وفقاً للقرار الجمهوري الذي أصدره مساء امس من عدن , بينما في نفس الوقت اهان جواس بتنزيله من قائد محور وقائد لواء الى درجة مدير إدارة وتعيينه قائداً لفرع القوات الخاصة في عدنواعتقد ان الهدف الرئيسي من هذا التغيير كله يكمن فيما يلي :_
1- اظهار هادي للعامة ظاهرياً استهدافه لراس حربة انصار الله في عدن عبد الحافظ السقاف الذي يجاهر منذ اليوم الأول لسقوط صنعاء بدعمه وتأييده للحوثيين والحوثي في ظل ازدياد المعارضة الشعبية لهم التي تقودها بعض الأحزاب والجماعات الدينية المناهضة لهم في الجنوب . 2- إيجاد هادي مساحة واسعة لحركة ميلشياته المسلحة واحلالها بطريقة غير مباشرة محل القوات الخاصة في عدن او دمجها معها. 3- احتفاظ هادي بعلاقات عميقة مع جميع الأطراف بما فيها من يدعي خصومتهم وتمكينهم من مناصب رفيعة في سلطات الدولة كما عمل مع السقاف وغيره في اطار اجنده غير ظاهره للعلن خاصه وان انصار الله لايمتلكون حتى الآن أي موطئ قدم في مصلحة الأحوال المدنية المحسوبة على قيادة الاصلاح. 4- تعيين المتهم بقتل حسين بدر الدين الحوثي العميد جواس لتحقيق هدفين الأول اظهاره للشعب ان تعيين جواس يأتي في ا طار التحدي للحوثي بإزاحة نصيره السقاف واستبداله جواس الذي قاد الصراع معهم في حروب صعده وقتل سيدهم في مران ..وثانياً ارسال رسالة أخرى للجنوبيين وقوى التصالح والتسامح ان هادي يميل اليهم والدليل تعيينه احد خصومه السياسيين من ردفان. 5- تعيين جواس قصد منه هادي ابعاد السقاف وجماعته عن أي مواجهات قادمه يخطط لها في ضرب ساحات ومسيرات الحراك خلال تواجده في عدن وإيجاد غطاء لأفعال ميلشياته بتحميلها شخص محسوب على الحراك.
في الأخير نقول ان هادي بقراراته الأخيرة انقذ السقاف ورفعه الى مكان عاليا وفي نفس الوقت احرق جواس ,الذي كان من المفترض ان يعينه ان كان صادقاً قائداً لمحور العند واللواء 201 هناك كما فعل مع بن فريد العولقي الذي عينه قائداً لمحور عتق وقائداً للواء 19 ببيحان لاحتواء مشكلة هذا اللواء خاصة وان الحالة في ردفان متشابهه مع مثيلتها في بيحان .
لهذا فأن تعيين جواس في اختصاص غير اختصاصه وفي درجة اقل من درجاته بكثير وفقاً للقرار الجمهوري رقم (169) لسنة 1995م الخاص باللائحة التنظيمية لوزارة الداخلية والقرارات الجمهورية الصادرة في عام 2012م الخاصة بالهيكلة التنظيمية للقوات المسلحة والقرارات ذات الصلة بقوام القوى والأسلحة والتشكيلات العسكرية في القوات المسلحة للجمهورية اليمنية.