علي عبد الله صالح وحلفاؤه عندما يهددون بغزو المحافظات الجنوبية والشرقية وتحديدا العاصمة عدن اعتقادا منهم بأنهم يستطيعون تكرار تجربة 7/7 عليهم ان يتأكدوا جيدا أن الاوضاع السياسية والاجتماعية في الجنوب قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه عام 94 م كما أن عليهم أن يتذكروا أن من اسقط تلك المحافظات في ذلك العام هم الجنوبيون بسبب غباء وسذاجة وجهل القيادات السياسية الجنوبية وليس الجيش الشمالي الذي لم يدخل يوما في تاريخه الطويل حربا مع أعدائه وخرج منها منتصرا بل دائما وأبدا هو المهزوم حتى أثناء حروبه مع الملكيين بعد الانقلاب العسكري عام 62م رغم كل الدعم المالي والعسكري ومشاركة الجيش المصري بقواته في ميادين المعارك وسقط على أثرها اكثر من عشرين الف قتيل مصري من غير الجرحى والمعاقين فكان من اهم تداعيات تلك المشاركة هزيمة 1967 م . التي سرعت ايضا بعودة الجيوش المصرية من اليمن الى بلادها وعلى ضوؤها انتهت تلك الحرب الاهلية بين الملكيين والجمهوريين التي خرج منها الملكيين منتصرين بعد اللقاء الذي جمع جمال عبد الناصر والملك فيصل . لقد عرف عن الجيش اليمني بانه جيش قبلي ولائه لم يكن يوما للوطن فهو جيش مرتزق ولائه لمن يدفع لأفراده الأموال كما قال احد شعرائهم أثناء تلك الحرب : لا نا قبيلي ولا نا قبيلي لحد ما دولتي الا من ملاء جيبي قروش كما عرف عنه ايضا بين أوساط المواطنين ولسنوات طويلة بأنه كان جمهوريا في الصباح وملكيا في الليل , وكما وصفه الرئيس السابق علي عبد الله الح في مقابله له مع الاعلامي احمد منصور بأنه جيش لا يصلح للقتال بل للاستعراضات العسكرية في ميدان السبعين عند اقامة المناسبات الوطنية . جميعنا لازال يذكر حروب ذلك الجيش الستة ضد مليشيات الحوثيين في محافظة صعدة وكيف خرج منها مهزوما وهنا لا يفوتنا الا ان نذكر من لازالوا يفكرون في تكرار حرب صيف 94 م بالحربين التي اندلعت بين الجيشين الجنوبي والشمالي عامي 1972 م و العام 1979 م والتي خرج منها الجيش الجنوبي منتصرا . وعن نظام علي عبدالله صالح وقبيلته سنحان وجيشه المغوار قال أحد شعراء قبيلة مراد وهو مقطع من اشعار الزامل : قالت مراد العار من يصبر على الباطل حمار سنحان حكمه جار محصول اليمن كله لهم قد زاروا الاقطار قد افسلهم عمل مصنع ودار واحنا ورا الاجدار قالوا عيب نفعل مثلهم دخل اليمن كله لسنحان وبن الاحمر والباقيين ساروا ضياع قد اصبح اليوم البتول قايد معسكر والملحقة قايد قطاع واليوم لن تفيد نظرية النازي الالماني جوبلز الاعلامية نفعا والقائلة : اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس والتي سبق ان أجادها علي عبدالله صالح بكفاءة عالية في حرب 1994 م ولأسباب كثيرة يطول الحديث عنها اكتفي هنا . وأخيرا ان ما حدث ليلة 21 من سبتمبر الماضي لذلك الجيش الجرار بكل اسلحته البرية والجوية والبحرية على يد مليشيات انصار الله قد مثل لطخة عار على جبين كل فرد من افراد المؤسسات العسكرية والأمنية داخل العاصمة صنعاء وستبقى عقود طويلة ولن تمحى اثارها السنوات والعقود القادمة .