مسيرة حاشدة في جامعة صنعاء رفضا للإساءة الأمريكية الصهيونية للقرآن الكريم    حضرموت تطوي صفحة العليمي... سفيرة بريطانيا تتجاهل وحدة اليمن وسلامة أراضيه(توثيق)    حين يهاجر حزب الإصلاح إلى لندن... ويترك اليمن للضياع والخطب    السعودية توقف تصاريح ميناء عدن والامارات تسيطر على نشطون    إنشاء أكبر بحيرة مائية في أمانة العاصمة    لن يغزى الجنوب مرة أخرى بفتوى    الماجستير بامتياز للباحث عبدالله صبرة من الاكاديمية اليمنية العليا بصنعاء    مصرع 14 مصريا بحادث غرق قارب هجرة قبالة اليونان    تتويج عثمان ديمبلي بجائزة الأفضل لعام 2025    تشمل سوريا وفلسطين.. ترامب يوسع قيوده على دخول الأجانب    التوتر يعود إلى الواجهة في حضرموت.. الحلف يتهم والعسكرية الثانية تنفي    المقالح: الحديث عن أخطاء الماضي يشغل الناس عن قضاياهم الملحة    تشكيلات تابعة للمجلس الانتقالي تداهم منزلًا في سيئون وتختطف أربعة أشخاص    مصدر في ميناء عدن يكشف حقيقة توقف الحركة الملاحية في الميناء    بهدف تعزيز الاكتفاء الذاتي: عطيفي ومقبولي وعطيفة يذللان صعوبات مصانع الحديدة    عمال ميناء عدن يحتجون للمطالبة بأراضيهم التعويضية    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ أحمد عبدالله ناصر دغيش    اوفالي تتوج بجائزة فيفا مارتا 2025 لأجمل هدف في كرة القدم النسائية    دوناروما الأفضل في العالم: جائزة تاريخية لحارس إيطاليا في 2025    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على السواحل تمتد نحو المرتفعات    هامبتون تتوج بجائزة فيفا لافضل حارسة مرمى في العالم 2025    مدير أمن العاصمة عدن يكرّم المدير العام لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي تقديرًا لجهوده في طباعة السجلات الأمنية    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بجامعة عدن ويؤكد دعمه لتطوير العملية التعليمية    استياء شعبي واسع لإعدام مواطن بطريقة بشعة من قبل قبليين في شبوة بعد تسليمه لهم    صنعاء.. جمعية الصرافين تعمم بإيقاف التعامل مع شركة صرافة    أمن العاصمة عدن يضبط مجموعة مسلحة أغلقت مدرسة الكويت في منطقة إنماء.    مواطنو عدن المحتلة يشترون الزيت بالملليلتر.. مشاهد مروعة تكشف عمق الأزمة المعيشية    عالميا.. انخفاض أسعار الذهب    الخميس.. نهائي كأس العرب بين الأردن والمغرب    بورنموث يُجبر مانشستر يونايتد على تعادل درامي    صباح المسيح الدجال:    مشروع رحلة وعي: الإطار العربي المتكامل لسيكولوجية السفر    خبير طقس: انخفاض متوقع في درجات الحرارة خلال الساعات القادمة واحتمال حدوث صقيع    دراسة: الأطفال النباتيون أقصر قامة وأنحف من أقرانهم متناولي اللحوم    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    أعمال إنشائية تمهيدية لترميم سور أثري في مدينة تعز القديمة    الرئيس الزُبيدي يبحث سُبل تطوير البنية التحتية لقطاع النقل    وزارة الإعلام تكرم إعلاميات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة    النفط يرتفع وسط مخاوف من تعطل الإمدادات    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات الناجمة عن الأمطار في المغرب الى 21 شخصا    ترامب 2.0 يعيد طرح تقسيم اليمن والاعتراف بالحوثي كمدخل لإعادة هندسة خليج عدن والبحر الأحمر    الأستاذة أشجان حزام ل 26 سبتمبر: 66 لوحة فنية متميزة ضمها متحف الزبير بسلطنة عمان    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    شبوة.. حريق داخل مطار عتق الدولي    مرض الفشل الكلوي (32)    هيئة الآثار والمتاحف تنشر القائمة ال30 بالآثار اليمنية المنهوبة    الصحفي والمراسل التلفزيوني المتألق أحمد الشلفي …    تعز.. الجوازات تعلن استئناف طباعة دفاتر الجوازات وتحدد الفترة التي تم الوصول إليها في الطباعة    صندوق النقد الدولي يعلّق أنشطته في اليمن ومخاوف من تبعات القرار على استقرار أسعار الصرف    أسياد النصر: الأبطال الذين سبقوا الانتصار وتواروا في الظل    ست فواكه تقلل خطر الإصابة بأمراض الكلى    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    صنعاء.. هيئة الآثار والمتاحف تصدر قائمة بأكثر من 20 قطعة أثرية منهوبة    حضرموت أم الثورة الجنوبية.. بايعشوت وبن داؤود والنشيد الجنوبي الحالي    منتخب الجزائر حامل اللقب يودع كأس العرب أمام الإمارات    الله جل وعلآ.. في خدمة حزب الإصلاح ضد خصومهم..!!    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لو طُبّق النظام والقانون سنكون كلنا دعاة وحدة
العميد المتقاعد محمد ناصر المسلمي ل«الجمهورية»:

أكد العميد المتقاعد محمد ناصر المسلمي أن أبناء الجنوب هم أول من دافع عن ثورة 26 سبتمبر إلى جانب الأشقاء المصريين الذين دافعوا عن هذه الثورة بالدم وبكل ما يملكون، حيث سقط العديد من الشهداء الجنوبيين أثناء الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر.
في الحوار التالي يحدّثنا العميد المسلمي عن مراحل النضال المختلفة لثورتي سبتمبر وأكتوبر وما بعدهما، وتأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين في الجنوب وبداية ما يُعرف ب«الحراك الجنوبي» مروراً بالثورة الشبابية الشعبية السلمية حتى توقيع المبادرة الخليجية وانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، إلى الجلسة الختامية للمؤتمر.. كل ذلك في الحصيلة التالية:•.. بداية نود أن تحدّثنا عن ثورة 26 سبتمبر ودور أبناء الجنووب، وأهميتها من وجهة نظركم..
في الواقع لا يخفى على أحد أن ثورة 26 سبتمبر لها أهمية كبيرة في تاريخ الشعب اليمني, لهذا تعتبر ثورة 26 سبتمبر مثل مختلف الثورات التحرّرية من الهيمنة ومن الأستعمار، وقد مرّت ثورة 26 سبتمبر بمراحل خطيرة؛ وذلك لوجود فريقين من الشعب اليمني، فريق مع الثورة والجمهورية وفريق مع الملكية، وكانت هناك للأسف بعض القوى الخارجية التي تدفع ضد ثورة سبتمبر، والفضل يعود بعد الله سبحانه وتعالى لنجاح الثورة إلى القائد جمال عبد الناصر وللشعب المصري العظيم الذي اتخذ موقفاً مؤيداً لثورة 26سبتمبر، وأيضاً المناضلين في الجنوب أيدوا وآزروا ثورة سبتمبر، أيضاً ثورة سبتمبر كانت عاملاً مساعداً لاحتضان أبناء الجنوب خاصة أن هناك الكثيرين من المناضلين والأحرار من أبناء الجنوب دافعوا عن ثورة 26 سبتمبر إلى جانب إخوانهم من الشمال، وهم الذين فجّروا ثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد الاستعمار البريطاني بعد انتفاضات عديدة في الجنوب أو فيما كان يسمّى أيام الاستعمار في السلطنات والمشيخات، لهذا كانت ثورة 26 سبتمبر حاضنة لثورة 14 أكتوبر، ذا نستطيع القول نحن في الجنوب أول من دافع عن ثورة 26 سبتمبر إلى جانب الأشقاء المصريين الذين دافعوا عن هذه الثورة بالدم وبكل ما يملكون، وهناك العديد من الشهداء الجنوبيين الذين سقطوا أثناء الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر؛ لكن للأسف ليس هناك مساواة في الحقوق الخاصة بالمناضلين لأبناء الجنوب، ففي منطقة المحابشة على سبيل المثال بمحافظة حجة أتذكّر أن قائد الجبهة كان علي عبدالله السلال، وأحمد قرحش كان قائد الحامية، وكانت القوة في هذه المنطقة عبارة عن كتيبة جنوبية مكوّنة من حوالي 72 شخصاً من الصبيحة، ومجموعة كبيرة من ردفان على رأسهم المناضل غالب بن لبوزة والشيخ الأخرم وأيضاً من المناطق الجنوبية الأخرى؛ هؤلاء المناضلون عادوا بعد ثورة 2 6سبتمبر 1962م لتفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، واستشهد المناضل غالب لبوزة بداية الثورة التي استمرت أربع سنوات حتى الجلاء في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
•.. معنى ذلك أن المناضلين الجنوبيين بعد أن شاركوا في ثورة 26سبتمبر عادوا للنضال في الجنوب حتى الاستقلال..؟.
نعم المناضلون الجنوبيون الذين شاركوا في ثورة 26 سبتمبر عادوا للنضال في الجنوب حتى الاستقلال؛ لكن أيضاً هناك انتفاضات قامت في الجنوب قبل ثورة 14 أكتوبر 1963م أبرزها تلك الانتفاضات التي قادها المناضل علي معور الربيزي في منطقة حطيب بشبوة في عام 1954م ضد الاستعمار، وقد واجهت ثورة 14 اكتوبر ثورة مضادة مثل ثورة 26 سبتمبر؛ وهذه طبيعة الثورات بشكل عام.
•.. وماذا عن دورك في مساندة النظام الجمهوري إبان ثورة 26 من سبتمبر 1962م..؟.
نعم شاركت كالعديد من المناضلين الجنوبيين في الدفاع عن النظام الجمهوري بشمال الوطن وفي الحفاظ على ثورة 26 سبتمبر الخالدة, شاركت وقاتلت في محافظة حجة وبالتحديد في منطقة المحابشة وذلك في عام 1963م, وكان في ذلك الحين القائد السلال وقائد الحامية أحمد قرحش ومعنا فيصل منّاع من صعدة وأمين أبوراس، وكنا موجودين جميعاً في جبل المحابشة، وقاتلنا واستبسلنا مع النظام الجمهوري, وقد شاركت أنا وعدد من أبناء الجنوب في المعارك أمثال سيف القطيبي، وأعتقد أن تلك المجاميع كان يزيد عددها عن 2200 مقاتل من مختلف مناطق الجنوب اليمني، منهم 72 شخصاً من قبائل الصبيحة شاركوا في القتال مع الإخوان الشماليين كان على رأسهم الدقم والطلي وبن لبوزة والأخرم من ردفان, بن لبوزة بقي وعادو والأخرم بقي معنا, الجيل الجديد لا يعي أشياء كثيرة عن ثورة أكتوبر بسبب الإعلام الذي لم يذكر الثورة إلا في المناسبات، وبعد أن شاركنا في معارك عدة بالمحابشة وقرية الوعلية ومفتاح؛ وهي الخط الأول للمواجهة مع الملكيين واستمرت تلك المعارك ما يقارب الثلاثة أشهر، وأشهر تلك المعارك معركة الشرفين, وحقيقة أن المعارك التي دارت بعد ثورة سبتمبر كانت ضارية؛ فإما أن يبقى النظام الجمهوري أو يفنى بمن فيه؛ كانت معارك بقاء لأن الناس انقسموا؛ مع الجمهوريين، وقسم آخر مع الملكيين، ولولا إرادة الله ووقوف المقاتلين الأشاوس من أبناء الجنوب وتدخُّل الجيش المصري مع ثورة سبتمبر لما ثُبّت النظام الجمهوري في شمال اليمن.
•.. ننتقل إلى ثورة أكتوبر، حدّثنا عن ذكرياتك خلال تلك الثورة المجيدة..؟.
بالنسبة لثورة 14 أكتوبر سبقتها انتفاضات شعبية قامت بها مختلف القبائل والقوى الوطنية، وثورة أكتوبر هي امتداد طبيعي لثورة 26 سبتمبر, ونحن أبناء الجنوب الذين شاركنا في دعم النظام الجمهوري في الشمال شاركنا في ثورة أكتوبر بالكفاح المسلّح وتوزيع المنشورات في عدن وأبين وشبوة، وعملنا ما كان ينبغي أن نعمله في تلك المرحلة, البعض يدّعي أنه ثوري وهو ليس ثورياً وهذا خطأ, الثوار للأسف لم يعد لهم أهمية ولا يُسمع لصوتهم, حرّرنا آخر معقل للملكيين، وكان في سنحان, وحرّرنا أرض الجنوب من المستعمر البريطاني البغيض.
•.. ما تعليقكم حول مقولة إن البريطانيين سلّموا الحكم في الجنوب إلى قوى غير وطنية..؟!.
أناضد من يقول إن الانجليز سلّموا الحكم إلى قوى غير وطنية؛ بل أنهم سلموه إلى قوى أرغمتهم على الخروج بالقوة, الاستعمار الانجليزي بالرغم أنهم عمّروا عدن وعدداً من الأراضي الجنوبية؛ لكنهم كانو ينهبون أكثر مما يعطون, بعد خروج الاحتلال كثُر القتل والسلب والنهب، وهذه قصة طويلة، المهم أود أن أقول إن الأمن قبل الإيمان، والاعتداء على الأموال والأعراض لا يصح.
•.. بعد مرور 50 عاماً، هل تحقّقت أهداف ثورة 14 أكتوبر..؟!.
بعد مروم 50 عاماً تحقّقت بعض الأهداف, بسبب الصراعات التي وقعت بين أبناء الجنوب بعضهم البعض حتى إعلان الوحدة وبعد حرب 94م, وبعد الحراك الجنوبي وثورة الشباب, الحراك الجنوبي وثورة الشباب لم تحقّق أهدافهما، وأهدافهما منسجمة مع أهداف الثورة الأم سبتمبر وأكتوبر العظيمتين بسبب تدخُّلات القادة العسكريين والمشائخ وعلماء الدين الذين يتحكمون في مفاصل جميع الأمور بالدولة؛ من لديه مثقال ذرّة من الوطنية عليه ألا يتدخّل في كل صغيرة وكبيرة.
•.. من وجهة نظرك، ما هي التحديات التي واجهت ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر..؟!.
أهم التحديات من وجهة نظري تتمثّل في وجود وهيمنة المشايخ الذين لا يريدون نظاماً جمهورياً إلى اليوم؛ لكنهم انقلبوا بصورة أخرى بدل الإمام هناك مائة إمام، وبدل المتنفّذ الواحد اليوم هنالك مئات المتنفّذين، وهناك دعم خارجي لمن يحاول عرقلة سير ثورة سبتمبر, أيضاً ثورة أكتوبر وقفت أمامها الكثير من التحديات المحلية والخارجية؛ منها عدم الاتفاق بين السياسيين ودائماً المنتصر يحاول أن يستحوذ على كل شيء ويقصي الآخرين.
•.. ننتقل إلى موضوع المتقاعدين العسكريين، حدّثنا عن السبب الذي جعلكم تفكّرون في أن تجتمعوا أنتم المتقاعدون جنوب البلاد..؟!.
قبل أن أخبركم عن الجمعية؛ دعني أحدّثكم عن الجيش اليمني في الجنوب قبل الوحدة, الجيش الذي كان الثاني قوة بعد الأردن في المنطقة العربية, لمن لا يعرف أن للجيش إسهامات كبيرة في الكفاح المسلّح, صحيح أن الذي أسّسه هو الاحتلال البريطاني لأسباب مرتبطة بالحسابات العسكرية؛ وكان يخضع للقوانين البريطانية، لكن العناصر التي كانت فيه من العناصر الوطنية, يقال إن عدد قوام الجيش في منتصف الأربعينيات كان يقارب ال18 ألف فرد وعدد من الضباط، وكان تمويل ذلك الجيش بالطبع على نفقة الانجليز، وكان يسمّى «جيش الاتحاد النظامي» المهم كما أخبرتكم أن الجيش شارك في الكفاح المسلّح ضد الانجليز؛ لكن الجيش بعد خروج المحتل دخل في صراعات وحروب في الضالع والبيضاء, وحصل انقسام في يناير 86م, وذاك الانقسام أضعف الجيش نوعاً ما, وبعد إعلان الوحدة في التسعينيات دخلت وحدات من الجيش إلى مناطق شمالية في صنعاء وعمران وذمار, وطبعاً كان الجيش الجنوبي جيشاً منظماً أفراده مؤهّلون تأهيلاً علمياً دقيقاً ويمتلك أسلحة قوية صواريخ دفاعية جوية وبحرية وطائرات الميج والطائرات العمودية وطائرات الهيلوكابتر والدبابات والعتاد العسكري والمدافع في عدد من الألوية مثل لواء «عبود وملهم وباوزير وشلال ومدرم وحنيشان وردفان» أيضاً كان يمتلك مباني الكليات العسكرية كليات الطيران والدفاع والأركان والمدرسة البحرية ومباني إدارات السلاح وسلاح المهندسين والاستطلاع الحربي والسياسي والاستخبارات العسكرية والتموين والإمداد الحربي وعدد من ورش الصيانة والمستشفيات المركزية والعيادات الإسعافية.
•.. حدّثنا كيف اجتمع المتقاعدون وشكّلوا جمعيتهم..؟.
قبل كل شىء اجتمعنا، كنا مجموعة من الضباط الشماليين والجنوبيين واتفقنا على أن نشكّل لجنة تحضيرية لجمعية المتقاعدين العسكريين في 2005م, أعددناها في عدن وأرسل وفد منا إلى صنعاء، وكان الحديث الحاصل بيننا وبينهم أن تكون جمعية المتقاعدين موحّدة بين الشمال والجنوب, وطلبنا ترخيصاً ورفض الرئيس السابق التصريح وقال: «لا يوجد شيء اسمه متقاعدون عسكريون وإنما محاربون قدامى، جمعية المحاربين القدامى».
أخبرناه أنها توجد عندنا هيئة المناضلين، ولا يحق لنا أن ننافس جمعية المحاربين القدامى، وفي الجنوب كان منضمين فيها عدد من العسكريين والمدنيين، وهو فرق كبير بين هذا وذالك, وقلنا لا يمكن أن نحل محل دائرة أسر الشهداء ومناضلي حرب التحرير, وعدنا إلى عدن ثم شكّلنا جمعية كانت قد بدأت قبل ذلك في عدن بعد حرب 94م, وبدأنا العمل بتاريخ 6/23/ 2006م, ثم أعلنها في كافة الصحف, ونحن قبلها جئنا وتابعنا، قبل هذا تابعنا على أن نطالب بحقوق المتقاعدين وتسوية مرتباتهم، ومن شمله قرار الفصل أو التقاعد, وبعد الحرب كان هناك مقاتلون عسكريون ومدنيون من كافة المرافق، وحلّ محلهم الشماليون وبعض إخواننا الجنوبيون ممن كانوا معهم وتمّت الموافقة من قبل عبدالله عليوة، وزير الدفاع آنذاك على أنهم يحلّون كافة المشاكل وهذا موثق, قبل هذا كان في 2005 وعدونا لمدة شهر, وفوجئنا باتخاذ قرار بعدم عودة أي جنوبي أو حتى تسوية مرتباتهم؛ لذلك استمرينا في الجمعيات ووجّهنا كافة قادة الفروع بضرورة التصعيد لأننا شكّلنا فروعاً للجمعيات في كافة محافظات الجنوب, ثم شكّلنا مجلساً تأسيسياً ووجهنا رسالة إلى الرئيس السابق وإلى رئيس مجلس الشورى وإلى منظمات المجتمع المدني وإلى عدد من محافظي المحافظات الست في الجنوب وحدّدنا مهلة لتاريخ 24/ 2 /2007م, إنه إذا لم يتم التجاوب معنا وذلك بتسوية مرتبات الضباط والأفراد الجنوبيين وحتى الشماليين وعودة المفصولين؛ لأن القانون يشمل كافة الضباط والأفراد الشماليين والجنوبيين، ولاحظ قلنا شماليين وجنوبيين يعني يمنيين, وبعد ذلك لم يقبل أحد ولم يتم التجاوب مع مطالبن،ا فأعلنا استمرار الاعتصامات حتى وصلت إليه الأمور وكانت الاعتصامات أمام مباني المحافظات بعدها حضرنا لفعالية 7/7.
وفي 13 يناير 2006 أقررنا مبدأ التصالح والتسامح بين الجنوبيين في ذكرى حرب 13 يناير وحدث التصالح والتسامح في عدن, وعمّت المسيرات وقوبلت بالقمع , وفي2007م انطلقت المسيرات من قمة جبل ردفان وساحة العروض في عدن, واستمر مسلسل الاغتيالات لأبناء الجنوب وارتكتبت الأعمال الإرهابية، واضطرب الأمن ونشأت حالة عدم استقرار، ونهبت الثروات، وازداد الاعتداء على الأموال والممتلكات.
•.. سيادة العميد، صدر اعتذار رسمي عن حرب 94م, تزامن مع انعقاد أعمال مؤتمر الحوار، لماذا لا تقبلونه..؟!.
نحن نريد أعمالاً لا أقوالاً, سئمنا من الأقوال, الشعب في الجنوب سئم.
•.. المناضل المسلمي، لماذا لم يشارك فصيل البيض وعلي ناصر محمد في مؤتمر الحوار الوطني الشامل..؟!.
هم أحرار، ونحن نؤمن بالرأي والرأي الآخر.
•.. لماذا انسحب الحراك الجنوبي من الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار، ولماذا مع «أنصار الله» البعض يقول إنكم مرتبطون بأجندة إيرانية..؟!.
هذا كذب، هؤلاء أصحاب صعدة دمّروهم و«محد حس» بمشكلتهم، ونحن دُمّرونا, نحن المظلومون، نحن نطالب بحق من حقوقنا نتمنّى أن تدعمنا إيران ونخرج من الظلم, جئنا من أجل أن نقول لهم جئنا لحل مشاكلنا, نحن لا نقبل أن نكون تحت هيمنة أحد أو قبيلة، ونحن قبائل، نحن نريد دولة النظام والقانون، ومتى وجدت دولة النظام والقانون فنحن سنكون دعاة الوحدة.
•.. أنت ضمن فريق «أسس بناء الجيش والأمن» ما الذي خلصتوا إليه في الفريق خلال 6 أشهر مضت..؟!.
خرجنا وطالبنا بأشياء كثيرة ومن أهمها ضرورة أن تكون مؤسسة الجيش مؤسسة وطنية، وأن يكون الجيش والأمن بكل فروعه ومسمياته مناصفة 50 % الجنوب و50 % الشمال وبالتمثيل المتساوي بين المحافظات والمديريات في إطار الشمال وفي إطار الجنوب, ومنحهم كافة مستحقاتهم من رتب وتسويات، وتعويضهم عن الفترة السابقة, وعدم احتساب فترة الإقصاء والإقعاد والإبعاد ضمن الفترة المؤهلة للتقاعد وفق قرارات اللجنة الرئاسية التي شكّلت، وكذلك إلزام الجهات العسكرية والأمنية بالاستعداد لاستقبالهم وترتيب أوضاعهم بما يليق بمستوياتهم ومؤهلاتهم وتخصّصاتهم ومواقعهم السابقة، وتطبيق إجراءات العودة على الشهداء والمتوفين والجرحى والمرضى من حيث الرتبة والاستحقاقات وعلى الموجودين في الخدمة من حيث الرتب والاستحقاقات والتسويات وترتيبات الوضع والتسكين الوظيفي, وإعادة كل المؤسسات العسكرية والأمنية والمعسكرات والوحدات والكليات في الجنوب إلى سابق عهدها قبل حرب 94م، وإعادة كل المفصولين الجنوبيين, وأن يتم القبول في الكليات والمعاهد داخلياً وخارجياً مناصفة 50 % للجنوب و50 % للشمال وبالتمثيل المتساوي بين المحافظات والمديريات, هناك مظالم خاصة في إطار المظالم العامة؛ حيث هناك من كان برتبة مقدم رائد نقيب ملازم في عام 94م، ومع ذلك تم منح الكل رتبة عقيد وآخرون برتبة رائد ورتبة مقدم مازالوا بنفس الرتبة من عام 90م حتى الآن منهم عائدون وفي الخدمة، ويضاف إليه بالنسبة للأمن السياسي على صعيد الشهداء والمتوفين, والممانعة في إعادة من تغيبوا عن وحداتهم لأسباب مضايقات وتهميش وانتقاص بعد أن تم استبدالهم وإعطاء أرقامهم لآخرين وتحت مبرّر أن من يتغيب ثلاثة أشهر يعتبر «فرار» ويتم استبداله، ودون الالتفات إلى عشرات الآلاف هم مجرد أفراد وهميين سواء على صعيد الوحدات العسكرية أم للمشائخ, وسرعة تنفيذ النقاط العشرين التي خرجت بها اللجنة الفنية للحوار الوطني والمؤكد عليها في مخرجات بيان الجلسة العامة الأولى والثانية, وإلزام وزارتي الدفاع والداخلية بالعمل على تنفيذ القضايا المبيّنة أمام كل منها باعتباره يندرج في إطار واجباتها، ومعالجة موضوع أصحاب الخمسة والأربعة أرقام، واستكمال إجراءات عودتهم ومنحهم كافة استحقاقاتهم من ترقية ومعاش وتعويض عن الفترة السابقة, وكذلك منح خريجي موسكو من القوى البحرية قاعدة عدن الرتبة العسكرية التي حُرمونها أسوة بزملائهم من قاعدة الحديدة، وكذلك أي حالات مماثلة أخرى, كل ذلك جميل لكن المشكلة تكمن في التطبيق.
•.. ما هي الكلمة الأخيرة التي تود أن تختم بها هذا الحوار..؟!.
أشكر صحيفة «الجمهورية» وأشكركم، وأقول لكم إننا لسنا ضد الوحدة؛ ولكن الظلم الذي وقع على الجنوب كبير جداً، لهذا نطالب بالعدالة والمساواة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.