في ظل ما نعانيه من تداخل الأمور، حتى اختلطت علينا، ولم نعد نعرف الحابل من النابل .. في هذه الايام كلنا ندعي الوطنية، مع اننا كلنا ندوس عليها اما من دون ان ندري، او بقصد منا .. تبقى الافعال هي فقط المقياس الوحيد على الوطنية. هنا ادون الموقف الوطني للأخ رأفت الأكحلي وزير الشباب والرياضة في حكومة بحاح المستقيلة، فقد سجل الرجل موقفا وطنيا مسئولا وسابقة لم يبادر اليها أحد ربما أحد من الوزراء، هذه الخطوة تفاجأ بها كافة موظفي الوزارة وصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، وربما انت كذلك اخي الكريم.
أتدرون ما هو الموقف الذي سجله الاكحلي ؟؟ هو موقف مغاير لما يحدث هذه الأيام، فالرجل طلب رسميا من مسئولي صندوق رعاية النشء توقيف كل مستحقاته المالية التي تصرف له شهريا من قبل الوزارة والصندوق كونه مستقيل ولا يحق له الحصول على تلك المبالغ على الرغم من أن تلك المبالغ لم تنزل من كشوفات الصرف الشهرية.
اليس موقفا وطنيا، ففي ظل تسابق الجميع على حلب ضرع الصندوق، ليذر عليه اكبر قدر من حليبها، عفوا، اقصد ملايينها، واذا برجل يظهر ليقول كفانا استنزافا لأموال الصندوق دون وجه حق .. اعتقد انها رسالة كبيرة ينبغي ان يأخذ منها العبرة كل من يرى في الصندوق بقرة حلوب.
نحتاج فعلا لمثل هذه النوعيات، علنا نتخلص شيئا فشيئا من الدرن المادي الذي علق ليس فقط بأجسادنا بل بقلوبنا .. نحتاج ان يمن الله علينا بقناعة تجعلنا نبتعد عن كل ما ليس لنا فيه حق، حتى وان صور لنا البعض ان عين الحق.
بالتأكيد مثل هذه المواقف الطيبة ستلقى صدى اسع لدي إيجاد جميع منتسبي الأطر الشبابية والرياضية كونها تنم عن وطنية وحرص على أموال الشباب الرياضيين في ظل الظروف الصعبة آلتي تمر بها بلانا.، وهنا ندعو كل من يحلل أخذ مال الشباب والرياضيين بغير حق، أن يخاف الله تعالى، فقد يكون اليوم أخذ بلا حساب، ولكن في الاخرة حساب بلا رد .. فردوها اليوم قبل حساب الغد.
المهم فيما تعاطيناه ان ادعاء الوطنية قد يصدر منا جميعا، ولكن تجسيدها على ارض الواقع لا يكون إلا فيمن هو وطني فقط .. ووطننا الحبيب يستحق منا ان نبادله الوفاء بالوفاء .. لا أن نستأثر بخيراته ثم نرمي مصالحه طالما انتهت مصالحنا معه.