الصورة باتت أكثر من واضحة عما يجري راهناً على الواقع ، فالمخلوع عفاش الذي طوّحت به أحداث 2011م يرى أن إستعادة حكمه البائد لايمكن أن يتحقق إلا بمؤازرة قواة السيد الحوثي والسيد الحوثي يرى أن توسع دائرة سيطرته لايمكن أن يكتمل إلا بالمساندة المباشرة من قواة عفاش و كلا الطرفين يعيان بصورة لاريب فيها أنهما نقيضا بعضهما وأن نهاية مطاف الصراع سيكون بينهما وكل يظن بأنه هو الذي سيكسب النهاية لصالحة . في قاموس السياسه الملعون أمر متوقع أن يتحالف الضدان لكن كيف لضدان أنكشف أمرهما أن يواصلا تضليلاتهما على شعب الشمال والجنوب والذي أذاقه نظام عفاش كل أشكال الظلم والقهر والقتل والعبودية والحرمان وتخلّص منه الشعب بتضحيات جسام ..كيف للشعب الذي أستأسر لبرهة بخطاب الحوثي وهو يشكو المظالم الذي تعرض لها طيلة ستتة حروب متتالية فرضت عليه من قبل قوات صالح ومحسن مؤكدا وبحماسة زائدة بأنه هو أكثر من تعرض للمظالم وتالياً فأنه من واقع تجربته المعاشة لايمكن أن يسمح بممارسة تجدد مثل تلك المظالم على غيره ،كما أن بظمن أولويات ثورته حسب زعمه هو إستئصال الفساد والمفسدين والمجرمين ..
ومع يقيننا المطلق بأن أكبر الفاسدين والسفاحين والنهابين للثروة الطنية هو علي عبدالله صالح فأن الظن كان يغالبنا أن المسألة لن تتعدى سوى قليل من الوقت وسنرى أنصار الله يجرجرون عفاش إلى المحاكم لينال العقاب الذي يستحق .. فإذا بأنصار الله وخلال فترة وجيزة جداً ليسوا بأنصار الله الذين عرفناهم . عجباً كيف تبدل حالهم إلى صورة عفاشية متناغمة توجه وهدف وغاية .. وعلى من على أبناء الجنوب المظلومين المطحونين بالنكبات.. فلقد تساوق ظلم عفاش بظلم السيد الحوثي وبتوافق قل نظيره بل وبدأ السيد الحوثي أكثر تحمساً لشن الحرب على أبناء الجنوب الذين يدافعون عن حق وجودهم المشروع وهاهو السيد الحوثي يحشد ويعلن النفير ضد الجنوب وتصطف معه بحماس مضاعف قوات عفاش، ولكن فات عن وعي عفاش ووعي السيد إنهم مهما قرعوا أجراس الحرب لن يجنوا إلا هزيمة ستكون ماحقه لهما الطرفين لأن شعب الشمال والجنوب قد خبر بصورة جيدة غدر عفاش ومكر السيد .
ونقول للعفاشيين والحوثيين الذين بدأوا بخوض الحرب على الجنوب بأنكم ستكونوا خاسرين وستعضون على أصابعكم ندماً لأن التعاطي مع حربكم الظالمة اليوم من قبل شعب الجنوب والشمال سيكون بعكس ما تتصوروه وستكشف لكم الأيام القادمة بؤس تصوراتكم .