"سقطت بغداد".. كانت هذه العبارة مفاجئة وأسرع مما تصور المتابعون للمعركة التي دارت في 2003 بين الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي بقيادة القوات الأمريكية لتسقط العاصمة العراقية وسط تكهنات عن كواليس المؤامرة التي دارت بانسحاب القوات العراقية لإفساح الطريق لاحتلال بغداد.. يبدو أن هذا الحديث سينطبق خلال الساعات القليلة القادمة على (عدن) العاصمة المؤقتة لليمن بعد انسحاب اللجان الشعبية (مسلحون قبليون) الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من المدخل الشمالي لمدينة عدن، جنوبي البلاد، بحسب مصدر في اللجان. انسحاب اللجان الشعبية شمال عدن وقال المصدر: إن "اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي انسحبت من المدخل الشمالي لمدينة عدن، دون اشتباكات مع عناصر جماعة الحوثيين (الشيعية المسلحة)". وبحسب شهود عيان، تشهد أحياء مختلفة في عدن، توقفًا شبه كلي في حركة النقل والموصلات، بعد أنباء عن تقدم مسلحي جماعة الحوثي من مدخل المدينة الشمالي. وتشهد الأوضاع في عدن تطورات خطيرة حيث قامت طائرات حربية تابعة لجماعة الحوثيين بقصف القصر الرئاسي في عدن فيما ردت عليها المضادات الأرضية. كما أكدت أنباء أن قوات اللواء 39 الموالي للرئيس المخلوع على عبد الله صالح سيطرت على مطار عدن الدولي وسط مؤامرة وانقسام في قوات الجيش بين الموالين للرئيس هادي والحوثيين . تضارب حول مصير الرئيس هادي يأتي ذلك فيما تحدثت تقارير إعلامية، اليوم الأربعاء، عن مغادرة الرئيس اليمني، مدينة عدن إلى خارج البلاد، بعد ورود أنباء عن اقتراب مسلحي جماعة "الحوثي" مدعومين بقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، من السيطرة على المدينة. بينما تضاربت الأنباء حول مكان تواجد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ففي الوقت الذي أكد فيه مصدر أمني في الرئاسة اليمنية لوكالة فرانس برس اليوم الأربعاء (25 مارس2015) أن الرئيس اليمني المعترف به دوليًا "هادي" غادر مدينة عدن، إلا أن مصدر مقرب من الرئيس هادي قال :"إن الأخير لا يزال في عدن وأنه تم نقله إلى مكان آمن في عدن". ومن جانبه، أعلنت جماعة الحوثيين (الشيعية المسلحة)، اليوم الأربعاء، عن مكافأة مالية كبيرة لمن يلقي القبض على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي يتخذ من مدينة عدنجنوبي البلاد مقراً له. وقالت خدمة " 26 سبتمبر الإخبارية عبر الهاتف" والتابعة لوزارة الدفاع التي يسيطر عليها الحوثيون، : "الإعلان عن مكافأة 20 مليون ريال يمني (حوالي 93 ألف دولار) لمن يلقي القبض على عبد ربه منصور هادي".
اختطاف وزير الدفاع اليمني فيما أفاد مصدر عسكري يمني رفيع، أن مسلحين حوثيين (الشيعة المسلحة) اختطفوا، اليوم، وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمود الصبيحي، والعميد الركن فيصل رجب، قائد اللواء 119 التابع للجيش في محافظة لحج، جنوبي البلاد بمساندة من قوات عسكرية وأمنية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وكان مسلحو الحوثي قد سيطروا صباح اليوم على مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج (جنوب)، بعد وقت قليل من بسطهم السيطرة على قاعدة "العند" الجوية، بالمحافظة ذاتها. وكانت التحذيرات قد تواردت على مدار اليومين الماضيين, من انفجار حرب أهلية وشيكة فى اليمن, خاصة بعد لجوء الحوثيون لاستخدام سلاح الجو في الإغارة على قصر الرئاسة بعدن، حيث مقر إقامة هادي، مرورًا بكل الأحداث السابق ذكرها. وقرب سقوط عدن يعني وقوع حرب أهلية جراء التصعيد العسكري الخطر للحوثيين الذين يستهدفون الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي. كما أن التدخل العسكري الخارجي في اليمن ربما يحول البلاد إلى حرب بالوكالة بين السنة والشيعة في ظل الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران ودعم كل منهما فريق ، حيث تدعم السعودية الرئيس هادي والسنة، بينما تدعم إيران الحوثيين الشيعة. ومنذ سبتمبر الماضي، يشهد اليمن توتراً متزايداً، إثر سيطرة الجماعة المسلحة بقوة السلاح على صنعاء، وفرضها لاحقاً الإقامة الجبرية على الرئيس عبد ربه منصور هادي، في منزله بالعاصمة، لكن الأخير ما لبث أن فك حصاره، عائداً إلى عدن في الجنوب، ليبدأ ممارسة مهامه من هناك، وسط تصعيد من قبل الجماعة في مدن أخرى.