بداية يجب أن نتفهم صعوبة تجميع وفهم الصورة الشاملة لتفاصيل تحليلات الواقع (وفهم حقيقة ما يحصل اليوم ليست أمرا هينا) ولكن أود أن أذكر إخواننا وأخواتنا الجنوبيين بأن الغرض من السياسة بالنسبة لعامة الناس هو معرفة المصدر الحقيقي للخطر على قضيتنا وعلى سلامتنا وأمننا (وسوف يخدع الدجالون الناس حول هذا الأمر ويوجهون أنظارهم إلى أعداء وهميين كما يفعلون عندما يقتلون ضحاياه ويتهمون آخرين ويصدقهم الناس). معرفة نوع ومصدر وهدف الخطر الحقيقي يحتم علينا معرفة ماهية الخطوات الضرورية التي يجب علينا اتخاذها بناء على التحليل الدقيق والعميق، وأن نستعمل أدوات تكشف عمق الأحداث، ثم الرجوع إلى التاريخ وإعمال العقول ومن ثم فهم الأمور فهما عميقا جدا لحماية قضيتنا أولا وأرواحنا، ثانيا: تجنب الوقوع في فخ الاعتباط السياسي والمهازل الوطنية، والتي نشاهد بداياتها الدموية تحدث وسطنا اليوم. نحن نعرف أن من كان يهاجمنا متعمدا إهمال القضية الجنوبية وعدم البحث عن حلول عادلة هم عناصر النظام الحاكم في صنعاء (عفاش) وإنني أجدني مرغما على التذكير بأن اليمن قد وقعت في قبضة (يأجوج) المتمثل في المخلوع علي صالح، عندما حلّ رئيسا للشطر الشمالي، وزادت قوة قبضته عند انهيار الاتحاد السوفييتي، ونتيجة لذلك اعتقد حكام الجنوب آنذاك أنهم سينهارون فبادروا إلى تحقيق الوحدة اليمنية، وعندما استيقظ شعب الجنوب وعرف خداع يأجوج(عفاش)،احتلّ الجنوب تحت ذريعة الشرعية الواهية إبّان حرب صيف 1994م، ومنذ ذلك الوقت ونحن- كلا الشعبين سواء في الشمال أو في الجنوب- تحت سيطرة هذا التحالف اللعين والخبيث، إلا أن جاءت ثورة الحراك السلمي فأعادت الروح الوطنية من جديد، وبعثت في قلوب الشعب تلك الروح المتجددة الطموحة التي دعت بشكل واضح إلى استعادة الدولة، لكن يأجوج (عفاش) لم يكن ليسكت فاستعمل القوة المفرطة وقتل الشباب العزل، وأدخل البلد في نفق مظلم حتى انطلقت ثورة الشباب في 11 فبراير، هذه الثورة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. خرج يأجوج (عفاش) من المشهد حسب اتفاقية خليجية أذكر جيدا حينها كان يضحك وهو يوقع، وكأنه يقول لهم :أنتم واهمون، ستندمون أيها الخليجيون، وفعلا خطط وقرر الانتقام، وباع اليمن إلى إيران. فمنذ أول شرارة أطلقتها ثورة مأجوج (الحوثي) بادر من فوره لمساندته وسخر له كل الإمكانات ويكفي أنه جعل الجيش الوطني في خدمته، وهكذا اتحد يأجوج ومأجوج (عفاش والحوثي)، ومنذ الحادي والعشرون من سبتمبر وهذا الشر اللعين يتمدد تماما كالسرطان، وإنني أجزم إن سقوط اليمن في قبضة هذا الشر ما كان ليتم لولا مساعدة الكبرى "إيران".
إن ما يحصل الآن في الجنوب وتحديدا "الضالع" من مقاومة شرسة، تؤكد زعمهم الواهي أنهم مقاتلون استطاعوا إسقاط صنعاء في نصف يوم! حسناً لكنكم في الضالع ولليوم الخامس على التوالي لم تستطيعوا أن تتقدموا شبرا، على الرغم من كل تلك القوة العسكرية الضخمة، وعلى الرغم من تلك الدمى التي تتحرك حسب توجيهات زعيمهم، إلّا أن المقاومة الجنوبية لقنتهم ولا زالت تلقنهم دروسا أشك أن يستوعبوها لأن الموت يلاحقهم كظلهم في الضالع. بالمناسبة: أجريت اتصالا هاتفيا مع احد أقاربي وهو يسكن في الضالع، فقال لي أن جثث تلك الدمى تملأ شوارع المدينة، ولا غرابة أن أسميهم "يأجوج ومأجوج"، لأنهم يستخدمون السلطة والقوة في الظلم والقتل وزيادة الشر، لكن الخبر الجيد أن يأجوج ومأجوج سوف يفنون بعضهم بعضا، لن يتركوا لقوات الدفاع العربي المشترك أن تفنيهم، سوف يسارعون لإبادة بعضهم البعض، وحسب صحف محلية أكدت أن يأجوج(عفاش) يريد الخروج بحل سياسي للازمة، حيث حمل الحوثيين كل ما آلت إليه الأوضاع السياسية في البلد، بل وأكثر من ذلك حيث أنه وحسب تسريبات سعودية أكدت أن نجل عفاش مستعد لدحر جحافل الحوثي مقابل نجاته واسرته، وبالتأكيد فان مأجوج(الحوثي) لن يسكت على هذا، وقريبا سوف نرى الرد.