العميد محمد صالح طماح واحدٌ من القياداتِ العسكرية الجنوبية الذين رفضوا الغزوَ اليمني للجنوب منذُ لحظاته الأولى ؛ إذ سعى العميد طماح منذ انطلاقة الحراك السلمي إلى مقاومةٍ مسلّحةٍ ترافق النضال السلمي ولو من باب الدفاع عن النفس . لكنَّ كلَّ تلك المساعي كانت تُقابلُ بالرفض والمعارضة من قبل كثير من قيادات الجنوب بذريعة أن النضال مازال سلمياً ومدنيّاً ، ومع هذا ظلَّ طماح ومن يوافقه الرأي مؤمنين بهذه الطريق فقارعَ الاحتلالَ اليمني وجحافله في كثيرٍ من الملاحم الجنوبية أهمُها معركة تحرير "جبل العُرّ" التي استطاع خلالها أبناء الجنوب ،بقيادة طماح، تطهيرَ يافع من دنس التواجد العسكري الشمالي . هنا لا نتحدّثُ عن المطارداتِ والاعتقالات والمضايقات التي تعرّضَ لها طمّاح وأولاده وأقاربه جرّاء صلابة الرجل في وجه الاحتلال بقدر ما نتحدث عن قناعته بأن المواجهةَ والكفاح المسلح والمقاومة كانت آتية لامحالة ، غير أن المعارضين والمتخاذلين هم من أخّرَ هذه المرحلة فخسر الجنوب خلالها رجالاً ومالاً يرى القائد طماح إنه كان بالإمكان تجاوز الكثير من خطوات المرحلة السابقة . إذن هاهو ما دعا إليه طماح وغيرُه من القيادات العسكرية الجنوبية يُفرضُ اليومَ كأمرٍ واقعٍ على قيادات الثورة الجنوبية وعلى شعب الجنوب ككل ، وهاهو القائد الميداني محمد صالح طماح يتقدّمُ المعاركَ في قاعدة العند وما حولها من مناطق لحج ويافع مستبسلاً في الدفاع عن أرض الجنوب صلباً صامداً رغم الخيانة التي تعرض لها هو ومقاتلوه من قياداتٍ عسكرية أعلنتْ في البدء ولاءَها لشرعية الرئيس هادي لكنها مالبثتْ أن انقلبت على طماح وهادي وأسقطت قاعدةَ العند في عمليةِ خيانة أقلّ ما تُوصف بأنها جبانةٌ وغادرة . طماح استطاع بحنكته العسكرية أن يخرجَ ومقاتيله (شباب المقاومة) من ذلك الفخِ ليعاودَ اليوم تمركزه في مناطقَ تلتفُّ حول محور العند ويقود منذ أيام معاركَ ضاريةً كبّدَ خلالها قواتِ الاحتلال اليمني خسائرَ كبيرةً ، وهاهو اليوم يتقدم ومقاتلوه نحو بوابة العند بكل ثباتٍ وصلابة متجاوزاً كل تلك "التشكيكات" والأقاويل غير المسؤولة التي أُثيرت حول سيطرة قوات الاحتلال على معسكرات قاعدة العند . خلاصة القول: إن العميد طماح رجلٌ ميداني لا يأبه بنتانةِ ما يخرج من أفواه المرجفين والمشككين ولا يلتفت "لزقزقة" أرباب الفيد والنهب والاسترزاق .. رجلٌ يقولُ ويعمل بصمت ، وهذا ما ستبرزه المرحلةُ القادمة من عمر الثورة الجنوبية المسلحة ..!!