واصلت “عاصفة الحزم” لليوم الخامس على التوالي, ضرب معاقل الانقلابيين والقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح, في مختلف أنحاء اليمن. وشنت طائرات “عاصفة الحسم” للمرة الأولى, أمس, غارات جوية في الصباح مستهدفة مواقع عسكرية موالية لصالح وجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء, حيث استهدفت الغارات مواقع في جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق ومجمع دار الرئاسة ومعسكر ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان, بعد أن كانت استهدفت مساء أول من أمس, الدفاعات الجوية ومجمع دار الرئاسة ومعسكر الدفاع الجوي في محافظة مأرب, كما تجددت الغارات على قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة. وقال أحد السكان ان الهجمات تركزت فيما يبدو بشكل أساسي حول القصر الرئاسي المجاور للحي الديبلوماسي في العاصمة, فيما قال ديبلوماسي يمني “كانت ليلة من الجحيم”. وسارع الأهالي إلى التزود بالمواد الغذائية والوقود خشية تفاقم الوضع في العاصمة, وهو ما جعل إدارة الغرفة التجارية بصنعاء وممثلين عن القطاع الخاص ووزارة الصناعة يسارعون في اجتماع لهم أمس, إلى التأكيد على أن الوضع التمويني مستقر ولا يدعو للقلق وأن المواد الغذائية الأساسية متوفرة وبمخزون يكفي لستة أشهر مقبلة في جميع المحافظات. في المقابل, اتهمت جماعة الحوثي طائرات التحالف بقتل وإصابة العشرات بغارة جوية استهدفت مخيم المزرق للنازحين بمحافظة حجة غرب اليمن. وقال مصدر أمني إن هذا المخيم وهو واحد من بين أربعة مخيمات في حجة يضم أربعة آلاف نازح. إلى ذلك, قال سكان محليون, إن معارك شديدة دارت مساء أول من أمس, وتواصلت أمس, بالدبابات والمدفعية الثقيلة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة, بين القوات العسكرية المدعومة باللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي وبين القوات التابعة لصالح وجماعة الحوثي في مناطق دار سعد وكابوتا وخور مكسر والعريش بمحافظة عدن. وذكرت مصادر إعلامية جنوبية أن سبعة جنود من قوة عسكرية حوثية كانت متجهة إلى عدن عن طريق العريش, لقوا مصرعهم أمس, إثر استهداف مقاومين جنوبيين لمدرعة تقلهم بالقرب من حي غازي علوان. وأفادت مصادر طبية ل¯”السياسة” بأن خمسة قتلى بزي مدني وثمانية جرحى من الحوثيين وقتيلين و10 جرحى من قوات هادي, نقلوا إلى المستشفيات, كما دمرت دبابة للحوثيين الذين تمكنت قوات تابعة لهم تضم دبابات وأطقما مسلحة آتية من ساحل أبين من الاقتراب كثيرا من مدينة عدن بعد أن تجاوزت نقطة العلم. وأفادت مصادر محلية بأن طيران التحالف شن ثلاث غارات مستهدفا هذه القوات, ما أدى إلى تدمير رتل منها يضم عددا من العربات العسكرية وقتل عدد من الجنود. في سياق متصل, حذر مدير مكتب رئاسة الجمهورية في عدن محمد مارم في تصريح ل¯”السياسة”, من مغبة خطورة الوضع, متوقعا سقوط عدن في يد الحوثيين إذا لم يتحرك تحالف “عاصفة الحزم”. وقال مارم “إن قوات عسكرية موالية لصالح والحوثي آتية من مدينة زنجبار بمحافظة أبين باتجاه نقطة العلم, باتت على بعد 30 كيلومترا فقط من عدن وقد تدخلها في أي وقت إذا لم يكن هناك تحرك سريع من التحالف الذي تقوده السعودية لمنعها من دخول المدينة”. وفي محافظة الضالع, أكد مصدر عسكري ل¯”السياسة” مقتل أكثر من 30 وسقوط عشرات الجرحى من ميليشيات الحوثي وقوات اللواء 33 مدرع الموالي لصالح واللجان الشعبية الموالية لهادي في مواجهات عنيفة بين الجانبين في تبة دار الحيد, وداخل مدينة الضالع, بعد تمكن قوات الحوثيين من دخول المدينة وتقدمهم إلى منطقة زبيد باتجاه مدينة عدن, في وقت تحدثت مصادر محلية عن مقتل مدنيين خلال المواجهات وتضرر عدد من المنازل بقصف مدفعي. كما نفذت طائرات تحالف “عاصفة الحزم” ثلاث غارات جوية استهدفت تجمعات للحوثيين في محافظة شبوة شرق اليمن. وقالت مصادر قبلية لوكالة “الأناضول”, إن طائرات التحالف نفذت ثلاث غارات جوية استهدفت تجمعات للحوثيين في منطقة السليل التابعة لمديرية عسيلان بمحافظة شبوة, والتي تشهد مواجهات بين القبائل والحوثيين الذين قدموا عبر الطرق الجبلية بين محافظتي شبوة والبيضاء. ومساء أمس, قالت مصادر مقربة من جماعة الحوثي إن غارات استهدفت مطار محافظة صعدة ومعسكرا للجيش فيها, ومفرق قحزة ومنطقة مرمر شرق منطقة كتاف الحدودية مع السعودية ومحطة كهرباء صعدة.