قبل 24 عام قرر دكتاتور ارعن يدعى صدام حسين اجتياح الكويت وهدد باجتياح السعودية ودول خليجية اخرى متشدق بجيشه العظيم الذي كان يقارب المليون جندي ومغلف بشعارات فارغة ضد امريكا واسرائيل وحينها اجتمعت جيوش بقيادة 32 دولة عربية واجنبية قامت بضربات جوية مركزة استمرت ل 43 يوم انتهت باجتياح بري لم يستمر سوى ثلاثة ايام انتهى بتحرير الكويت من الدكتاتور. الا يذكركم هذا بشيء ؟!؟ نعم يا سادة نحن نعيش التاريخ من جديد اليوم تعيش عدن ما عاشته الكويت في عام 1991 لكن على يد صدامين ارعنين صغيرين احدهما قادم من كهوف مران والاخر ثعبان خبيث متلون نجى بأعجوبة من الحرق. عدن تعيش اجتياح غاشم لمليشيات دينية شيعية وجيش عقيدته الوحيدة هي الفيد والنهب وولائه الأوحد هو عبدالله صالح. تدمير تراثنا الثقافي في البلدة القديمة في عدن من مساجد ومتاحف وقلاع اشبه بإحراق ابار النفط الكويتية في 1991. هذه كانت الاخبار السيئة لكن الجانب المشرق الوحيد في المأساة هو ان هنالك جيوش 10 دول عربية واسلامية بدعم استخباراتي ولوجستي غربي تستعد لمعركة مشابهة لتلك التي حررت فيها الكويت في ثلاثة ايام وقد بدأت فعلا المرحلة الأولى منها بقصف مركز على القوات الموالية لصالح وهي بالطبيعة اغلب الجيش اليمني. وكما حصل في الكويت يتم حاليا انهاك قوات صالح وميليشيات الحوثي بالقصف الجوي المركز بينما تقوم المقاومة بالصمود وحرب العصابات ليصل العدو لمرحلة الرمق الاخير حيث يبدا الاجتياح البري باقل الخسائر. عندما اجتاح صدام الكويت حاول احداث شرخ في الشرعية فعين علاء حسين رئيس لجمهورية الكويت لكي يزيل الشرعية عن اسرة آل الصباح حكام الكويت الشرعيين وها نحن ذا نرى في عدن خطط قذرة لإزالة الشرعية عن الرئيس هادي الذي يجب الالتفاف حوله بشكل مطلق ففي النهاية سواء اعجبنا الأمر ام لم يعجبنا فأن جيوش العشر دول المنتظرة على الحدود لم ولن تبدأ الحملة لولا موافقة الحكومة الشرعية وطلبها الرسمي للتدخل. مالم يتغير منذ 24 عام في السياسة الدولية هو شيء واحد اشبه بميثاق مقدس بين الغرب والخليج العربي وهو حماية موارد الطاقة الهامة المتمثلة بالنفط والغاز. لنكن صريحين بعيدا عن الرومنسية والشعارات فمصالح الدول هي امن الخليج الذي تعتبر اليمن جزئ منه جغرافيا وتاريخيا. ولذلك فنهاية صدامينا الصغيرين هي نفس نهاية صدام الكبير لكن لكل شيء ثمن.