منذ بداية العدوان الهمجي على عدن المدنية من قبل ميلشيات الجهل والتخلف وحراس المخلوع علي صالح المسمى بالحرس الجمهوري والأمن المركزي .. والمحترف في قتل المدنيين وقصف مدنهم ، المدعو : ضبعان ولوائه الثالث والثلاثون بعدد السنوات العجاف التي حكم بها المخلوع اليمن برقصاته الملتوية القذرة على رؤوس الثعابين التي رباها تحت إبطه وأرسلها لتنفث سمها على ثرى بلدنا الحبيب إن هذا الإصرار وتلك الاستمات في احتلال عدن من قبل هذه الميلشيات الإرهابية التابعة للمخلوع صالح وإيران ؛ يؤكد التبعية العمياء لإيران والسعي لتنفيذ خططها الجهنمية في السيطرة على اليمن والتحكم في باب المندب ؛ لابتزاز مصر ودول الخليج ..كون باب المندب هو المدخل الجنوبي لقناة السويس والجزيرة العربية ، وحلقة الوصل بين القارتين الأسيوية والأفريقية وبوابة الطرق التجارية الدولية لشرق الأوسط .
لا شك في أن الهجمة الشرسة للنازيين الجدد وتتر عصرنا الحالي على عدن بنية الاستحواذ عليها وخلعها من مدنيتها وتركيعها كما ركعوا في الواحد والعشرين من سبتمبر الماضي شقيقتها صنعاء وأفسدوا قيمها وأخلاقها وأحاطوها بأسوار المذلة والعبودية والتبعية لإيران ، وألفوا كل المؤسسات المدنية والحريات الموجودة فيها . وكمموا أفواه مناوئهم ومعارضيهم وزجوا بهم السجون واعتدوا على المسيرات السلمية بالرصاص الحي وأوغلوا في ظلم معارضيهم ، ونقضوا العهود والمواثيق والاتفاقيات التي أبرموها في السابق .. في الحوار الوطني ومخرجاته ووثيقة السلم والشراكة واتفاقيات اللجان الرئاسية في إنهاء الحروب التي افتعلوها في دماج وعمران وارحب وهمدان وغيرها من المناطق اليمنية .
بعد كل هذه الأعمال الإرهابية التي قاموا بها بحق اليمنيين بدعوى الموت لأمريكا واسرائيل وهم يقتلون ألاف المسلمين من اليمنيين ويدمرون قراهم ويهدمون مساجدهم بدعوى الحق الإلهي في حكمهم واستعبادهم .
استغلوا حكمة اليمنيين ورئيسهم الشرعي عبد ربه منصور هادي وحبهم للسلم وخوفهم من إراقة الدماء وحرصهم على الوطن من التشظي والتشتت والتفتت .. لكن الحوثيين استغلوا هذه الطيبة وتلك الحكمة التي أبداها اليمنيون ؛ لصالح أهدافهم ومصالحهم الضيقة وخططهم الخبيثة . فاستباحوا الحرمات وتجاوزوا الخطوط الحمراء وقتلوا وفجروا ونسفوا وشردوا واحتلوا بلا وازع من دين أو أخلاق أو ضمير .. تخلوا عن المبادئ والثوابت والقيم اليمنية والإنسانية وانساقوا كدواب ضالة وراء مخططات وترهات وبدع وغطرسة إيران في الهيمنة على الشرق الأوسط .. وهذا حلم بعيد المنال ، فالعرب بطبيعتهم لا يمكنهم البتة أن يقبلوا بهيمنة إيران أو غيرها ، وإن وجد القليل منهم يسوَق لتلك المشاريع الساعيَ للهيمنة.. فهم يسيطرون لوقت قصير ولكنهم لا يدومون لعدم وجود الحاضنة الشعبية لمشاريعهم الطائفية البغيضة وأهدافهم السقيمة العمياء وغرابة افكارهم وأيديولوجياتهم عن هذه المنطقة .
صبر الرئيس وصبر الشعب معه؛ لعنجهية هذه الشرذمة المارقة ، صبروا لأجل اليمن وحبا فيها ولها .. وليس خوفا ً أو ضعف . تنازلوا كثيراً لأجلها وكي لا تصبح كسوريا تنهشها الحروب وتجارها وتعبث بها المخابرات الدولية ، وترقص على رؤوس أبنائها الضحايا .. أمريكا وروسيا وإيران ، وتقايض بدمائهم وبلادهم بمصالحها القذرة.. قذارة من يمسكون بزمامها .
في هذا العصر العجيب الغريب ، غرابة وعجابة الدول الكبرى الموجودة والمتحكمة فيه ؛ دفنت القيم الإنسانية تحت نعال الدول الكبرى وتوارت خلف مصالحها المفرطة بمصالح الآخرين والساعي دوماً للهيمنة والاستعمار وإذلال الشعوب والدول الأخرى؛ لنهب ثرواتها والتحكم فيها .
نحن في زمن بروز قرون الشيطان الساعية لإنهاء المدينة الفاضلة التي كان يحلم بها أفلاطون .. لتقيم بديلاً عنها المدن القبيحة ؛ قبح من يعتدي عليها ويسعى لبسط سيطرته عليها والتحكم فيها .
لكن صبرنا منقطع النظير وغير المسبوق تمخض عنه ولادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبزعامة خادم الحرمين الملك سلمان وملائكة الرحمة فيها محمد بن نائف ومحمد بن سلمان .. وهذا برأي قدر من الله ؛ نتيجة صبرنا وإيماننا العميق بعدالة قضيتنا وانتصار الحق في نهاية المطاف ، مهما تحالف الفجار والظلام والجهال والأشرار على هذا الشعب الصابر المسالم الحالم بالدولة المدنية الفيدرالية الحديثة ، دولة النظام والقانون والمتوفرة فيها الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية والجغرافية .
ولهذا قدر الله أن تكسر عدن المدنية وأبنائها المسالمون المدنيون شوكة الميلشيات الظلامية والمتخلفة وحلفائها من حرس وأمن المخلوع علي صالح .. فتهاوت عروش تلك الميلشيات ودق شباب عدن الطاهر المسمار الأخير في نعشها مع بداية الاعتداء الهمجي على عدن المدنية المسالمة وبسالة أبنائها الشجعان البواسل الذين تداعوا لردع العدوان ودفع مكر الماكرين وحقد الحاقدين وشر الأشرار وكيد الفجار . حفظ الله عدن الأرض والإنسان .