انتظمت في مديرية المعلا بعدن مساء يوم الجمعة وحتى الواحدة من فجر اليوم السبت فعاليات متنوعة ضمن الدعوة إلى اليوم الكرنفالي المعلن عنه منتصف الأسبوع. وابتدأت الفعاليات بإفطار جماعي بجوار فتحة البريد حضرها نشطاء شباب من مكونات مختلفة أعقبها أداء صلاة المغرب جماعة.
وكانت المعلا قد شهدت صباحاً حملة اعتقالات طالت خمسة نشطاء على الأقل بينهم الناشط الشاب "عبدالرؤوف حسن زين" منسق ساحة الحراك الجنوبي بالمعلا, و"غسان عبدالصمد", و"محمد الصومالي".
كما شهدت المعلا ظهراً إقامة خطبة وصلاة الجمعة تحت اسم "جمعة الفتح".
وعقب صلاة التراويح مساء اليوم ألقت القاصة والناشطة السياسية "هدى العطاس" الناطق الرسمي لتيار "مثقفون من أجل جنوب جديد" محاضرة عن "الإعلام الجنوبي وآليات التحرير والاستقلال". وفي محاضرتها التي أقيمت بجوار قاعة الحنان بالقرب من فندق "المعلا بلازا" بالجهة الغربية من الشارع الرئيسي (شارع مدرم) اعتبرت الأديبة هدى العطاس أن "الرسالة الإعلامية لها قسمين هما "التبليغ والرأي", وأشارت إلى "التقارير الإخبارية" كمثال عن النموذج الأول, كما أشارت إلى الكتابات كمثال عن النموذج الثاني في إشارة إلى "المقالات".
وفي سياق حديثها عن أهمية الإعلام أكدت أن "الإعلام أسقط أنظمة في مصر وتونس, بينما في اليمن فشلت ثورتهم وتحولت إلى أزمة بسبب فشل الإعلام", ودعت إلى "التعامل مع الإعلام بحذر وعقل".
وأضافت "نحتاج أن نشدد خطابنا الإعلامي وأن يحمل رسالة سلمية مدنية, يحمل ثقافتنا وهويتنا الجنوبية الضاربة في عمق التاريخ, هذه الرسالة ضرورية أن يحملها الإعلام الجنوبي وبصورة ممنهجة ليست مفتوحة لمن هبّ ودبّ يتحدث وكأنه ضليع في الإعلام, كلنا نستطيع التعبير عن رأينا ولكن ليس كل رأي إعلام, الإعلام علم له أسسه وآلياته وإذا لم يستخدم صح سننتكس عبر الإعلام".
وتساءلت "لماذا لم نكن جاهزين برسالة إعلامية للمجتمع الدولي رداً على مقال السفير الألماني لأننا نفتقد للإعلام الممنهج".
وأضافت "نوجه رسالة إلى المعنيين في الإعلام, علينا التعامل بحيطة شديدة وذكاء, فالإعلام أيضاً سلاح بل هو الناقل لباقي أدواتنا وأسلحتنا ونشاطاتنا".
وعقب المحاضرة تم عرض فيلم تسجيلي بالتنسيق مع تيار "مثقفون من أجل جنوب جديد", يحكي الحقب التاريخية عن الجنوب منذ الاستعمار البريطاني وحتى يومنا هذا.
وعقب الفيلم أقيم مهرجان كرنفالي في ساحة الحراك الجنوبي أمام فتحة البريد بالشارع الرئيسي بالمعلا, وتخلل المهرجان وصلات غنائية ثورية وفقرات ثقافية بينها مسابقة فكرية ارتكزت على أسئلة من التاريخ الجنوبي.
وأشعل فتية وشبان ألعاباً نارية أمام المتجمهرين, وعبر مكبر صوت حملت اللجنة التنظيمية السلطتين الأمنية والمحلية وعلى رأسها المهندس "وحيد رشيد" محافظ عدن مسؤولية الاعتقالات التي طالت نشطاء من المعلا صباح اليوم.
وقال منظم في المهرجان أن جوائز المهرجان وفعالياته أقيمت بتنظيم من الشاب "عبد الرؤوف زين" المعتقل ضمن المعتقلين في شرطة خورمكسر.
وتم توزيع جوائز المسابقة الفكرية عبر اقتراع علني.
وكان المهرجان قد استبق بمسيرة سلمية شاركت فيها "الفرقة النحاسية" وطافت الشارع الرئيسي ذهاباً وإياباً.
وردد المتظاهرون هتافات ضد محافظ عدن "وحيد رشيد" كما هتفوا لحرية واستقلال الجنوب عن الشمال, ورددوا "ثورة ثورة ياجنوب".
ورفعت في المهرجان لافتات حملت شعار "ملتقى شباب الجنوب" الذي نظم هذه الفعاليات, ويمكن قراءة عبارات باللغة العربية والإنجليزية تؤكد أن القضية الجنوبية هي قضية استعادة دولة, وتدعو منظمات المجتمع الدولي للوقوف ضد أعمال القتل في الجنوب.
وقبيل انتهاء فعاليات المهرجان الكرنفالي أقيمت مسابقة للدراجات الهوائية انطلق من خلالها فتية وشبان من دوار "حجيف" في الجهة الغربية من الشارع وحتى ساحة المهرجان.