يقف محمد الدبعي وهم بائع ملابس من شمال اليمن قدم قبل سنوات إلى عدن للعمل فيها وسط كومة من الملابس المتناثرة بالقرب من مسجد "النور" العتيق وسط بلدة الشيخ عثمان . يهتف الرجل مناديا على كومة الملابس بالقول :" وعلى ألف وعلى ألف .. وبالقرب منه يتحلق العشرات غالبيتهم من الفتيان والشباب ، يرفع اثنان منهم قطعة ملابس واحدة قبل ان يتحدثا إلى بعضهما البعض ويحاولا إقناع "الدبعي "بتخفيض السعر دونما فائدة قبل ان ينصرفا. يقول "الدبعي" ل"عدن الغد" ان هذا العام يشبه إلى حد كبير العام الماضي في عدن حيث تراجعت القوة الشرائية لدى الأهالي وأصبح الكثير منهم لايقوى على شراء متطلبات العيد ومنها الملابس مثلما كان خلال الاعوام الماضية . يؤكد الدبعي انه يملك محل تجاري يقع على بعد أمتار من كومة الملابس التي فرشها على الرصيف لكنه قال ان الكثير من الأهالي باتوا يلجئون إلى شراء الملابس من علي الرصيف لرخص ثمنها مقارنة بالملابس المعروضة في فترينات المحلات في المراكز التجارية . ناصر هادي العولقي موظف حكومي في مؤسسة المياه في العقد الخامس من عمره يقف على بعد أمتار من رصيف عام وسط الشيخ عثمان جالسا على كرسي خشبي في مقهى عتيق حيث تناثرت أكوام ضخمة من النفايات وأكوام الملابس ويتحدث ل "عدن الغد" بالقول :" يا أخي أوضاع الناس في عدن صارت يرثي لها الكافر لا كهرباء ولا مياه ولا أوضاع زي الناس حتى ملابس العيد كل الناس تلجأ إلى الشوارع بهدف الحصول على ملابس رخيصة واغلبها رث ومستخدم . حتى أعوام قليلة كان كثير من الناس يعيشون ظروف مادية لاباس بها إلا ان أوضاعهم مؤخرا بات سيئة للغاية . في المدينة التي كانت عاصمة للجنوب حتى 1990 لم يكن الناس يلجئون إلى الرصيف لكن حياتهم اليوم من الرصيف إلى الرصيف هكذا يقول العولقي فيما يرتشف فنجان شاي شعبي . تمثل احتياجات العيد احد ابرز التحديات التي تواجه الناس في عدن اليوم التقت "عدن الغد" بامرأة في العقد الرابع من عمرها وسط بلدة الشيخ عثمان كانت تجر إلى جانبها اثنين من أبنائها اكتفت بتعريف نفسها باسم "خالة وردة" . تقول ل "عدن الغد" أنها منذ ايام تطوف المحلات بهدف شراء ملابس لاثنين من أبنائها لكنها قالت ان المحال التجارية التي تبيع الملابس تفرض أسعارا خيالية للغاية لم تمكنها حتى اللحظة من شراء ملابس. خالة وردة موظفة في مركز بريد محلي بعدن وتتقاضى مرتب لا يتجاوز 190 $ دولار أمريكي ورغم أنها لاتملك إلا اثنين من الأبناء إلا أنها تجد صعوبة في توفير الكثير من احتياجاتهم . هناك كثير من الناس الذين سيقضون هذا العيد دونما ملابس أما انا فأنني سأضطر إلى الشراء من الملابس من الرصيف. يتندر كثيرون في عدن بوصف احد الشوارع المزدحمة في الشيخ عثمان حيث يتناثر العشرات من بائعي الملابس ب "الشرطة مول" . يقع المكان خلف مبنى شرطة عتيقة في بلدة الشيخ عثمان هناك حيث يتزاحم العشرات من بائعي الملابس المستخدمة وهناك يقبل المئات من الفتيان لشراء احتياجاتهم للعيد .
الكثير من الشباب الفقراء يقبلون على هذا المكان وتندراً فيه أطلقوا عليه اسم "الشرطة مول" في مواجهة المراكز التجارية الأخرى التي لايملكون القدرة على الشراء منها. سيلجأ الكثير من الناس إلى الرصيف لشراء ملابس العيد هذا شيء اكيد لكن هل يملكون المال الكافي .. تقول "خالة وردة " وتمضي في طريقها لتغيب وسط الزحام . *من صالح العبيدي