إلى كل الجنوبيين في الداخل وفي الخارج، إلى كل شرفاء وأحرار الجنوب، إلى كل الجنوبيين الغيورين على وطنهم وأهلهم وناسهم: عدن تستغيث. عدن تنزف، تحتضر، تموت، تذبح من الوريد إلى الوريد. عدن تستباح، تدمر وتحرق، وسكانها تحت انقاضها يدفنون وهم ما يزالون أحياء، فما من مجير ولا من مغيث يلبي استغاثاتهم ونداءاتهم، إنهم يمنعون وصول المغيثين والمنقذين إليهم. إن جحافل الغزو الهمجية تنشر الخراب والدمار والحرائق والرعب والموت في كل حي وبيت؛ إنهم يقتلون النساء والرجال، الصغار والكبار، فشرائعهم وفتاوى أئمتهم قد أجازت جرائمهم وأحلت لهم كل ما يفعلون. إنهم يحاصرون أحياء بكاملها ويمنعون عنها الغذاء والماء والكهرباء والدواء فمات الكثيرون من أهلها من الجوع والعطش والعياء. إنهم يرتكبون أفظع الجرائم الوحشية بحق سكان عدن المسالمين، جرائم قتل جماعي ممنهج ومقصود، بدءاً بقصف المباني وهدها على رؤوس ساكنيها، والإعدامات الجماعية لشباب بدعوى انتماءهم للمقاومة، والقصف المتعمد لقوارب تقل نازحين وقتل أكثر من مئة جلهم من النساء والأطفال وكبار السن، تهجير المواطنين من بيوتهم وأحيائهم ومدنهم. إنهم يرتكبون فظائع هي بحق جرائم ضد الإنسانية كما أكدته منظمة حقوق الإنسان Human Rights Watch. وكما يبدو أن هناك شيء ما يحاك في الخفاء ويهدف إلى إضعاف المقاومة الجنوبية وعدم تمكينها من تحقيق أي انتصارات حاسمة، من خلال تحويل معظم الدعم اللوجستي لقوى وجهات أخرى. لذا أيها الجنوبيين في كل مكان: إن تحرير عدن والجنوب مسؤولية وواجب وطني يتطلب مشاركة الجميع، كل بما يمكنه ولكن عبر عمل منظم ومدروس وفعال، سواء من خلال توفير المال والسلاح، أو برفد الجبهات، وخاصة جبهات عدن، بالمزيد من المقاتلين، مع التأكيد على ضرورة رص الصفوف والتنظيم والتنسيق في كل جبهة وبين الجبهات. إن عملية تحرير عدن هي أولى الأولويات أو على الأقل الحد من تمدد المعتدين فيها، وأنتم أيها الجنوبيون الأولى بشرف تحرير عدن من فلول الغزو الغاشم، وتطهير ترابها وكل شوارعها وأزقتها من آثار أقدامهم الهمجية. إن إخوانكم أبطال المقاومة الجنوبية الأشاوس صامدون في مقارعة الغزاة في كل مكان من عدن يتواجدون فيه، ولكنهم ينتظرون منكم المدد والدعم والعون، فلا تبخلوا عليهم بذلك كما لا يطول انتظرهم. ولتجعلوا نضالاتكم لتحرير عدن ومحافظات الجنوب الأخرى تسير بصورة متزامنة لكي تقطعوا كل الطرق على أنصاف الحلول البائسة.