عاد مستشفى الشهداء الثلاثة الكائن في قلب مدينة "العوابل" عاصمة المديرية إلى الحياة بعد توقفه منذ أكثر من عقدين وتحول المستشفى النموذجي إلى هيكل عظمي لا يدخله إلا حراسة المبنى وطبيب . زرنا المستشفى لأول مرة بعد إعادة تأهيل المستشفى من قبل مدير الصحة والمجلس المحلي وتعاون كثير من الداعمين خارج الوطن وداخله ، شاهدت شرايين الحياة عادة مجددا إلى داخل المستشفى ، شاهدنا حركة غير اعتيادية وأناس ونساء وكبار وصغار يبحثون على العلاج ، شاهدنا ايضاً جرحى يتبسمون ويعبرون عن سعادتهم بكل الاهتمام الذي لاقوه ، شاهدت مدير الصحة ورئيس المجلس المحلي يتفقدون كل تفاصيل المستشفى وسير العمل فيه .
سعادة غير اعتيادية .
رحب الجميع بفكرة إعادة تأهيل المستشفى ، وساهم الجميع كلا بقدر استطاعته وكان الفضل الأول بعد الله عز وجل للمغتربين خارج الوطن فقد أعطوا عطاء من لا يخشى الفقر ، وعطائهم اسعد كثيرا من الفقراء والمرضى والمحتاجين في زمن ليس فيه للفقراء مكانه ، استبشرت قيادة المقاومة الجنوبية وساهم المستشفى في استقبال كثير من جرحى المقاومة الذين كانوا يعانوا الأمرين عند إسعافهم إلى الحبيلين أو يافع نضرا لوعورة الطريق وايضاً وجود أزمة خانقة بالمشتقات النفطية ، اخبرني دكتور متقاعد كان يعمل في قسم الأشعة قال خدمتي خمسة وثلاثون عاما ولكن هذه العودة أسعدتني كثيرا لم احلم بها إنا ألان مستعد العمل لفترة عشرين سنة ، وقال مدير الصحة بالشعيب الدكتور مصلح الحكم معلقاً هذا الإنجاز بفضل الله ثم بفضل رجال الخير داخل الوطن وخارجه ونحن عملنا بروح الفريق الواحد هذا إنجاز عظيم سيساهم في خدمة الجميع .
خريجوا كلية الطب والمعاهد الصحية يعملون كمتطوعين .
يعمل العشرات من خريجي كلية الطب والمعاهد الصحية كمتطوعين داخل المستشفى كلا في مجال تخصصه فيوجد في المستشفى العديد من الأقسام والتخصصات أهمها المختبر الطبي وقسم الأشعة ، وصيدلية ، قسم الطوارئ وغرفة عمليات يعمل وسطها من ابرز الكوادر الطبية وقد عملوا أكثر من عشر عمليات جراحية في الأسبوع الأول من العمل ، ويعمل كل كوادر مديرية الشعيب من الشباب بشكل دوري وبنظام النوبات كل مجموعة تعرف وقتها المحدد ، إضافة إلى حراسة أمنية تحت إشراف خبراء أمنيين داخل المستشفى .
ما ذكرناه سابقا ليس كل شي في المستشفى فهناك جنود مجهولون يعملون بصمت لم يعلم بهم إلا الله وحده ، وهناك الكثير من الإعمال التي لم اعرف عنها شيء ، أذهلني المستشفى جدا ، نظافة افتقدها كثير من المستشفيات الخاصة وقبول عند كل الناس ، الجميع سعداء بهذه العودة الحميمة لمستشفى عريق كمستشفى الشهداء الثلاثة أتمنى لهم كل التوفيق والنجاح وأقدم شكري الكبير لله اولا ثم لكل من ساهم ودعم وقام في إعادة شريان الحياة إلى هذا المستشفى .