كنا قبل هذه الحرب الهمجية ضد الجنوب وقبل ارتكاب هذه المجازر وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها ! كنا نقول لا بأس بحلول سياسية بشرط ان تضمن "حق الشعب الجنوبي " في تقرير مصيره وكنا نعتقد ان الإساءة الى الشعب الجنوبي لم تكن الا من شخص الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" وحاشيته ! كما كنا نعتقد ان كثيرا من الأحزاب والتنظيمات السياسية في الشمال لها وجهة نظر بمن فيهم "انصار الله"
وجهة نظر فيما اُرتكب من جرائم ضد الشعب الجنوبي منذ العام 1994م
وحينها كان معظم الساسة والقيادات الجنوبية تعتقد انه من الممكن ان يتم يوما من الأيام اتفاق سياسي بين الجنوبين وتلك الأحزاب السياسية للخروج بحلول ترضي شعب الجنوب وتصون دما الأبرياء وتحفظ شيء من أواصر الاخوة بين الجنوب والشمال!
خاصة بعد الثورة التي حصلت في الشمال وقيل يومها ان الرئيس السابق سلم الحكم للرئيس التوافقي "عبدربه منصور هادي" الايادي الامينة بحسب وصفهم هم !
ولكن وللأسف الشديد لم تكن تلك المؤتمرات والخطابات السياسية من قبل قوى النفوذ الشمالية لم تكن إلا ضحك على الدقون وفي ليلة وضحاها رفضوا كل الحلول واعلنوا الحرب الشاملة ضد الجنوب تحت شعار" محاربة القاعدة والدواعش"
والعالم اليوم يشاهد هول ما يرتكب من جرائم منظمة بحق الإنسانية والمدنيين العزل
جرائم لم يعرف مثيل لها شعبنا ! حرب إبادة جماعية يشنها المخلوع صالح ضد الجنوب ويسابق الزمن في ارتكاب مزيدا من الجرائم والقتل والتدمير لعله يكسب من خلال هذه الدماء ويحقق مكان يؤهله بإن يكون شريك في تفاوض جنيف او غيرها !
وبعد هذا كله ادركنا اننا بالفعل كنا مخطئون عندما كنا نأمل انه من الممكن كما قلت ان يتحقق بيننا نحن والاخوان الشماليين حلول مرضية وعادلة!
نعم فبعد هذا القتل وهذا الدمار والدماء التي سالت في كل مدينة جنوبية بعد هذا كله لا يعتقد اليوم من يحمل مثقال ذرة من العقل انه من الممكن ان يظل هناك تعايش او التقاء بين "القتلة " وضحايا أبرياء قتلوا دون ذنب ودمرت مدنهم وفوق هذا كله تم قتلهم تحت شعار " انهم " قاعدة ودواعش"
الرئيس عبدربه منصور هادي... القيادات الجنوبية اصحوا واياكم الوقوع في فخ عفاش والغزاة الجدد ! ان الجنوب اليوم مدمر ولم يبقى فيه ما تفاوضون على سلامته ! ففاوضوا على كيف ان تضمدوا جراحه وتخرجونه بحلول سياسية من هذا المستنقع الذي وضعتموه فيه !
وواجبكم الوطني والأخلاقي يجب ان يكون فوق كل المصالح الشخصية فسموا الأسماء كما يجب ان تسما ان اردتم تبرئة الضمير وكسب ود شعبكم الذي لامجال اليوم للمزايدة على دماء أبنائه وانتم تعرفوا جيدا ان من يناوركم لا عهد له ولا ذمة ! وما ارتكبتموه من أخطاء في الفترات السابقة قد عفى عنه شعبنا الجنوبي العظيم ! ولكن أخطاء اليوم ستعتبر جرائم جسيمة يصعب العفو عن من ارتكبها ! والله ولي التوفيق