ألا ، لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده ، فأنه لا يقرّب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم .. حديث نبوي شريف لقد بدأنا بهذا الحديث الشريف لأنه القاعدة الأساسية التي ارتكز عليها المجلس الأهلي الحضرمي من بداية تأسيسه ليقف أمام قيادة جماهير الغوغاء المتعطشة لخلق الفوضى بعد غياب كامل للسلطة المحلية لعاصمة حضرموتالمكلا ،ولعل الحصيف المنصف ليس بحاجة إلى بصيرة بمدى الضياع والاختفاء السريع لقوة عسكرية بكامل عتادها ، فهل للشرفاء والمخلصين لوطنهم أن يسلكوا طريق المتفرج أو الابتعاد .. طبعاً لا .
ونقول أيضاً ،إن قوة النفس هي القوة الحقيقية التي يتسلح بها الشرفاء من أبنائها ،وإن الوعي الثقافي المتميز هو سلاح العظماء الذين لا يخضعون للظروف الصعبة ولا الموارد الشحيحة ،وإنما يستخدمون ما لديهم من إيمان وعزيمة ومواهب وخبرات وطموحات في تحسين ظروف الحياة لأوطانهم .
باتت القدرة على العمل ضمن فريق جماعي شي أساسي وضروري لتشييد الإنجازات العملاقة ،وبات من الواجب على كل واحد منا أن يشذّب في شخصيته كل الزوائد التي تمنعه من الاندماج والالتحام بالآخرين ،حتى تستمر مسيرة شعب له مطالب حقيقية فالجادون والمتميزون لا يعرفون كيف يستفيدون من الفرص ، ولكن يعرفون كيف يصنعون الفرص ،وهذا يتطلب جرأة وإقدام ، كما أنهم يحسون بلذة الكفاح وراحة الضمير تجاه أرض وأمة .
ومن الواجب أن تتجه كل أطياف أرض حضرموت إلى الإسهام والمشاركة الفعّالة في دعم أي حركة تتميز بأهدافها النبيلة .لا سبيل أمام أبناء هذه الأرض إلا بتكوين جبهات على الواقع تسعى نحو مستقبل زاهر تفرض قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ، مثلما يتكون النهر العظيم من قطرات الماء ، فحين يكف الإنسان عن الفعل قد يقع ضحية لسوء الفعل فعلينا إتقان وتمجيد ثقافتنا وتراثنا وإبراز قدراتنا العظيمة وتسخيرها في تطهير تربة هذا الوطن الذي انغمست في جذوره آفات كريهة بسبب أفعال جيل مرحلة مضت .
فنقول يا حضارمة السلطة في الخارج وحضارمة المهجر لقد تخاذلتم وقعدتم في دنياكم وشغلتكم مناصبكم وثرواتكم وتفرغتم للتمتع بالملذات وتركتم الأرض والإنسان الحضرمي عورة وحدود مكشوفة ليكتسحها أعداء الإنسانية بمبادئهم الهدامة واتجاهاتهم المخربة أعوان المخلوع فهم المحسوبين على هذه الأرض ، وإذا كان البعض قد جبنوا عن خوض المواجهة التي تتطلب الإيمان الصادق والإخلاص الوطني ،فإن المجلس الأهلي الحضرمي بكافة أعضائه لن يتخلى عن الواجب الديني والإنساني وتذليل الصعاب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه .