أشرقت شمس يوم جميل تذهب كالعادة نسرين إلى المدرسة... في العاشرة من عمرة وهناك كانت الأجواء مشوش بالغموض ورعب لدى الناس.... فانتهاء اليوم الدراسي وذهبت نسرين إلى بائع الفل في ركن المدرسة فأخذت منه فل إلى أمها دائمان نسرين تهدي لا أمها كل يوم شي جديد..... نسرين الطفلة الجميلة والمحبوبة مع أهلها ولم يجد لها أخ فهي وحيدة الأب والأم....
فأخذت تركض في طريقة نحو منزلها تحمل بيدها الفل وعندما اقتربت من حارتها تسمع الأصوات البشر بان تم قصف عشوائي على الحارة التي تسكن فيها و هي مدينة دار سعد وراحت ضحايا المدنين من قبل جيوش الغزاة الحوثي والمخلوع التي تريد تجتاح عدن الجنوب...
ووصلت نسرين إلى منزلها ولكن فقدت أسرتها أبيها وأمها جراء هذه الحرب الظالمة وجيرانها كانوا من حولها لقد سارعوا إلى منزلها ولكن الكل حزين وينظرون إلى نسرين وهي تنهمر بالدموع وأبيها وأمها مرمية على الأرض جثث ....
والجو من حولها مشوش واحزان ساحقة وصرخت بصوت عالي تنادي أمها وأبيها ولكن حب الوطن أخذهم شهداء برصاص الغدر وترمي الفل فوقهم وهي تصرخ بالبكاء وتسقط على الأرض في غيبوبة ولم تستعيد وعيها الا وهي جالسه مع عمتها بجانب قبر أبيها وأمها وتصرخ وتبكي وتقول ليتني كنت معاهم..... ليتني كنت معاهم... ليتني كنت معاهم...
وعاشت نسرين عند عمتها (سعيدة) صديقة أمها الروح بالروح من زمن الطفولة وهي تسكن في مدينة شعب تركت الحارة من مدينة دار سعد بعد القصف العشوائي ونزحت الأهالي من هذه الحرب الغزاة على الجنوب..
نسرين البنت الجميلة اليوم تنال نصيبها من هذه الحرب ان تكون يتيمة ومعاناتها لم تكتمل من شدت الحزن وهو يخبئ داخل قلبها .... نسرين بنت صغيرة ولكنها ذكية وحساسة قلبها عاطفي ... تصلي وتدعي الله ليلا ونهار ان يغفر الله لأبيها وأمها ويدخلهم الجنة. فجبتها عمته وقالت لها ان شاء الله هولاء شهداء والجنة نصيبها؟؟؟ فرحت نسرين وابتسمت ابتسامة جميلة فقالت أن شاء الله ¡¡¡¡ فقال : نسرين إذا مت ادخل الجنة فقالت العمة:: نعم يابنتي
وحضنتها عمتها في صدره ومسحت على رأسها وعادة الابتسامة على وجهها ......
لكن لن يقدر يعود حنان الأب والام العمة سعيدة لم يجد عندها أطفال ولكنها متزوجة رجل محمود ديني ويمتاز بالقيم والأخلاق.....
نسرين. من شدة الألم وصدمة بفراق أبيها وأمها تردد هذه العبارة دائمان وتقول ... ياليتني اذهب الجنة معاكم احبك يامي ...احبك يا أبي والدموع تملي عينيها............ نسرين دمعة حزن..... كل لحظة تنظر إلى نسرين وتجد عليها علامات الحزن والفقد لأهلها....
وفي يوم الأحد اليوم المشئوم خرجت نسرين مع أصدقائه تلعب عند منزل عمته كالعادة في وقت العصر وارتفع الأصوات المدافع ولرصاص كالمطر يقصف الأحياء السكانية جيش الحوثي الغزاة للجنوب ورصاص الغادر أصاب جسد صدر نسرين وهي تصرخ من شدة الألم وهرعت عليها عمتها وزوج عمته وأصدقائها كانون من حولها وخذوها المنزل وهي تنزف وتقول بصوت ضعيف يتقطع الجنة عند أبي وأمي وعليها الابتسامة الجميلة في اللحظة الأخيرة ولكن الجميع من حوله يبكي على هذه الطفلة الجميلة وكان صعب إسعافها إلى المستشفى لان المنطقة مدينة شعب محاصرة من قبل جيوش التتار الحوثي واقل من نصف الساعة وينقطع الصوت والانين وترحل نسرين شهيدة مع أبيها وأمها برصاص الغدر وانضمت إلى كوكبة شهداء الجنوب.