البحسني يشهد عرضًا عسكريًا بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير ساحل حضرموت    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    شاهد ما الذي خرج من عمق الأرض في الحرم المدني عقب هطول الأمطار الغزيرة (فيديو)    إعلان حوثي بشأن تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة اليوم الأسود الذي أودي ب «تفاحة وياسمين وزينب» والكثير!
نشر في الأهالي نت يوم 11 - 11 - 2012


توطئة
يُصادف اليوم الأحد 1111 2011م الذكرى الأولى لقصف ساحة الحربة بتعز والتي سقط فيها أكثر من 15 شهيدا بينهم ثلاث شهيدات ( ياسمين , تفاحة , زينب ) أثناء انتظارهن لصلاة جمعة «لا حصانة للقتلة».
ذكرى مؤلمة راح ضحيتها 15 شهيداً من الرجال والنساء في وقتٍ كانوا يُنادون فيه بإسقاط الحصانة عن صالح ومقربيه لارتكابهم جرائم شنعاء بتعبير شباب الثورة.
سقطوا ضحايا ولم تسقط الحصانة. بلغت أرواحهم عنان السماء ولم تُراعي آلة القتل التي كانت بيد صالح حينها حُرمة الإنسان، ولم تفرق بين الرجل والمرأة، أو الطفل والشاب.
شهد ذلك اليوم قيام قوات النظام السابق بدك مستشفى الروضة بأكثر من 15 قذيفة دبابة بالإضافة إلى منازل مجاورة. وقُصفت ساحة الحرية قبل أن ترفع الملائكة سجلات التدوين لمن يحضر باكراً للاستماع إلى الخطبة، وكأنهم سيُتمون طقوس العبادة في السماء!.
جميلة وعزيزة لحقن بعد أيام برفيقاتهن السابقات إلى الشهادة في سبيل التخلص من قبضة التسلط الموجع، لقد سبقت زينت وياسمين وتفاحة في مثل هذا اليوم.
صحيفة الجمهورية أعدت ملفاً طويلاً عن اليوم الأسود، والأهالي نت يعيد نشر أهم ما جاء في الملف، كأقل واجب يمكن تقديمه في هذه الذكرى الموجعة التي لن ينساها اليمنيون، مع إيماننا الكامل أن ذلك يصب في مصلحة المهنة، وأن التعليق الآنف أو المادة اللاحقة من صميم المهنية التي تعني ببساطة: الإنسان!
التوقيع: الأهالي نت
أعد الملف: بسام غبر الشميري بمساعدة وئام الصوفي
الكثير يتحدث عن تلك المرأة التي نالت شرف الشهادة في مثل هذا اليوم .. أتذكرون اسما لطالما استعذبنا نطقه جمالا وكفاحا ونضالا؟ إنها أم الثوار ..إنها الشجاعة والمعطاءة.. إنها الروح في الثورة والبهجة في ساحة الحرية بتعز.. فالجميع في الساحة مجمع على عمل تلك المرأة .. ابتهجت السماء وتوردت الأرض بنيلها الشهادة، كانت تكافح وتنافح لأجل يمن سعيد ينعم به الجميع.. كانت عزيمة سطرت بنضالها معنى النجاح والكفاح.. كانت وما زالت الأم الرؤوم والأخت الحنون.. والمرأة اللطيفة.. بالتأكيد.. عرفتها الآن؟ نعم ..إنها تفاحة..
تفاحة.. المذاق الثوري
- هي تفاحة صالح بن صالح العنتري استشهدت وهي تبلغ من العمر 43 سنة متزوجة من محمود الطيب ولها ولدان إسراء وعبد الوهاب .. أطلق عليها الثوار في ساحة الحرية لقب “أم الثوار “ بما يوحي ذلك بأن هذه المرأة ملكت مكانة كبيرة في قلوب الثائرين، مكانة تجسدت من قيمها النبيلة واخلاقها الفاضلة..
- في ذلك اليوم استشهدت تفاحة العنتري.. والتي لطالما خرجت من منزل طيب ومبارك مشبعة بالروح الثورية، وعبق الحرية تفاحة الأستاذة والمربية الفاضلة في مدرسة مجمع طيبة في الحوبان تقطع المسافات الطويلة من منزلها قاصدة ساحتها وساحة كل الأحرار والحرائر في الحالمة لمشاركتهم نضالهم الثوري وأداء صلاة الجمعة في تلك الساحة المسافة كبيرة بين ماض محزن في ظل نظام مستبد، ومستقبل تحلم به تفاحة ورفيقاتها متمثلات بيمن جديد.. مثلت الشهيدة تفاحة العنتري في ساحة الحرية بتعز القلب الكبير الذي ملأ ساحة الحرية نشاطاً وحماساً فقد كانت إنسانة نادرة في العطاء والخير ولها عدد من الأنشطة في لجنة النظام ولجنة الخدمات واللجنة التنفيذية وكذا في لجنة الحشد ولجنة الدعم، وخلال شهر رمضان المبارك العام الماضي كانت لتفاحة اليد الطولي في مشروع إفطار الصائم، شبهها البعض في نشاطها المتعدد في الساحة بخلية نحل لا تتوقف عن خدمة الآخرين و لن تتوقف لحظة واحدة عن خدمة الثورة إلا بعد أن استراح جسدها الطاهر ملاقياً ربه في رحلة خلود أبدية بعد استشهادها.. إنها تفاحة العنتري الزوجة المخلصة والأم الفاضلة والمربية الناجحة والقائدة المثالية في مجتمعها.
- كانت الشهيدة تفاحة العنتري قيادية بالفطرة ومشهودا لها بقوة شخصيتها، وعزيمتها وإصرارها ولن تتخلى في أصعب المواقف عن من حولها سوى من أقاربها وأهلها وأصدقائها ومن يحتاج إلى مساعدتها كرست جل وقتها وجهودها لخدمة ثورة شعبها، فكانت أول المرابطين في ساحة الحرية وأكثرهم نشاطاً، بصمودها الذي فاق صمود الرجال، كانت تعود إلى المنزل والقول لأهلها - وكل أبناء اليمن أهلها - وقد بدت ملامح الإرهاق والتعب على وجهها لتعد الكعك وأشياء أخرى لأبنائها في الساحة دعماً منها لهم ومشاركتهم لقمة العيش، همها الوحيد خدمة الثورة وشبابها وفي سبيل ذلك ضحت بنفسها وروحها الطاهرة رخيصة في سبيل ثورة شعب رفض البقاء خانعاً تحت ظلم الجبابرة لم تكن نشاطاتها محصورة في إعداد الكعك وبعض الغذاء للثوار في الساحة، والتنظيم من خلال لجنة النظام في الساحة، وتعاونها مع لجان الخدمات والدعم وغيرها من اللجان، بل تجاوزت ذلك وتقدمت الصفوف في تلك المسيرات التي شهدتها تعز طيلة أيام الثورة رغم قمع آلة التابعة للنظام السابق تلك المسيرات، فما من مسيرة قمعت إلا وكانت تفاحة من أوائل المشاركين فيها بكل قوة وصمود ولا تهاب رصاصات الخوف والخنوع التي يسقطها موالو النظام السابق على المحافظة ونالها من ذلك القمع ما نالها، تمنت الشهادة منذ أول يوم خرجت فيه إلى الساحة وكان لها ما تمنت بأن حقق الله أمنيتها في أفضل أيام الله في السنة وهي عشر ذي الحجة، وأفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة..
- يقول عنها زوجها محمود الطيب: لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون حمامة البيت.. تفاحة ..
ذهبت تفاحة لتصلي الجمعة في محرابها المقدس كعادتها منذ انطلاقة الثورة ب11فبراير فافترشت سجادتها واستقبلت القبلة لتبدأ شعائر الصلاة لتأتي بعد ذلك الفاجعة والحقد من هناك.. من الآليات المتركزة بالمعهد العالي للعلوم الصحية.. أرسلت إليها القذيفة البغيضة.. ونالت تفاحة الشهادة كما كانت تتمنى، ورب الكعبة.. ونال القاتل وابل اللعنات.
تفاحة كانت تكافح في كل المحن التي تعرض لها الثوار في ثورتهم من قبل أتباع النظام السابق فكانت في يوم المحرقة التي شهدتها الساحة من النساء اللاتي صمدن حتى ساعات فجر اليوم الثاني وكانت تهتف عاليا: اللهم نسألك النصر والعزة ونسألك الشهادة ياالله”..
تفاحة نفتقدك كثيرا... كثيرا وأنت بالتأكيد لم تفتقدينا فأنت هناك في عليين مع الابرار والشهداء..
لم تكن تفاحة وحدها تستقبل الشهادة وإنما كانت بجوارها زينب وياسمين اللتان نالتا الشهادة في تلك الحادثة البشعة وفي ذلك اليوم الأليم، وبهذا الفعل يسجل التاريخ أبشع جرائم ارتكبت في هذا الكون لقتل نساء بتلك الطريقة البشعة...
ياسمين تمنت أن يكون عرسها في الساحة وتزف منها
ياسمين سعيد سيف علي الأصبحي من مواليد عام 1987م قرية الأصابح، شعبة جعف، الحجرية، طالبة في السنة الثانية في كلية التربية جامعة تعز قسم تربية خاصة وحاصلة على تسع شهادات في دورات تدريبية متنوعة، أما ياسمين الثائرة فهي منذ بداية انطلاق الثورة توقفت عن دراستها لتشارك أبناء وطنها ثورتهم وكانت أحد أبناء مدينة الثورة تعز الذين أشعلوا شرارة الثورة منها لتنتقل شرارتهم المباركة إلى جميع ربوع الوطن، ليكتمل بذلك فصول ثورة شعب ينشد الحرية ويصعب إخمادها ممن يحاولون ذلك، فأنى لهم فهي إرادة الشعب التي لا تقهر مستمدة من إرادة الله وهي السيل الجارف الذي تجرف أمامها كل من يعترض طريقها اليمن، الثورة التي أسهبنا في الحديث عنها كانت يوماً ما شرارة بسيطة أطلقها فتية عشقوا الوطن وكانت ياسمين واحدة من أولئك الفتية، الذين آمنوا بعدالة قضيتهم وفي المقابل قمع النظام السابق لأولئك الشباب جعل من البسيط عظيماً فكبرت معه الثورة واستجاب اليمنيون لنداء الشباب وقويت الثورة لترتقي إلى أن تصبح ثورة شعب بأكمله، تميزت بصفات وتفردت بخصائص على باقي نظيراتها في الربيع العربي.
-والفضل هنا يعود لأولئك الشباب طليعة الثورة وشرارتها الأولى في مدينة الحلم والعلم والثقافة والنضال في تعز الثورة.. وياسمين احدهم سيذكر لها التاريخ ورفاقها هذا الجميل كيف لا وهم من واجهوا قمع النظام بصبر وثبات!؟
- ياسمين الثائرة شاركت في المسيرات التي تنطلق من ساحة الحرية وكان لها نشاط كبير ولافت للنظر في الساحة، وبعد محرقة ساحة الحرية في 29 /5/ 2011م، سعت ياسمين جاهدة لإعادة وهج الساحة ونشاطها من خلال المشاركة في المسيرات اليومية الصباحية والمسائية، كانت ياسمين مخطوبة، وفي هذا الشأن نتقدم إلى خطيبها بتعازينا بالإضافة إلى جميع أهلها، وكانت تتمنى أن تقيم عرسها في الساحة فباعت دبلتها وجمعت التبرعات لإعادة المنصة (منصة ساحة الحرية) أفضل مما كانت فكان لها ما أرادت.
- ساهمت في عدة فعاليات ومشاركات في الساحة وكان لها مشاركة ومساهمة فاعلة في شراء العديد من البطانيات للساحة، وكذلك جوائز الدورات التدريبية وكان عيدها هذا العام ممثلاً في صناعة الكعك، وبعد صلاة العيد في الساحة كانت في طلعتها البهية وبساطة تعاملها تقوم بزيارة الجرحى والمصابين هي وزميلاتها بمجهود ذاتي وفردي لمعايدتهم وتقديم ظروف فيها مبالغ مالية رمزية مع كعك العيد.
- ياسمين في آخر أيامها رفعت شعار (الموت ولا المذلة) وكأنها ترى مصيرها أمام عينيها.. اخترقت شظية رأسها، بينما هي كانت تستمع لخطبة الجمعة مستعدة للصلاة، ولكن كان لها لقاء آخر مع ربها شهيدة مطلقة بسمة الخلود في عرسها الأول والأخير إلى الجنة.
- ياسمين تمنت أن يكون عرسها في الساحة وتزف منها وسط حشد كبير وفعلاً زفت من الساحة شهيدة في يوم الجمعة الذي له في حياة المسلمين فضل ومكانة وله عند اليمنيين ميزة خاصة، ففيها دخلوا في دين الله أفواجاً حباً وطواعية، هي الجمعة إذاً عيد ويوم إجازة ويوم الثورة والقيامة.
زينب الشيخة الجليلة والثائرة البطلة..
لم يرتو النظام السابق من الجرائم فكانت الشهيدة الحافظة لكتاب الله زينب حمود قائد العديني هي الأخرى في ذلك اليوم من شهيدات الثورة السلمية اللواتي قدمن أنفسهن رخيصة في سبيل هذا الوطن الذي عشنه وآثرن بأنفسهن من أجله وسطرن في تاريخ هذا الوطن أروع البطولات التي ستدرسها الأجيال القادمة وتقف إجلالاً وإكباراً لصانعات هذا التاريخ..
- تقول إحداهن في وصفها بأنه كلما اقتربت من محياها كاد يشع من وجهها نور لا يمكن الإفصاح عنه بأبعد مدى من أجمل الكلمات وأرق العبارات وأشهق مقاماً من كل مقال، وقصة حياتها قصة كفاح ونضال، وتميز وإبداع وأخلاقيات وسلوكيات يعجز التعبير عن وصفها، وبفراقها أبكت العيون وأحزنت القلوب..
- تخرجت الشهيدة زينب من حلقة مسجد أم القرى التابعة لجمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية التي عكفت فيها خمسة أعوام لتنهل من علمها في مجال العلوم الشرعية على يد كوكبة من المشائخ الأجلاء بعد أن قضت عامين في حفظ كتاب الله في مركز الزهراء التابع لجمعية معاذ العلمية، حفظت كتاب الله إجازة وسنداً وراجعته وختمته مرتين، الأخيرة كانت على يد الشيخ علي المسوري وكانت تتأهب لختمه مرة ثالثة وحصلت على إجازة مفتية من مشائخ عدة لتصبح شيخة علم ومعلمة وحافظة لكتاب الله، بالإضافة إلى شهادات عديدة يصعب حصرها، زينب صاحبة الأخلاق العالية بصمتها تدخل قلوب الآخرين دونما استئذان، كانت مصطحبة كتابها على الدوام ولم يبرح لسانها ذكر الله، كانت القدوة الحسنة والكل يحب الاقتداء بها من أهلها وأصدقائها ومحبيها، وكانت المداومة والمحافظة على صلاتها في أوقاتها وهي الصائمة كل اثنين وخميس والقائمة في الليل، رافعة كفيها تتضرع لبارئها وتدعوه بالنصر والظفر لثورتها التي أهدتها روحها الغالية على نفوس الكثيرين ممن عرفها. عرفها الناس وهي تسعى لمنفعتهم ومن أجل إسعادهم، كما عرفتها تعز وكل مساجدها صالحة ومصلحة وخادمة لكتاب الله وسمحة كريمة، ومثالية متفانية في خدمة وطنها ومجتمعها، ومن أجمل صفاتها صمتها وسماحتها وخفة طبعها ووفاؤها لوطنها ومجتمعها.
- زينب لم تعش حياتها وحدها، بل عاشتها للمجتمع بأكمله وكانت نموذجاً في الفكر والدين والأخلاق وساعية إلى الخير لتمسح دمعة اليتيم وتفرج هم المهموم وتساعد الفقير، مختتمة مسيرة حياتها الحافلة بالبذل والعطاء بأن قدمت روحها هدية لوطنها الكبير، عملت مدرسة في جامع الإيمان التابع لمشروع الشفيع مؤسسة التواصل للتنمية في حي كلابة وكانت من أحب الناس إلى الناس ومن أنفع الناس إلى الناس وكانت تتعامل مع طالباتها كأم لهن وليس كمعلمة، فقد كانت المشجعة لمواهبهن، والمحبة لإبداعهن وكانت الحريصة دائماً أن تعمل على خدمة كتاب الله وعلى ما ينفع طالباتها وينمي مواهبهن.
-الشهيدة زينب عشقت ساحة الحرية وخيامها ووضعت بصماتها في كل عبارة ثورية خطتها أناملها، فقد كانت صاحبة الخط الجميل والذوق الرفيع والصوت الشجي وهي تتلو آيات من القرآن الكريم، حرصت على المشاركة في المسيرات التي تخرج في تعز الثورة منذ انطلاقة ثورة الشباب السلمية وكانت أشد شغفاً وحباً لساحة الحرية، فكانت إحدى العاملات في لجنة التفتيش والنظام، وبعد محرقة ساحة تعز واستعادة الساحة عملت في تكتل “مناضلات ثورة اليمن” وكانت أكثرهن نشاطاً وحيوية في تقديم الأطباق الخيرية ومساعدة الجرحى وأسر الشهداء وكتابة اللوحات في المسيرات وفي الفعاليات التي ينظمها تكتل مناضلات ثورة اليمن وشباب 11 فبراير.
- وفي جمعة “لا حصانة للقتلة” سقطت إحدى قذائف الغدر في المكان الذي تتواجد فيه لتتشظى وتستقر إحدى الشظايا في قلبٍ عامر بالإيمان وفيه أودع القرآن وأحب خالقه المنان، منهية حياة حافلة بالخير والعطاء والصبر والكفاح، لتسقط بعدها زينب ورفيقاتها الشهيدات وتبدأ معهن رحلة الخلود إلى النعيم الأبدي وتلقى ربها وهي راضية عما قدمته وهو راض عنها..
الشهيد هاني.. دمه يكتب « ارحل »!
وفاء الشيباني من خطت بدم أخيها الشهيد “هاني الشيباني “ عبارة “ارحل “ على جدار منزلها متبعة ذلك بزغاريد فرح تنبعث من فمها مبتهجة بأن أخاها سيلقى ربه شهيدا.. تقول وفاء: في ذلك اليوم المأساوي لن انسى تلك الايام 3 ايام كانت الأشد على عاصمة الثورة تعز الحبيبة ذلك اليوم تشابهت فيه الأرقام والآلام معنا.. إنه يوم ليس كمثله.
- وفاء تروي لنا قصة القصف على منزلهم واستشهاد أخيها فتقول: خرج هاني من غرفته يريد الإفطار حينها اشتد القصف “ كان ذلك شيئا عاديا بالنسبة لنا لقصفهم المستمر من قبل، عندها قلت لأختي التي زارتنا لماذا أتيت إلى هنا سيكون اليوم موت جماعي، فضحكت وبادلتها الضحكة فجأة نسمع امي وهي تصرخ صرخة لن أنساها مدى حياتي وخفت وهرعت إليها لأرى ما جرى بها فوجدتها ما زالت مستمرة بالصراخ.. حاولت تهدئتها ماذا جرى!؟ ماذا هناك!؟ واقول لها هذا القصف بجانبنا.. قمت لإقناعها فذهبت إلى السطح واخبرتها أن لا شيء هناك وكان بالفعل لا شيء.. لأعود وأخبرها بأن هذا الصوت ليس لدينا وإن شاء الله ما يكون الجرح عند احد، فدخلت غرفتي امازح أختي وبنات أخي حتى ازداد القصف بكثرة فقال الشهيد لا تخافوا “ هذين يقرحن بالجو” والقصف يزداد ويزداد.
- حينها كان بيننا وبين الشهيد الباب - لم أره ذلك اليوم، رأيت نصف وجهه فجأة انفجرت قذيفة في المنزل هزت أركانه وتهشم الزجاج فيه فإذا بالشهيد يقول هذه غرفة أمي فأسرع وأغلق باب الغرفة التي كان فيها ويحدث أمه قائلا “ انزلوا من هنا” ..رفضت أمي النزول بالبداية حتى إرادة الله ساقتها إلى النزول وهي تصرخ: انزلوا ..انزلوا ..وظلت مستمرة بالنزول وبعدها أخي الصغير، الذي بدأ بالنزول لتخترق القذيفة زجاج نافذة الغرفة وبابها وبعد ذلك رأس أخي الشهيد هاني، في تلك اللحظة أمي تصرخ تقول رأت ضوءا واخي الصغير الذي يتبعها بالنزول - اصيب بجرح طفيف برأسه.. يصرخ هاني ..هاني ..
- كنت في غرفتي وسمعت الصراخ وادخلت كل البنات الصغار تحت السرير وهرعت خائفة ظنا مني أن هاني ابن اخي انجرح لذلك لم يتبادر الى ذهني أنه هاني الكبير “ أخي “ عندها رأيت أمامي جثة ورأسا مفتوحا كالكتاب – كنت أريد أن أنكر تلك الحقيقة.. اقتربت منه اكثر فأكثر ..اتحسس قلبه حتى صرخت أختي الكبرى “ من ابي “ لم تعرفه ابدا رغم أن الشهيد كان يرتدي بنطال وأبي لا يرتدي ذلك وخرجت عن وعيها تماما..
- استرجعت قواي وحينها شعرت بأني كبرت كثيرا “ تطمئن قلبي عند تذكري بأنه عريس في الجنة.. واتحدث: في بيتنا شهيد، هاني شهيد.. قمت بلم كل ما تناثر من رأسه وتمنيت لحظتها أن أرى وجهه وأبحث عن معجزة بأن هذه ليست حقيقة “هذا واقع أليم لم يكن هناك هاني “..
اتصلت لكل من كان يعمل بالثورة من الاعلاميين وزميلاتي.. كان هناك شعور يصيبني لا أستطيع وصفه خائفة مفزوعة وكل هموم الدنيا ملقاة على رأسي “ماذا اقول لأبي و أمي”.. كان حينها صراخ في كل أرجاء الحارة ولا يعرفون ماذا افعل.. نزلت إلى الأسفل وأخبرت ابي بأن “هاني راح ..هاني شهيد”.. ليرد من هاني؟! وكأنه نسي أن لديه ولدا اسمه هاني “ ليبقى بعد ذلك الهم الأكبر أمي فهي حتى تلك اللحظة لم تعرف، احتضنتها وهي تصرخ بشعور قلب الأم “هاني عيني “ وهي تصرخ واستمرت بالصراخ حتى جاء أبناء الحارة والإعلاميون.. كان الكل يبكي ويصرخ ويسقط على الأرض من هول المنظر وكنت أموت ألف مرة عند كل صراخ.. ثم جاءت سيارة الإسعاف لتأخذ الشهيد، لكني رفضت وقتها ولا أدري لماذا؟ إلى أني وجدت نفسي وأنا أقوم بكتابة ما رأيتموه على الجدار بدم هاني.
- وتصف وفاء الذكرى الأولى لاستشهاد أخيها بأنها الذكرى لمجزرة 11 - 11 هي استكمال ما بدأ به الشهداء، وتستغرب وفاء من مرور عام على ذلك وما زال القتلة.
حين تبدأ الشمس بفرك عينيها على استحياء من جرائم النظام السابق وهي تتمنى ألا يطالها مكروه.. إنها تعز التي عاث النظام السابق فيها فساداً..
اغتيال طفولة!!
الشهيد الطفل أسامة الشرعبي
- كان الطفل أسامة نائف الشرعبي نقي السريرة وصاحب الابتسامة الطفولية البريئة لم يجرح قلب بشر عرفه، كان متميزاً بين إخوانه - طفلاً طموحاً - وكثير الحركة، كانت أعماله تدل على أنه ليس طفلاً بل شاب قوي وعزيمته لن تلين وإصراره لا ينكسر، كان أسامة من ينفع أمه داخل المنزل ومن يقف يساعد أباه في بقالته الكائنة بجوار ساحة الحرية بتعز أسامة وضع بصمات كثيرة في قلب كل من عرفه وابتساماته يوزعها في كل أرجاء حارته، إخوانه محمد ووفاء وعبدالله افتقدوه كثيراً وأمه مازالت لم تشف من صدمة الخبر الفاجع..
- تقول أمه المكلومة: صحا عبدالله باكراً يريد الخروج وأنا منعته وعندما توقف الضرب، فخرج معه شقيقه الأكبر للبقالة وفي الطريق كان يسأل عبدالله وقال له لو قتلت أنت يا عبدالله أنا بموت بعدك وأنا إذا قتلت أنت ماذا ستفعل ومنذ بداية الثورة كان يردد كلمة كفنوني في ثيابي إن أنا مت شهيداً كان طالباً في الصف الثالث في مدرسة الأضواء الأهلية استشهد أمام بقالتهم بطلقة رشاش دخلت من الظهر ومزقت الكبد والحجاب الحاجز والحمد لله على كل حال.
- الأم المسكينة لم تعرف لحظة إصابة ولدها، فظلت تنتظرهم على الغداء وأضافت أم الشهيد: كنت منتظرهم على الغداء بعد صلاة الجمعة، فاتصل بي أبو أسامة فقال لي أسامة أصيب في يده وفجأة نظرت لوجه عبدالله فلقيت دماً على صدره، فسألته قال لي مصاب فشفته بالتلفزيون بسهيل يبعد ملابسه كان قوياً فكنت مطمئنة فجلست بالبيت ومن شدة النزيف تم نقله للمستشفى الدولي، فدخل العملية الساعة12ونصف ظهرا وخرج الساعة8 مساء العملية ما نجحت كان الدكاترة كلما يحاولون إكمال العملية النزيف يزيد فكانت ثلاث عمليات فعملوا له 5 آلاف سيسي دم، فخرج من العمليات الساعة8 مساء للعناية المركزة فرجع أبو أسامة للبيت لأنه كان تعبانا.
وفي الصباح اتصلت بأخي وسألته عن أسامة فقال لي بخير ولم يكلمني أنه قد توفي وبالفعل أنه قد كان توفي الساعة الحادية عشرة مساء وقال لي كلمي نائف يحضر المستشفى ضروري، فذهب نائف وكلمته بأنه قد توفي وفي لحظة فاجعة جاء الجميع من القرية لكي يعزوا أم الشهيد وأم أسامة كانت لم تعرف بأن ولدها قد استشهد وخال أم الشهيد سلم عليها قائلاً لها عظم الله أجرك، فتفاجأت وقالت كنت أحس أن روحي تطلع والحمدلله على كل حال وحسبي الله ونعم الوكيل وبإذن الله حسابهم عند ربي وأنا سأصبر وأحتسبه عندالله شهيدا.
الطفل الشهيد محمد رزاز
صباح ذات الجمعة، كان الطفل محمد في البيت يلعب مع إخوته الصغار أثناء انتظار وجبة الإفطار التي تعدها أمه ليذهب إلى الساحة لأداء صلاة الجمعة وفجأة تخترق رصاصتان نافذة المنزل لتصيب رأس محمد الذي فارق الحياة على الفور.
- تقول أم الشهيد بحزن عميق: كان محمد ذكيا وخدوما وبسبب ظروفنا المادية الصعبة أصر محمد أن يشارك ويعمل إلى جانب والده، وفي يوم الجمعة كنا داخل البيت جميعاً وأنا كنت أجهز لهم وجبة الإفطار”. تبكي أم محمد وتقول: “كنا بجانبه وإذا برصاص تدخل من النافذة، فاستقرت رصاصتان برأس محمد.. أنا سلمت أمري إلى الله وحسبي الله ونعم الوكيل”.
- أما والد الشهيد محمد رزاز فيتحدث: ماذا أقول كانت اللحظة فاجعة وفلذة كبدي أمامي تستقر في جمجمته رصاصتان غادرتان وتختطفه من أمامي.. وهو يلعب مع إخوانه فتركته قتيلا.
- وأضاف: جرائم يشيب لها الولدان وهى لن تمر مرور الكرام وهذه الجرائم مدونة وموثقة بملفات المحامين والمنظمات الحقوقية المتواجدة في الساحات، وسيتم تقديمها في وقتها للقضاء المحلي والدولي.
- يقول سامي محمد فايد أحد أقرباء الشهيد: كان محمد طيبا ومهذبا ومطيعا ويساعد والده وصاحب أخلاق عالية، وكان قصف تعز في يوم 11/ 11/ 2011 عنيفا ومخيفا للغاية فكانت القذائف تتساقط على الحي بشكل هستيري، وأنا اتخبيت في المطبخ أنا وعائلتي من شدة القصف”!!
كان نصيب الجرحى في ذلك اليوم 50 جريحا وجريحة وأي جرح يصيب هذا السقيم ؟!، فهناك جرحى طالهم القصف وهم في بيوتهم آمنون لربهم حامدون فإذا بالقصف يحل عليهم ضيفا يخطف ما يشاء ويصيب من يشاء بيده الموت..
جراح لم تندمل بعد..!
- زينب ابنة 20عاما وهي الفتاة التي تدحرجت عند وقوع القذيفة بمصلى النساء وهي مصابة بالرأس وبشظية في ركبة القدم اليمنى.. ومازالت حتى الآن كذلك.. لم تلق الاهتمام المناسب والوعود المنهالة لها لم ينفذ منها شيء مشيرة إلى أن علاجها تم على حسابها الشخصي دون أي رعاية من أحد.. فقط وعود لا غير .. تقول زينب إن القذيفة التي” سقطت في مصلى النساء “ هي التي دفعتها إلى الخارج ولا تستطيع أن تصف ذلك المشهد بقولها: مستحيل أن أصف ذلك المشهد فأنا أحيا وكل من حولي يموتون ...لكن لا بأس ..لأجل اليمن كل شيء يهون.. وتطالب زينب الحكومة بأن تقوم بتشكيل لجنة لرعاية الجرحى والاهتمام بهم كما طالبت بأن يكرموا الجرحى ويكرموا الشهداء
- مريم نجيب ابنة 16 ربيعا كانت إحدى اللاتي أصبن في مصلى النساء والتي كانت ترقد في غرفة العمليات أثناء القصف على مستشفى الروضة.. مريم أصيبت يدها اليمنى بإعاقة دائمة لا تستطيع تحريك بعض اصابعها وما زالت هناك شظيتان في الرئة لم يتم إخراجهما بسبب أن ذلك يسبب خطورة على حياتها كما قال لها الأطباء.. هي تقول لي إن ذلك اليوم يمثل لها مأساة كبيرة، مطالبة بمحاكمة القتلة والمجرمين..
- حسام نبيل البالغ من العمر 22 سنة لقي شظية في قدمه اليمنى وتم معالجتها على حسابه الشخصي دون التنبه له بأنه أحد جرحى الثورة.. ويصف حسام بأن ذلك اليوم يوم عزة له بأنه قدم شيئا للثورة ويوم نكبة على مدينة تعز وابنائها.. وانه سعيد بأنه نال الشرف في أنه خرج لأجل يمن ينعم بالعزة والكرامة.
- فيما تقول ابتسام عبد الله المصابة بشظايا بالرقبة والصدر والركبة اليمنى نتيجة القصف العشوائي الذي طال المنازل.. تعيش ابتسام في حي المناخ حيث اصابت منزلهم قذيفة في عصر ذلك اليوم ما ادى إلى جرحها واستشهاد طفلتها “آمال “ البالغة من العمر أربع سنوات وأصيبت ابنتها الأخرى بشظايا بالرقبة وتبعثرت اصابع يديها اليمنى.. تقول ابتسام إن الشظايا مازالت في ركبتها وإن الألم مازال يرافقها وتصف لي شعورها في هذه الذكرى بالقول: “ قدر الله وما شاء فعل “ وإن الذكرى قد مرت عليها بالتاريخ الهجري سادس أيام عيد الأضحى مرددة “قدر الله وما شاء فعل “!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.