مر على أهالي عدن وكثير من محافظات الجنوب رمضان هذا العام من دون أجواء ولا طعم فكان "الأسوأ" وما واجهوه من تحديات ومصاعب وضغوط التي عانوها منذ بدايات الحرب التي فرضتها عليهم القوات الشمالية التابعة للرئيس السابق صالح والمليشيات الحوثية وأضافت همومهم بأعباء كبيرة انعكست سلبا على أحوالهم ومعيشتهم. طوي رمضانهم حاملين ذكرياتهم الموجعة لأحبه لهم رحلوا عنهم في هذه الحرب، وأوضاع صعبة جعلت منهم نازحين لم يجدوا مأوى.
خلت موائدهم الرمضانية أصنافهم التي اعتادوا عليها في السابق لم تعد موجودة في هذا العام، فعمدوا إلى التخفيف من إعداد الشربة والعتر والحلى والمعجنات نظرا لامتصاصه غاز الطبخ.
ولتجاوز مرحلة أزمة وقود غاز الطبخ اضطرت بعض الآسر للعودة للطهى على مواقد الفحم وبالحطب المسمى بالموفى كوسيلة لطهي طعامهم على الرغم من تأثيرها على العيون بسبب كثافة الدخان المتصاعد، واستخدموا أيضا مواقد الكيروسين "الجاز"، ولجأت الأفران في تسيير عملها بالحطب، كما أوجدت كثير من الأسر باستخدام مواقد كهربائية مثل "شول الكهرباء" لطهي الطعام على نار هادئة لتؤدي الغرض، وأيضا استخدامهم افران مخصصة وغلايات تعمل بالكهرباء لتسخين الماء لاعداد الشاي والقهوة. بسبب ارتفاع الاسعار الجنوني فضلوا شراء المواد الضرورية فقط كالطحين والأرز والزيوت والتمور ورغيف الروتي "الخبز" والقهوة وعلب اللبن الرائب مثل "الزبادي والحقين" والمكرونة وعلب التونة.
اضطرت بعض الأسر إلى التقشف للتقليل من استهلاك غاز الطبخ أثناء عملية الطهي بشراءهم بعض الاطعمة من السوق مثل السبموسة والباجية والعواف وبطاط أبو حمر وحتى خبز اللحوح لإعداد "الشفوت" بقصد محافظتهم على ما تبقى من غاز الطبخ، وأحيانا إذا تطلب الأمر الامتناع من تحضير الشربة البلدي والعتر والحلويات، وعوضا عنها استبدلوا بتحضير وجبات سريعة كأوراق السبموسة الجاهزة والشربة المكونة من"رقائق الشوفان" سريعة التحضير بدلا عن البر البلدي، واكتفوا بتناولهم وجبة السحور من الرغيف أو الروتي بعد ان كانوا يفضلون خبز الطاوة والحليب لتصنع منه فتة الخبز.
قضوا رمضان في ظروف صعبة وعلى أصوات القذائف العشوائية، وفي ظل الجو شديد الحرارة والرطوبة الذي تمر بها المدينه وانقطاع الكهرباء في مناطق معينة وانعدامها في مناطق أخرى، وكذا صعوبة حصولهم على مياه الشرب لانقطاعها المستمر، حتى باتوا متعودين على تناولهم الإفطار والسحور على ضوء الشموع والمصابيح التي تعمل بالمواطير "المولدات" التي تحدث ضجيجا عاليا لكن هذه المولدات إلى جانب الشواحن الكهربائية ليست متاحة إلا لميسوري الحال، كما استغلت ربات البيوت لحظة وجود التيار الكهربائي بقضاء أعمالهن فى المنزل وتجهيز الافطار، وكذا اجتماع الأسرة وشحن هواتفهم المحمولة.