المتابع للشأن العام يجد ان التاريخ يعيد نفسه ، ولكنه هذه لصالح شعبنا الجنوبي العظيم ، الذي سطر ملحمة بطولية تؤكد ان الطبيعة الجنوبية ترفض بأي شكل كان رفضها لاي نهج يحاول ان يتم فرضه عليها ، بعكس الطبيعة الشمالية الحاضنة والمستقبلة لأي نهج حتى وان كان ذلك النهج على حساب دينها . والأ لماذا سقطت صنعاء بدون أي مقاومة تذكر بيد تلك المليشيات الحوثية العفاشية بينما رفضت عدن ان تسقط بيد هؤلاء وأثبت صمود وأرادة وعزيمة في قتال هؤلاء حتى كلل ذلك بالنصر المؤازر ؛ الا لتؤكد تلك المعادلة التي باتت واضحة للعيان ودرسا بات يفهمه الاقليم قبل العالم ، أن عدن ليست كصنعاء ، وأن الجنوب ليس كالشمال .
وانه لمن الرمزية بمكان ولعلها ارادة الله في أن يكتب للجنوب تاريخ جديد يمحو من خلالها ذكريات ومأسي الماضي المؤلمة وهي أن تأتي مناسبة " أعلان عدن محررة " بالتزامن مع مناسبة عظيمة وهي مناسبة عيد الفطر المبارك ليجعل من العيد عيدين ، ومن الفرحة فرحتين ، وليمحو بهذا التاريخ الجمعة 17 من يوليو 2015يوم تحرير عدن ، ذكرى مشئومة وهي ذكرى تنصيب المخلوع صالح رئيس لليمن في مثل هذا اليوم قبل 33 عاما ، وهو اليمن الذي لم يبقى موحدا بعد ذلك الانتصار الجنوبي العظيم. من هذا المنطلق فأنني اجزم بأن المقاومة الجنوبية لن تتنازل عن الهدف السامي التي قدمت من اجله قوافل من الشهداء من خيرة رجال الجنوب الشجعان ، ولن ترضى بأن تقاتل مجددا دون ان يكون علم الجنوب رافعا خفاقا في مدراعاتهم ودبابتهم ، ولن يرضى ابناء الجنوب بأي شكلا من الاشكال ان تعود الاوضاع في الجنوب الى ماكانت عليه الامور قبل تلك الحرب الغاشمة بعد ان حرقت تلك المليشيات الحاقدة وجودها بغزو الجنوب ودمرت كل شي جميل فيه ، وجعلت الحزن يصيب كل ركن من بيوت ابناء الجنوب حينما قتلت او اصابت او حتى اسرت فردا من ابناءه ، فالكلمة الفصل اليوم هي حتما لابنائه وابطال مقاومتها الفدائية التي لقنت تلك الجماعات التي ابت الا أن تسجل نفسها في سجل غزات الجنوب الذين سحقوا على ارضها وجروا ورائهم اذيال الهزيمة والخزي والعار ورائهم ، فالمصير اليوم لنا كجنوبيين فتضحياتنا هي من ستقرر مصيرنا ، وحينها الكل سينحنى لخيارانا وأن غدا لناطره لقريب